واصلت وسائل الإعلام العالمية والمحلية تغطيتها ومتابعتها لزيارة البابا فرانسيس الثانى بابا الفاتيكان لمصر، حيث تناولت القنوات العالمية داخليًا وخارجيًا ونقلت تطورات الزيارة أولًا بأول من خلال نقل التليفزيون المصرى للحدث، وخصصت برامج وفترات أخبارية على مدار اليوم فى نقل تفاصيل الزيارة سواء بالتليفزيون المصرى أو المحطات الإذاعية والقنولات الفضائية، وتنوعت تعليقات وضيوف البرامج للتعليق من قبل خبراء ومهتمين بالزيارة على كافة الاصعدة، وتباينت تعليقات الضيوف تعليقا على الزيارة فيما يلى: فى البداية قال الدكتور عبدالفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر: إن زيارة بابا الفاتيكان لمصر جاءت فى ظرف غاية فى التعقيد، حيث يعيش العالم صراعات دموية إذ يرفع عدد ممن يرتكبون جرائم فظيعة شعار الدين، وتلك الأفعال الدين منها برىء، ورأى أن البابا جاء ليعلن براءة الأديان من تلك الجرائم، لأن الأديان السماوية جاءت رسالتها من أجل إسعاد البشرية وتحقيق الأمن والسلام. وأضاف العوارى خلال لقائه مع الإعلامية داليا نجاتى على قناة «الغد» الاخبارية، أن الرسالة التى أطلقها البابا فرانسيس ما يؤدى إلى نوع أكيد من التعايش والحب والتعاون، مؤكدا أن بابا الفاتيكان يتسم بالحكمة كما أن الأزهر على رأسه شيخ يتسم بالحكمة أيضا، مشيرا إلى أن هناك أملًا كبيرًا أن ينطلق الحوار «الإسلامي- المسيحى» ليصب فى مصلحة الشعوب، ورأى أن لقاء الاثنين يحمل دلالة على تحقيق معنى الأخوة والانسانية والتقارب. وأوضح العوارى أن عودة الحوار بين الأزهر والفاتيكان تنبئ بخير كثير للبشرية جمعاء، خاصة أن بابا الفاتيكان يمثل أكبر مرجعية مسيحية فى العالم وشيخ الأزهر يمثل أكبر مرجعية إسلامية فى العالم. قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيار البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، مُرتبطة بالتنسيق المصري- الفلسطينى حول الأفكار التى يُمكن أنْ تعرض على الجانب الفلسطيني، حيث إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يكون حريصًا فى مشاورة الجانب المصرى قبل السفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف فهمى خلال لقائه مع الإعلامى خالد عاشور ببرنامح «ساعة من مصر»، على قناة «الغد» الإخبارية أمس الأول، أن اللقاء الذى جمع الرئيس الفلسطينى، والرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، انتهى إلى التأكيد على مسألة حل الدولتين؛ لأنه ربما يكون هناك بعض الأفكار الأمريكية الأخرى المقترحة فى هذا التوقيت المخالفة لحل الدولتين. وأوضح فهمى، أن هذا القرار، جاء من أجل إغلاق الباب أمام أى أطروحات أمريكية فى هذا الإطار، والتنسيق كان واضحًا، وموضوع إنهاء الانقسام هى فى النهاية دعوة مصرية- فلسطينية تتكرر فى كل المحافل. وقال مستشار لجنة العدالة والسلام بالكنيسة الكاثوليكية، الدكتور سليمان شفيق، إن الزيارة تلخصت فى 3 رسائل مهمة، أولها هى تثبيت مكانة مصر وقدرتها على مكافحة الإرهاب، وهذا التثبيت جاء بشكل خاص خلال ال3 كلمات التى قيلت منذ قدومه إلى مصر. وأضاف شفيق خلال لقاء له على قناة «الغد» الاخبارية، مع الإعلامية منى بلهيم، أن الرسالة الثانية تمثلت فى طرح خطة عمل حقيقية لمكافحة الإرهاب فى مصر، وخصص الجزء الأول من حديثه عن موقف مصر المهم فى أفريقيا، متابعاً أن الرسالة الثالثة تمثلت فى العلاقة بين الأزهر والكنيسة الرومانية وبين الحوار «الإسلامى -المسيحي»، لافتا إلى أن الكثيرين لا يعلمون أن المجمع الفاتيكانى الثانى كان المجمع الوحيد الذى اعتذر عن الحروب الصليبية واعترف بالإسلام كدين. وقال الكاتب السياسى والمفكر القبطي، الدكتور جمال أسعد، إن زيارة بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، لمصر لفتت أنظار العالم بأسره، واهتمت وسائل الإعلام العالمية بنقل الحدث، خاصة القداس الإلهى الذى تم صباح اليوم، مشيرًا إلى أن هذا الزخم الإعلامى للزيارة يؤكد أن لها مردودًا إيجابيًا على جميع المستويات، سواء على مواجهة الإرهاب أو فيما يخص الحوار الديني. وأضاف أسعد خلال لقائه مع الإعلامية سهام عبدالقادر على قناة «الغد» الاخبارية، أن لقاء البابا بشيخ الأزهر والمقولات المتبادلة بينهما هى تصريحات تؤكد وتضع البنية الأساسية والتحتية لبدء حوار دينى بشكل فوري، لافتًا إلى أن الإشكالية ليست فى الزيارة لكن فى كيفية استثمار هذه الزيارة على أرض الواقع حتى يكون هناك حوار دينى عالمي، وفى ذات الوقت مواجهة حقيقية عالمية لهذا الإرهاب الذى يهدد الجميع. وأوضح سعد أن تأكيد شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان أن الإسلام والمسيحية ديانتا سلام وليست إرهاب هو مواجهة للعمليات الإرهابية، ورأى أن هذا النقل الإعلامى على مستوى العالمى يؤكد أن مصر تقوم بدور مهم فى محاربة الإرهاب، مشددًا على أن أهمية الزيارة تأتى فى إطار تغيير نظرة الغرب إلى الإسلام بأنه مروّج للإرهاب. وقال الدكتور عماد جاد، عضو مجلس النواب: إن إقامة القداس فى استاد الدفاع الجوى كان مشهدًا ساحرًا وراقيًا، لافتًا إلى أن مشهد زيارة البابا يصيب الكارهين لمصر فى تركيا وقطر ب«الشلل والحسرة». وأوضح خلال لقائه مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج «صالة التحرير»،على قناة «صدى البلد»: أن هناك 157 دولة نقلت قداس بابا الفاتيكان باستاد الدفاع الجوى على الهواء، لافتًا إلى أنها نقلت قداس بابا الفاتيكان وهو يصلى من أجل شرطة وجيش مصر، مضيفًا أن بابا الفاتيكان يقدم رسالته الإنسانية بغض النظر عن الدين. وأكد: إن دعوة بابا الفاتيكان للمسيحيين الكاثوليك فى العالم تضمن زيارة نحو 15 مليون سائح أجنبى لمصر سنويًا من أجل السياحة الدينية والشاطئية، لافتًا إلى أن تلك الفكرة يمكن أن تدر دخلًا يصل ل 13 مليار دولار سنويًا لمصر.