باركت حركة حماس للشعب الفلسطينى قدوم حكومة الوفاق الوطنى إلى قطاع غزة واستلامها مهامها كاملة، وعقدها جلستها الدورية بكامل هيئتها، فى أجواء تفاؤلية كبيرة تسود الشارع الفلسطينى والفصائل، وفى ظل ترتيبات كبيرة قامت بها الأجهزة الأمنية والطواقم الوزارية المختلفة فى قطاع غزة. وأكدت حركة حماس أمس الثلاثاء أنها تتطلع إلى طى صفحة الانقسام، والمضى قدماً فى هذه المشاهد الوطنية والرعاية المصرية عالية المستوى، وفتح صفحة جديدة ملؤها الوئام تبدأ فوراً بتجاوز المرحلة الماضية وآثارها. وفى هذا السياق وجهت حماس إلى الوفد المصرى الذى تابع كل هذه المجريات باهتمام بالغ وبإشراف مباشر من الوزير خالد فوزى رئيس المخابرات المصرية. كما نفى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، وجود أى علاقة بين الحركة وجماعة الإخوان ودولة قطر، قائلا: «ليس لنا أى امتداد تنظيمى خارج حدود فلسطينى، ونحن حركة تحرر وطنى فلسطينى، وحماس تعمل داخل فلسطين من أجل الشعب الفلسطينى، وتحقيق تطلعات وأهداف شعبنا فى دحر الاحتلال وتحرير الأرض، وعودة شعبنا إلى أرضه ودياره التى هجر منها». وأضاف «هنية»، أعتقد أن القضية الفلسطينية ما زالت تتربع على قلوب الشعوب العربية والإسلامية باعتبارها قضية محورية وقضية الأمة. وأضاف «هنية»، أنهم حينما اخذوا خطوة المصالحة جاءت بناء على اضلاعهم بالمسئولية والواجب من اجل شعبهم فى الضفة وغزة، قائلا «نريد أن نعيد اللحمة لأبناء شعبنا ونحن نريد انهاء حصار قطاع غزة وتخفيف المعاناة عن اهلنا». وقال إسماعيل هنية، أوجه التحية لمصر قيادة وشعب وأتمنى أن نقطع هذا الشوط المقبلين عليه برعاية مصرية عزيزة حتى نعيد الوحدة الوطنية للشعب الفلسطينى وإنهاء الانقسام. كما أكد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، أن ثوابتهم السياسية فى العلاقة مع مصر تقوم على عدم التدخل فى الشأن الداخلى لمصر، قائلا «الأمن القومى لمصر مهم جدا لنا، وأن تكون مصر قوية وبعافية، وهذا أمر مهم لحفظ قضايا الأمة العربية فضلا عن قضية فلسطين». وتابع: «الإجراءات الأمنية فى غزة التى تقوم بها أجهزة الأمن والتواصل مع المخابرات المصرية لا شك أن له انعكاسا إيجابيا فى الأوضاع فى سيناء، ونحن لا نريد بمصر إلا كل الخير والعافية ولا يمكن أن يأتى لمصر من غزة إلا كل خير وهذه مسلمات فى سياستنا وأدبياتنا». أكد محمود العالول، نائب رئيس فتح، أن هناك أملا فى استعادة الوحدة الفلسطينية، فى ضوء الجهود العظيمة التى تبذلها مصر برئاسة عبد الفتاح السيسى لإنجاز المصالحة الفلسطينية. وقال «العالول» إن الجهود المصرية هى أساس المصالحة، وإن الجامعة العربية هى من كلفت مصر بملف المصالحة منذ 2007، وذلك انطلاقا من حرص مصر وبتكليف عربي. وقال العالول « إن بيان حماس، والذى جاء بجهد مصري، سهّل من جهود المصالحة، حيث لبى ما طلبناه تماما»، مشيرا إلى أنه تضمن ثلاث قضايا هي: إلغاء اللجنة الإدارية والاستعداد لاستقبال وتمكين حكومة الوفاق الوطنى والاستعداد لانتخابات عامة لافتا إلى أن قادة رئيسيين من حماس كانوا فى غاية الإيجابية تجاه المصالحة. وفيما يخص الانتخابات، قال العالول «علينا رصد كيف ستسير الأمور أولا، وبعد تمكين الحكومة من قطاع غزة والمعابر، سيكون هناك جلسة بالقاهرة بين فتح وحماس، تليها جلسة للفصائل الفلسطينية للبدء فى تنفيذ اتفاق «القاهرة 2011». وأوضح «العالول» أن اتفاق القاهرة نص على تشكيل لجنة قانونية ستدرس أوضاع الموظفين، محذرا من رغبة بعض أصحاب المصالح من استمرار حالة الانقسام، سواء من الداخل أو الخارج. ووجه منيب المصرى، رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، والمسئولين فى المخابرات العامة، لمجهودهم العظيم فى الوصول فى تحقيق المصالحة الفلسطينية. وأشار «المصرى» إلى أنه سيكون هناك اجتماع قريب فى مصر يضم جميع الفصائل التى وقعت على اتفاق القاهرة 2011 لكى نكمل الطريق، مضيفا أن المصريين سيكونون شركاء وليسوا وسطاء فى العملية، كما سيراقبون الموضوع عن كثب». ولفت إلى أن الشعب الفلسطينى رحب بالمصالحة بين فتح وحماس، موضحا أنه تحدث مع حركتى حماس وفتح، واتفق معهم على تشكيل لجنة من القوى الفلسطينية للفصائل والمستقلين لتشكيل مجلس لمراقبة الأمور. وأعلن «المصرى» تأسيس شركة لإعمار قطاع غزة بنحو 100 مليون دولار، مشيرا إلى أن ذلك واجب على القطاع الخاص، لافتا إلى أن هذه الشركة، وتبرعات الحكومة الصينية، سيساهمان فى تدشين مشاريع تنموية مساهمة. وقال رئيس حكومة الوفاق الحمد الله فى مستهل جلسة الحكومة، والتى عقد لأول مرة فى قطاع غزة، «أن الحكومة عازمة على تولى مهامها فى القطاع دون انتقاص، وسنحل كافة القضايا العالقة بالتوافق والشراكة». وقال المحمود لدنيا إصرار على حل كافة المسائل العالقة وصولا لتحقيق المصالحة، مؤكدا على حاجة الحكومة لجهود كبيرة لإتمام الملفات.