إشادة غينية بجهود شركة مصر للطيران في نقل حجاج كوناكري    أحلى بطيخ ممكن تاكله والناس بسأل عليه بالاسم.. بطيخ بلطيم.. فيديو    بايدن يدعو نتنياهو إلى وضع سلامة المدنيين بقطاع غزة في الاعتبار    الشوبكى: الهدف من بيان «شاس الإسرائيلى» مواجهة الأحزاب المتشددة    تعادل سلبي بين الجزائر وغينيا بالشوط الأول في تصفيات المونديال    تصل ل47 درجة مئوية، درجات الحرارة غدا الجمعة 7-6-2024 في مصر    المحكمة العليا السعودية: غدا الجمعة هو غرة شهر ذي الحجة والوقوف بعرفة السبت 15 يونيو    رحمة أحمد: شخصية "مربوحة" وش السعد وسبب شهرتي (فيديو)    الشوبكى: الهدف من بيان «شاس الإسرائيلى» مواجهة الأحزاب المتشددة    وفاة المخرج المسرحي محمد لبيب    تفاصيل إصابة لاعبي الكاراتية بمركز شباب مساكن إسكو    ميلان يعثر على خليفة جيرو    رئيس غرفة القليوبية: تحسن اقتصاد مصر واقعا ملموسا    وجدي زين الدين: خطاب الرئيس السيسي لتشكيل الحكومة الجديدة يحمل توجيهات لبناء الإنسان    موعد صلاة عيد الأضحى 2024.. بالقاهرة والمحافظات    «يقول الشيء وعكسه ويروي قصصًا من خياله».. ماذا قالت اللجنة الطبية عن القوى العقلية ل«سفاح التجمع»؟    حزب مصر أكتوبر يجتمع بأمانة الغربية بشأن خطة عمل الفترة المقبلة    البابا تواضروس يكشف عن الموقف الذي سقط فيه مرسي من نظره    رغم غيابه عن المعسكر.. مرموش يساند منتخب مصر أمام بوركينا من استاد القاهرة    جمال شقرة يرد على اتهامات إسرائيل للإعلام: كيف سنعادى السامية ونحن ساميون أيضا؟    توقعات برج الجوزاء في الأسبوع الثاني من شهر يونيو 2024 (التفاصيل)    أحمد فايق: الثانوية العامة مرحلة فى حياتنا علينا الاجتهاد والنتيجة على ربنا    دار الإفتاء تعلن «أول أيام عيد الأضحى 2024» الأحد 16 يونيو    عمرو الورداني: إعداد الزوجة للطعام فضل منها وليس واجبا    جامعة أسيوط تشارك في المؤتمر ال32 للجمعية الأوروبية لجراحي الصدر بإسبانيا    هانى تمام ب"لعلهم يفقهون": لا تجوز الأضحية من مال الزكاة على الإطلاق    خبير تربوى يوجه نصائح قبل امتحانات الثانوية العامة ويحذر من السوشيال ميديا    خبير علاقات دولية: جهود مصر مستمرة في دعم القضية الفلسطينية (فيديو)    القباج وجندي تناقشان آلية إنشاء صندوق «حماية وتأمين المصريين بالخارج»    رئيس جامعة الأزهر يبحث مع وزير الشئون الدينية الصيني سبل التعاون العلمي    التشيك: فتح تحقيق بعد مقتل 4 أشخاص وإصابة 27 جراء تصادم قطارين    اعتماد مخططات مدينتى أجا والجمالية بالدقهلية    الفريق أول محمد زكى يلتقى منسق مجلس الأمن القومى الأمريكى    رئيس هيئة الدواء يستقبل وزير الصحة الناميبى    على من يكون الحج فريضة كما أمرنا الدين؟    انطلاق فعاليات الملتقى السنوي لمدراء الالتزام في المصارف العربية بشرم الشيخ    غرامة تصل إلى 10 ملايين جنيه في قانون الملكية الفكرية.. تعرف عليها    «تنمية المشروعات»: تطوير البنية الأساسية ب105 ملايين جنيه بالإسكندرية    ياسمين رئيس بطلة الجزء الثاني ل مسلسل صوت وصورة بدلًا من حنان مطاوع    ماذا قال الشيخ الشعراوي عن العشر من ذي الحجة؟.. «اكتمل فيها الإسلام»    لاعب الإسماعيلي: هناك مفاوضات من سالزبورج للتعاقد معي وأحلم بالاحتراف    هيئة الدواء تستعرض تجربتها الرائدة في مجال النشرات الإلكترونية    "مكنتش مصدق".. إبراهيم سعيد يكشف حقيقة طرده من النادي الأهلي وما فعله الأمن (فيديو)    " ثقافة سوهاج" يناقش تعزيز الهوية في الجمهورية الجديدة    المشدد من 7 إلى 10 سنوات للمتهمين بتزوير توكيل لقنصلية مصر بفرنسا    نمو الناتج الصناعي الإسباني بواقع 0.8% في أبريل    فحص 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجاني بمركز بني مزار في المنيا    زغلول صيام يكتب: عندما نصنع من «الحبة قبة» في لقاء مصر وبوركينا فاسو!    إسبانيا تبدي رغبتها في الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»    أبوالغيط يتسلم أوراق اعتماد مندوب الصومال الجديد لدى جامعة الدول العربية    «تموين القاهرة» تضبط أكثر من 11 طن دواجن ولحوم و أسماك «مجهولة المصدر»    رئيس وزراء الهند للسيسي: نتطلع للعمل معكم لتحقيق مستويات غير مسبوقة في العلاقات    كيفية تنظيف مكيف الهواء في المنزل لضمان أداء فعّال وصحة أفضل    توزيع درجات منهج الفيزياء للصف الثالث الثانوي 2024.. إليك أسئلة مهمة    نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتابع سير العمل بمشروعات مدينة أخميم الجديدة    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    مواعيد مباريات اليوم الخميس 6-6-2024 والقنوات الناقلة    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أشرف عكة: المتحدث باسم «الشخصيات الفلسطينية المستقلة» ل«روزاليوسف»: مصر أنهت الانقسام
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 27 - 11 - 2017

استقبل الإعلام العربى والعالمى انطلاق أعمال جلسات المصالحة الفلسطينية الموسعة فى مصر، باهتمام بالغ، وهى الجلسات التى ترعاها المخابرات العامة المصرية، وتهدف إلى بحث آليات تنفيذ اتفاقية «الوفاق الوطنى الفلسطيني» الموقعة عام 2011 فى القاهرة. كثير من التساؤلات تطرح نفسها حول ما يدور فى أروقة جلسات المصالحة، من هم المشاركون؟ ما القضايا المطروحة؟ ما الخطوات التى يسلكونها للوصول إلى الوفاق؟ وما دور مصر فى هذه المصالحة من وجهة نظر جميع الأطراف؟ وغيرها الكثير من الأسئلة. لذلك حرصت «روزاليوسف» على إجراء حوار صحفى مع أحد أهم المشاركين فى وفد المصالحة الفلسطينية بالقاهرة، وهو أشرف عكة، السياسى الفلسطينى والناطق الإعلامى باسم تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة، من أجل معرفة آخر المستجدات وأهم التطورات التى حدثت فى المباحثات. وإلى نص الحوار.
■ فى البداية حدثنى عن تجمع الشخصيات الفلسطينية الذى تمثله فى المصالحة؟
- هذا التجمع أسس منذ 10 سنوات، وهو يضم شخصيات وطنية واجتماعية واعتبارية واقتصادية مستقلة، ويسعى إلى بذل مجهود مجتمعى فى المصالحة، برئاسة الدكتور ياسر الوادية، عضو الإطار القيادى لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويسعى دائمًا إلى بذل مجهود مجتمعى فى المصالحة، ويهدف إلى توحيد الشعب الفلسطينى تجاه القضية الفلسطينية من خلال تعزيز وتمكين الفلسطينيين على أرضهم.
■ إلى أى مدى يحرص التيار الخاص بكم على إتمام المصالحة؟
- نحن تيار جماهيرى شعبى عشائرى، يمثل كل قطاعات الشعب الفلسطينى، والشخصيات المستقلة، ورجال الأعمال فى القطاع الخاص، لدينا قاعدة عريضة وممتدة فى الداخل الفلسطينى، سواء قطاع غزة أو الضفة الغربية، وفى القدس، وفى الشتات، وفى كل الساحات، لذلك نحاول أن نجنّد كل هذا الجهد الجماهيرى والشعبى الداعم إلى تحقيق المصالحة.
■ ما مدى قابلية الشعب الفلسطينى للمصالحة؟
- الشارع الفلسطينى يقول بشكل واضح «لا تعودوا من القاهرة دون مصالحة»، فقد ضاق ذرعًا من كل الأطراف، ويحتاج إلى توحيد الكلمة الفلسطينية، وتوحيد فصائل العمل الوطنى والإسلامى فى خندق مواجهة الاحتلال؛ الذى يبتلع أرضنا ويهوّد القدس ويقتل أطفالنا وشبابنا، يجب أن ينتهى ويزول، وهذا لن يحدث دون وحدتنا كشعب وفصائل.
■ وما مطالب الشارع الفلسطينى من المصالحة؟
- الشعب الفلسطينى لديه أولويات، مثل الحفاظ على برنامج «حق العودة وتقرير المصير»، و«إنهاء الاحتلال»، و«بناء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود 4 يونيو»، و«إنهاء موضوع القدس واللاجئين» وقضايا كثيرة جدًا شائكة ومعقدة فى القضية الفلسطينية، بالتالى فجميع الأمال معلقة على رعاية مصر لحوار القاهرة، وحفاظها على القضايا القومية المصرية والعربية، خاصة وأن إنجاز حد أدنى من المصالحة ينقلنا إلى مرحلة فلسطينية جديدة تؤسس لمشروع وطنى فلسطينى يعيد الحقوق والاعتبار لشعبنا وقضيتنا فى كل المحافل الإقليمية والدولية.
■ هل المباحثات تمثل فئات وأطياف الشعب الفلسطينى كافة؟
- الجانب المصرى حرص على تمثيل جميع الفئات والأطياف، حيث تشارك فى المباحثات نحو 13 حركة وجبهة من داخل وخارج رام الله وقطاع غزة.
■ ما دور الشباب الفلسطينى فى المصالحة؟
- حتى هذه اللحظة لا يوجد دور حقيقى للشباب رغم أنهم ممثلون فى المباحثات بفصائلهم السياسية وقطاعاتهم الجماهيرية، ولكن نحتاج إلى تحرك ميدانى شبابى جاد، وحملات إعلامية مكثفة أو استخدام السوشيال ميديا والأدوات والوسائل التى يتقنها الشباب الفلسطينى اليوم، لإيصال رسالة بصوت عال وجماعى لكل أطراف الحوار، لكى ننجز هذه المصالحة ونطوى صفحة الإنقسام البغيض.
■ ما أهم الملفات التى ُطرحت فى المصالحة؟
- موضوع منظمة التحرير، والانتخابات التشريعية والرئاسية، وتمكين حكومة الوفاق الوطنى، بالإضافة إلى موضوع الموظفين وهو موضوع عالق وشائك.
■ تقصد ملف موظفى حماس فى غزة؟
- نعم.
■ ما مصير موظفى حركة حماس فى قطاع غزة؟
- «فتح» أصرت على تمكين حكومة الوفاق، و«حماس» أعطت أولويتها لحل أزمة الموظفين، وهذه مشكلة سهل حلها للغاية، قد يكون هناك خلاف على الأعداد ولكن فى الإطار العام سيتم حل هذا الملف، وقد تم تشكيل لجنة قانونية لمتابعة سيره، نتمنى أن تنجز مهامها بأسرع وقت، كما نصت الوثيقة السويسرية، وهناك إمكانية تحمل طرفًا عربيًا أو الأمم المتحدة لدفع رواتب الموظفين، وبالتالى فهذه ليست عقبة خاصة فى ظل إرادة الأطراف وقناعتها بأن الزمن يمر، وهناك ضرورة ملحة لإعداد الشعب الفلسطينى للمستقبل.
■ برأيك ما هو تأثير المصالحة على سير القضية الفلسطينية إقليميًا ودوليًا؟
- المصالحة توحّد الشعب الفلسطينى فى مواجهة كل التحديات التى يعيشها، وهناك تغيرات وتحولات سياسية فى المنطقة، وصفقة تحاول أن تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن المصالحة تؤسس لرؤية ووفاق وطنى فلسطينى، يحمى الفلسطينيين من أى ضغوط سياسية فى المرحلة المقبلة.
■ هل تشكل المصالحة خطرًا على العدو الصهيوني؟
- المصالحة تعيد الشعب الفلسطينى إلى خندق الوحدة الوطنية، والتفكير بجدية، والتوحد تجاه بناء مشروعه الوطنى الذى يحدد أولويات وآليات مواجهة الاحتلال الذى ينتعش على انقسام الشعب الفلسطينى وإضاعفه، خاصة فى ظل الانقسام الفلسطينى حول آليات وأشكال المقاومة والنضال. فعندما يتوحد الشعب الفلسطينى ويتصالح مع كل مكوناته الوطنية والسياسية يستطيع أن يخيف إسرائيل ويضعها فى حالة ارتداد حقيقى، ولهذا السبب فإن المصالحة خطيرة جدًا على الاحتلال، لأنها تهدف للتفكير بجدية فى برنامج وطنى شامل ينقذ الواقع الفلسطينى من أى خطر.
■ ما أبرز المعوقات التى واجهت المصالحة والملفات التى لاتزال عالقة حتى الأن؟
- هناك تفاصيل طويلة بين الفصائل المتحاورة، وقضايا وإشكاليات وحسابات سياسية وأخرى تكتيكية لدى الأطراف، ولكن فى تقديرى هذه المعوقات لها علاقة بتفاصيل النقاشات فى المواعيد أولًا، ومتى سيتم تنفيذ بنودها هناك نقاش طويل، ولكن الجهد المصرى المبذول وتدخله الإيجابى فى إنهاء ملف الإنقسام ساهم كثيرًا فى وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.
■ هل طرحتم خلال المصالحة ضرورة وجود تقسيم عادل لجميع الفئات السياسية فى غزة والضفة داخل منظمة التحرير الفلسطينية، بصفتها الممثل الشرعى الوحيد للفلسطينيين؟
- يجب أن تضع الأطراف كافة ملف منظمة التحرير على رأس أولوياتها، خاصة أن ملفاته شائكة وموضوعاته طويلة تحتاج إلى تفاصيل نقاش وتوافق وطنى عام وشامل، كما يحدد اتفاق على برامج سياسية وإلى حصص الأطراف فى هذه المنظمة وأدوارها وشكل وطبيعة الاتفاقات التى أبرمتها منظمة التحرير والتزامات كل الأطراف هذا يحتاج إلى نقاش ما بين الأطراف على المستوى الداخلى وعلى المستوى الأطراف نفسه، لأن هناك نقاشًا يحدد توجهات واستراتيجيات وأولويات الأطراف واعتباراتها السياسية ولكن المنظمة أنا فى تقديرى تحظى باهتمام ورعاية كل الأطراف.
هذا الملف يحتاج إلى استفاضة فى مناقشته، وتحييد أدوار الأطراف فى المرحلة المقبلة لأنها صعبة، خاصة أن القضية الفلسطينية والأمة العربية ككل تواجه تحديات جسيمة، وبالتالى فإن تحديد الحصص التى تحتاجها هذه الفصائل لكى تكون جزأ لا يتجزأ من العملية السياسية أمراً مهماً وضرورياً؛ كى نؤسس لمرحلة جديدة حقيقية للشعب الفلسطينى، ولكن لاتزال هناك أطراف تعادى هذه المرحلة ولا تريد عملية التفاوض وتراهن على فشل هذه العملية، وخلال 6 أشهر سيكون هناك فرز وتحييد واضح للمواقف، وأهمها الرؤية الأمريكية والرؤية الإسرائيلية لعملية التسوية، وما يتم تحضيره حاليا للمؤتمر الدولى للسلام قبل نهاية العام.
■ برأيك إلى أى مدى التزمت حماس ببنود المصالحة القائمة الآن؟
- حتى هذه اللحظة جميع الأطراف تسير وفق الجداول الزمنية المحددة، وهناك شبه التزام فى تنفيذ اتفاقات المصالحة، ونحن فى «تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة» لدينا خطط عملية تكتيكية تفصيلة يومية تحاكى كل ملفات المصالحة.
■ حدثنا عن الدور الذى لعبته القاهرة والمخابرات العامة المصرية فى إتمام المصالحة؟
- الدور المصرى كان واضحًا منذ البداية، باحتضان ورعاية هذه اللقاءات، فقد كان هناك انخراط مصرى حقيقى فى كل مراحل عملية المصالحة، وفى الحوارات وفى اللقاءات وتقريب وجهات النظر بين الأطراف، وكذلك تسهيلاتها فيما يتعلق بمعبر رفح هذا كان واضحًا، بالإضافة إلى لقاءاتها مع القيادة الفلسطينية لتوضيح الصورة السياسية الكبرى والشاملة التى تمر بها مصر والقضية الفلسطينية والمنطقة بالكامل.
فقد كانت هناك رغبة مصرية جادة وحقيقية فى إتمام هذه المصالحة، لأن عدم إتمامها يؤدى إلى كارثة وطنية بالمعنى الفلسطينى، وكارثة قومية ستضر بمصر وأمن المنطقة وأمن الإقليم، لذلك فإن مصر جادة، خاصة فى ظل شعورها بالخطر الداهم الذى تعانى منه المنطقة، بالإضافة إلى وجود جدية من جميع الأطراف. فلا أحد ينكر أن هناك جهدًا مصرياً مبذولاً مع كل الأطراف من أجل إنهاء حالة الانقسام، وتجاوز كل العقبات الصغيرة.
■ ما الخطر الذى تتحدث عنه؟
- هناك قوى إقليمية ودولية وتحديدًا إسرائيل تحاول تعطيل المصالحة، لإثارة توترات فى المنطقة.
■ هل ترى أن قطر لها دور فى تعطيل المصالحة؟
- قطر ليس لها أى دور فى المصالحة، وهناك تراجع كبير فى دورها عقب موضوع الحصار والخلاف مع السعودية وغيره، ونتمنى أن تحل الخلافات العربية من خلال جامعة الدول العربية، بالحوار المبنى على الحفاظ على قضايا الأمة والأمن القومى العربى.
■ مصر تقف دائما فى صف القضية الفلسطينية، ولكن كيف تقيّم دورها فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى؟
- فى بداية عهد الرئيس السيسى كانت مصر تواجه الكثير من التحديات والمشاكل الأمنية فى سيناء، وعقبات اقتصادية، بالإضافة إلى سعى قوى إقليمية لمنافستها على دور الزعامة والقيادة، ولكن فى تقديرى مصر التقطت أنفاسها فى الفترة الأخيرة، وتعافت، واستطاعت أن تلملم أوراقها بالمعنى الاستراتيجى، وعادت الآن كعنوان حقيقى لكل القضايا وأهمها القضية الفلسطينية، واستطاعت من خلال دعوات المصالحة أن تعيد الملف الفلسطينى، والقضية الفلسطينية إلى أحضانها، وقدمت دعمًا جادًا لقضيتنا.
■ لماذا كل هذا الوقت الذى استهلكته الفصائل الفلسطينية فى توحيد صفوفها رغم وحدة قضيتهم؟
- هناك خلاف سياسى برامجى له امتداده على مدى عقود من الزمن، وهذا ليس أول انقسام فى الساحة الفلسطينية؛ لكن هناك انقسامًا برامجيًا سياسيًا استراتيجيًا بين الفصائل الفلسطينية، خاصة بعد توقيع إتفاق أوسلو فى عام 1993، نتج عنه انقسام أفقى وعمودى فى منطلقات العمل الوطنى الفلسطينى، وفى محددات عملية التسوية، خاصة أن هناك اتفاقية سياسية اختلف عليها الفلسطينيون، ونحتاج اليوم إلى إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، واشتقاق مرحلة جديدة فيها نوع من أنواع التوافق الوطنى، وهو البرنامج السياسى المطروح لمنظمة التحرير أو مسمى البرنامج المرحلى كان برنامجاً توافقاً وطنياً.
نحن نحتاج إلى ترميم أوراقنا واعتبار «إعلان الشاطئ» و«وثيقة الاتفاق الوطنى» و«وثيقة الأسرى» كما يسمى ب 2006، مقدمات لبداية بناء حوار وتوافق وطنى فلسطينى حول محددات كل القضايا الفلسطينية.
■ هل حل الدولتين واستئناف مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل مطروح ضمن بنود الصلح؟
- النقاشات شاملة كل الملفات والقضايا، وبالطبع هذا موضوع متفق عليه فعليا بين الأطراف، ولكنه لم يكن مطروحًا للنقاش المباشر بين الأطراف.
■ هل هناك رؤية لتوحيد سلاح المقاومة بين «فتح» و«حماس»؟
- هذا أكثر موضوع تم إثارته، وهو أسهل الموضوعات حلًا، لأنه قرار الحرب والسلام، يجب أن يكون قرارًا وطنيًا وليس فصائليًا، فهذا السلاح يجب أن يكون لكل الشعب الفلسطينى، بالإضافة إلى أن هذا الملف مرتبط بالأمن فى سيناء، وأنا فى تقديرى أن هناك رغبة مصرية حقيقية فى ضبط هذا الملف، ووضعه فى إطاره الوطنى والقومى بما يحفظ أمن سيناء، لكى ننهى هذه الملفات، وحماس وكل الأطراف تدرك أن موضوع سلاح المقاومة وتوتر الأجواء ودخول حروب مع إسرائيل كفصيل منفرد دون قرار وطنى سيدخل المنطقة فى أزمات حقيقية.
■ هل هناك نية لتشكيل حكومة «تكنوقراط وطنية» تشمل جميع الفصائل الفلسطينية؟
- كانت هناك مطالبة بضرورة تشكيل حكومة إنقاذ وطنى تضع كل قضايا الشعب الفلسطينى على أولوياتها لإنقاذ المواقف وعدم إحراج الأطراف، على أن يكون لها ثلاث مهمات محددة، أهمها إنجاز الانتخابات الرئاسية والتشريعية، واستكمال إعادة إعمار قطاع غزة، وتوحيد المؤسسات الفلسطينية مثل البرلمان والمجلس التشريعى والحكومة والقطاع الأمنى والمحاكم والقطاع القانونى ودوائر الأراضى وكل ماله علاقة بالمؤسسات، ولكن فى النهاية تم الاتفاق على استكمال حكومة الوفاق الحالية لمهماتها.
■ ما الخطط المستقبلية لقطاع غزة والضفة حال إتمام بنود المصالحة؟
- سنعمل على تحسين حياة الناس فى قطاع غزة، ونحن ندعو الحكومة المصرية أن تراعى الظروف الإنسانية للقطاع وتفتح المعابر بشكل دائم، والشروع فى إعادة إعمار غزة، وتفعيل هذا الملف بشكل واضح، ووضع برامج وسياسات مستقبلية من السلطة الفلسطينية تكون داعمة للقطاع ومؤسساته وإنشاءاته، خاصة أن القطاع يعانى من ظروف بيئية سيئة تحتاج إلى ورش عمل طويلة، فسكانه يعيشون ظروفًا بيئية قاسية بلا كهرباء ولا مياه، والبنية التحتية مدمرة، القطاعات بالكامل تحتاج إلى عمل جاد نأمل من الحكومة الفلسطينية أن توفر التمويل الذاتى والدولى لإعادة البناء والإعمار الوضع الفلسطيني.
وفى الضفة الغربية سوف نعمل على تحسين التعامل فى ملف الحريات الإعلامية والسياسية، والحد من الاعتقال السياسى والممارسات التى تمارسها الأجهزة الأمنية هناك، وتقديم مشروعات ريادية وتنموية حقيقية فى قطاعات الزراعة والتكنولوجيا، وغيرها من القطاعات الاقتصادية التى يمكن تحقيق فيها نقلة نوعية وحقيقية، وتساهم فى تعزيز الفرص على الأرض.
■ الحدود المصرية الفلسطينية ستكون مهمة من حال إتمام المصالحة؟
- المصريون والفلسطينيون معًا.
■ كيف سيقف الفلسطينيون إلى جوار مصر فى مواجهة الإرهاب على الحدود الغربية؟
- فى حال تم الوفاق الوطنى والمصالحة الفلسطينية سيكون هناك قرار داخلى لمكافحة الإرهاب والحد من انفلات المجموعات المسلحة فى سيناء، وسيحيد الجانب الفلسطينى نفسه فيما يحدث وسيعاون مصر فى هذا الاتجاه تعاون أمنى لوجستى عسكرى بين المقاومة والقوات المسلحة المصرية وتنسيق عال فى هذا الاتجاه منع دخول مسلحين من قطاع غزة إلى سيناء.
■ كيف أثر الانقسام الفلسطينى الطويل على سير القضية الفلسطينية؟
الانقسام أعاد القضية الفلسطينية 200 سنة للوراء، مرحلة من التراجع فى منظومة القيم والاخلاق والوعى الوطنى لدى الشباب الفلسطينى والجيل الجديد، هذا الجيل يحتاج إلى تربية وطنية حقيقية تؤسس لانطلاق برامج عمل حقيقية تدافع عن حرية الشعب الفلسطينى لا بد وأن ينتهى قريبًا.
■ هل نجحت مصر فى إنهاء الانقسام الفلسطيني؟
- نعم، نجحت القاهرة فى إتمام المصالحة، وبقى التنفيذ الفعلى والكامل لاتفاق شهر أكتوبر 2017، واتفاق 2011، وهناك صولات وجولات أخرى فى إطار تنفيذ المصالحة، وقد قمنا بالفعل بتشكيل لجان فنية لمناقشة ما تم الاتفاق عليه، ولكن يجب أن يستمر الدور المصرى لضمان تنفيذ جميع الاتفاقات، ويجب أن تضغط مصر لنصل إلى وحدة وطنية حقيقية وليس مجرد مصالحة بين الفصائل.
■ فى حال أخلت الفصائل بتطبيق بنود المصالحة ما توقعاتكم للمشهد الفلسطيني؟
- لن يبقى الوضع الراهن، ويجب أن يعلم كل من يراهن على الحفاظ على الوضع الحالى سيخسر رهانه؛ لأن الواقع الفلسطينى متفجر، والوضع الاقتصادى والثقافى والاجتماعى يزداد سوءًا، وهناك المزيد من الجرائم والكوارث، مثل ارتفاع نسبة البطالة والهجرة وانتشار المخدرات والشعور بالاضطراب لدى قطاعات واسعة من الشعب، ولا ينكر أحدا أن هذه المباحثات أعادت الشعور بالأنتماء الوطنى والاهتمام بالقضية الفلسطينية التى يبنى على أساسها تصوّر وطنى عام لكل قضايا الشعب الفلسطينى، هناك آلاف من الفلسطنيين الذين يعانون الفقر المدقع 12 مليون فلسطينى ليس فى قطاع غزة فقط، وانما فى الضفة الغربية أيضا، لذلك فإن الشعب الفلسطينى يحتاج إلى تعزيز صموده من القيادة والأحزاب والفصائل والأمة العربية والإسلامية وتمكينه لمواجهة الاحتلال.
■ ماذا عن المصالحة المجتمعية؟
- بالفعل هناك لجنة مصالحة مجتمعية بدأت تعمل بشكل واضح فى حل العديد من الخلافات والإشكاليات وقدمنا رؤية واضحة فى هذا الملف بحضور شيوخ العشائر ومن يفهمون فى القانون والقضايا العشائرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.