الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر "مفتية النساء"، هكذا يتم وصفها به لما لها من آراء وفتاوي جريئة عن المرأة وقضاياها، ولما عرف عنها من خوض معارك فقهية عديدة شغلت الرأي العام في مصر والعالم الإسلامي، لكنها وعلي الجانب الشخصي لها العديد من الأمور التي لا يعرفها أحد. ويمثل شهر رمضان في حياة الدكتورة سعاد طابعاً خاصاً لما يحمله لها من أحداث ولما يمثله عندها من مشاعر جياشة للقرب من الله، كما أنها تحمل العديد من الآراء التي تتعلق بما يحدث في المساجد في رمضان، وفي الفضائيات والحياة العامة للناس وبخاصة المرأة، وهو ما حاولنا عرضه في هذا الحوار الذي أجراه معها موقع " إسلام أون لاين": - نبدأ بحياتك في رمضان، ونود التعرف كيف تعودت علي الصيام؟ - كنا نصوم ونحن في الثامنة وفي ذلك الوقت كان التوقيت صيفياً، وتعودنا علي التجمع مع العائلة وكنا نخرج بالفوانيس ونلم العادة " الأموال التي تعطي للصغار في شهر الصوم"، وكنت أعيش وقتها في حي شعبي ذ المطرية- وكانت توجد هذه العادات التي تعلقت في أذهاننا ونحن صغار، ولكن للاسف انقرضت كل هذه المظاهر. - وماذا عن معاملاتك في رمضان ؟ - معاملاتي كداعية لها منهج ليس في رمضان فقط ولكن في باقي الأيام، حيث تقوم علي التسامح والرحمة وعدم التعصب والتخفيف عن الناس، وإذا وجه لي سؤال وكان تافها وانفعلت أعنف نفسي تعنيفا شديدا، و في رمضان استقبل فتاوي الناس علي مدار اليوم، خاصة أن النشاط الاعلامي يزيد في هذه الفترة ولكن كل ذلك لا يؤثر في وجباتي نحو الله ونحو الأسرة. - وهل هناك أمور تقلعين عنها في رمضان؟ - أعيش مع الله شهر رمضان طول العام، فخروجي للندوات ومشاركتي الدعوية كما هي وكذلك التماسك الأسري مستمر أسبوعيا، والجديد لي في رمضان هو زيادة الجرعة الدينية للإعلام والندوات لتحسين سلوك الناس، أما العبادة فهي عندي متوسطة وآخذ ساعات راحة كافية حتي استطيع اداء العبادة علي خير وجه، فأطبق الوسطية في حياتي. - ما السلوكيات التي ترفضينها من المجتمع في رمضان؟ - أرفض ما يحدث من البعض في رمضان من إهمال وعدم الاتقان في العمل والنوم في النهار والذهاب الي العمل متأخراً وتقليص ساعات العمل، كما أن بعض النساء والفتيات يلتزمن بالحجاب ثم يقمن بخلعه، وهو ما يخالف تعاليم الدين. فعلينا أن نرجع الي الوسطية في ديننا والترويح عن أنفسنا، لأن ديننا ليس متعصبا ولا يجب أن نشدد علي أنفسنا في رمضان، فأحيانا كثيرة نقوم بختم القرآن دون فهمه ودون خشوع. -وبماذا تنصحين المسلمين في هذا الشهر؟ - عندما يأتي رمضان يجب علي المسلم أن يسعي للصوم المبرور وليس المقبول وهو ما فيه خلوص النية لله تعالي وإبراء الذمم وإعطاء كل صاحب حق حقه سواء كان ماديا أو معنويا لذلك جعل الرسول - صلي الله عليه وسلم - صيام رمضان احتسابا لله تعالي، وقرنه بسلوكيات مفتقدة في المجتمع الآن فقال " من صام رمضان إيمانا واحتسابا ولم يفسق ولم يرفث غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " وقال أيضا " وإن شاتمه أحد يقول إني صائم " فهذا هو الصيام المبرور. وعلينا في صيامنا إحياء فضيلة المراقبة مع الله تعالي الذي يقول: " وهو معكم أينما كنتم "، كما لابد من إحياء فضيلة العفو والصفح لقوله تعالي "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ". كما يجب أن يكون هناك تطابق بين السلوك والمظهر، لأن هذه العبادة خالصة لا يعلم مدي صدقها إلا الله تعالي، حيث قال عز وجل في حديث قدسي "الصوم لي وأنا أجزي به "، فعلي كل مسلم ومسلمة إعطاء هذه العبادة حقها في تطهير النفس، ومجاهدتها حتي نصل إلي درجة التقوي في قوله تعالي "لعلكم تتقون" صلاة النساء بالمساجد - ننتقل مرة أخري لرمضان، ونريد معرفة تعليقك علي زحام النساء في المساجد، وما حكم خروج المرأة للتراويح؟ - حرص المرأة علي الخروج لصلاة التراويح يكون سببا لتقصيرها في أداء دورها في البيت وفي عملها، في حين أنه يجب علي المرأة أن تركز مع أبنائها، والسيدة عائشة تقول:" لو كان الرسول يعلم ما كان عليه النساء اليوم ما سمح للنساء الخروج لأداء صلاة المسجد". إن ما نراه اليوم من خروج السيدات وهن يجرجرن وراءهن الأطفال لحضور صلاة التراويح أمر غير مقبول شرعا، وأقول لكل امرأة تفعل ذلك" اجلسي في بيتك واخشعي في صلاتك واكتفي بالفروض، وأداء النوافل في البيت فصلاتك في البيت أولي، ومراعاتك لأبنائك أوجب من خروجك لصلاة التراويح". - كيف يمكن للمرأة المسلمة أن تعيش يومها في رمضان؟ - نحن في الحقيقة نفتقد القدوة الحسنة في رمضان خاصة من الأسرة، فالأطفال يرون أمهم تسهر في رمضان أمام التليفزيون ويسهرون معها.. كما تقوم بعمل طعام قد يلقي الفائض منه في القمامة لذلك أطالب كل امرأة بالترشيد في الاخلاق والمعاملة، وأن تجعل من يومها في رمضان يوم عبادة وتوجيه وحسن معاملة حتي يتعلم منها الأبناء. - وبماذا تنصحين الفتيات في رمضان؟ - أنصح كل فتاة بأن تقتدي بأبويها في العبادة، وأن تحرص علي الصلاة الجماعية مع الأسرة، كما ينبغي أن تكون صادقة مع نفسها فلا تتمسك بالحجاب في رمضان ثم تخلعه بعد ذلك لأن الذي أوجبه لم يقصر وجوبه علي رمضان فحسب . طلاق رمضان - ما تفسيرك لتزايد فتاوي الطلاق في رمضان؟ - البعض يعتبر أن رمضان يخرج الصائم عن أعصابه فقد يلفظ بالطلاق وهذا ينافي مشروعية الصيام التي تعود الإنسان علي الصبر وعدم التعصب، ولكن أري أن الطلاق قد يحدث في رمضان نتيجة تحميل الزوجة الزوج فوق طاقته في رمضان، فغالبا الطلاق في رمضان يحدث بسبب عصبية الرجل، وعدم قناعة الزوجة، حيث إن هناك زوجات كثيرات معروف انهن يدخرن طعاماً قبل رمضان وهذا يتعارض مع قوله تعالي " وَلَن يؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"، فالإنسان لا يدري أيعيش لغد أم لا، وعليه فتخزين الطعام بالمنزل مرفوض شرعا، وسلوكيات يجب أن نقلع عنها. وأشير في ذلك إلي أن هناك أربعة أسس لقوامة الرجل اهمها "لا تكلف نفسا إلا وسعها" فنفي الضرر وعدم كثرة المطالب يؤدي إلي تجنب حدوث أية مطبات زوجية في رمضان. البرامج الدينية - هل تؤيدين برامج التوجيه الدينية للمرأة لاسيما في رمضان؟ - لا أستطيع الحكم علي تلك البرامج لعدم رؤيتي لها لكن أتمني أن يكون للمرأة برنامج متخصص عن فقه المرأة، لأن هناك نساء جاهلات بأحكام الطهارة، وهناك من تسيطر عليهن الوسوسة في أداء العبادة، كما أن هناك نساء ينظرن للعبادة علي أنها شكل، ولذلك قمت هذا العام بعمل برنامج خاص بالمرأة في إحدي الفضائيات ويكون يوم جمعة أثناء وقت الصلاة لأن كثيرات يكمث بالمنزل في هذا الوقت لتوعية المرأة بأحكام العبادة وكيفية أدائها بالشكل الصحيح شرعا.