«البطل أنتج الفيلم بفلوسه!» جملة أثارت حالة من الجدل حول فيلم «البر الثاني» وذلك فور عرضه بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى حيث اعترض عدد من الحضور على قبول الفيلم خاصة أن بطله محمد على هو من أنتج لنفسه بالاضافة الى اثارته المشاكل بعدد البوسترات والبنارات المبالغ فيها والاستعراضات التى اقيمت على السجادة الحمراء الخاصة بالمهرجان وكأنه العرض الخاص بالفيلم ولا يمت للمهرجان بصلة. بينما اتهم البعض ادارة المهرجان بالتواطؤ معهم لإدخال الفيلم بالمسابقة الرسمية رغم ان الادارة اطلقت بيانا تنفى فيه هذا الاتهام مشيرة الى ان لجنة المشاهدة لم تجزه لأن ليس كل الافلام تعرض عليها وهى جهة استشارية ليس الا. بين اهتمام الإعلام بقصة المنتج محمد على الذى اخترق المجال السينمائى وانتقاد بعضهم بضعف قصة الفيلم رغم أهمية القضية التى يناقشها.. دافع صناع «البر التاني» عن عملهم فى حديثهم ل«روزاليوسف»: ■ فى البداية هل احداث رشيد الاخيرة هى البطل فى القصة؟ - قالت زينب: ليس بالضبط فجاءت هذه الفكرة منذ سنوات وكانت هناك اكثر من واقعة نقرأ عنها يوميا حتى الآن عن الهجرة غير الشرعية، فلفت نظرى واقترحت على المخرج على ادريس الامر ووافقنى بأهمية الموضوع، فذهبت وقمت بمقابلة اهالى هؤلاء الشباب وبعض الشباب الناجين منهم، وذلك عن طريق صديقة صحفية ووجدت كم البؤس والفقر الذى يعانون منه لدرجة أنهم مستعدون للسفر مرة أخرى. وصدفة كنا فى العيد ووجدنا نعوش الشباب الغارقين فى البحر مما دفعنى للتصميم على كتابته رغم عدم وجود منتج أو بطل. ■ وما السبب فى تأجيل المشروع كل هذه الفترة؟ - رد إدريس قائلا: المشروع ظل حبيس الادراج لمدة 7 اعوام وكلما عرضته على منتج يرفض تقديمه بحجة اننا نجحنا فى اللون اللايت والكوميدى والجمهور لا ينتظر منا النكد وبه من الألم ما يكفيه. خاصة أننا كنا نطالب بأنه يكون تكلفته عالية وبدون ابطال او نجوم مما يعنى انه لن يجد اسم نجم يوزع على أساسه. ■ ولماذا لم ترد ان تستعين بنجوم؟ - لأن وجه النجم المألوف سيفقد مصداقية حالة الغربة وحالة البؤس فمهما قدمنا النجم من مكياج واشياء اخرى لن يكون مقنعا مثل الوجه الجديد من وجهة نظري. ■ ما ردك على انتقاد الفيلم واتهامه بالمباشرة فى الرسالة؟ - قالت زينب: إذا كان القصد بنهاية الفيلم ان كلهم توفوا ان هذه رسالة ألا تفعلوا ذلك وان النهاية ستكون واحدة فهذا ليس قصدا منا.. ولكننا كشفنا حجم المأساة التى يتعرض لها هؤلاء الشباب فهم يختارون الموت على ان يعيشوا حياة مثل الموت فى وطنهم. ونحن لا نوجه رسالة للشباب قدر ما نحاول ان نلفت الانتباه إليهم وإلى ان الوضع سيظل كما هو عليه وتموت شبابنا بحثا عن لقمة العيش. وهذا هو الواقع وهناك من ينجحون فى الوصول ويتم ترحيلهم ليعاودوا الرحلة مرة اخرى. ■ كيف جاء اختيار بطل ومنتج الفيلم محمد علي؟ - اجاب إدريس قائلا: كما ذكرت انا كنت قد عرضت الفيلم على اكثر من منتج وبعدها التفت لاعمالى الخاصة وتركته الى ان وجدت رسالة على موبايلى من شاب يقول لى ان اسمه محمد على وانه وصل له سيناريو الفيلم عن طريق أحد الاصدقاء ومتحمس لدخول المجال الفنى بقضية مهمة ويريد ان يقوم ببطولته.. فقابلته وقال لى الادوار التى قدمها مسبقا وحذرته من ميزانية الفيلم بأنها ستكون كبيرة ونصحته بتقديم مشروع آخر له يكون اقل تكلفة، ولكنه صمم على تقديمها. ■ ما ردك على تقييم البعض لأدائه بأنه فنان غير محنك ويظهربنقوده الخاصة؟ - ليس عيبا ان يقدم احدا فيلما لنفسه من انتاجه الخاص، المهم هو ماذا قدم. كما اننى قمت باقامة اختبارات عديدة له وان لم يكن ممثلا جيدا لم اكن سأغامر باسمى وأقدمه للجمهور، وشاهدته بفيلم المعدية وقد كنت ارغب فى تقديم البطل بهذا الوجه المصرى المنحوت، ولماذا نتعامل معه على هذا الأساس فهو كان يمكنه أن يقدم فيلما بفكرة اسهل وتكلفة اقل، كما انه اقل حوارا ولم يأخذ حق زملائه. ■ وهل كنت محددًا ميزانية الفيلم منذ البداية؟ - لا أنا وضعت 7 ملايين فى البداية بعد جلساتى مع على ولكن مع التصوير وتغيير سعر الدولار اصبح التصوير الخارجى اكثر تكلفة بالاضافة الى اختيارى لقرى فى الصعيد حقيقية مما دفعنا لدفع نفقات المواصلات والسفر داخليا وخارجيا حتى وصل الأمر الى 25 مليون جنيه. وبعد اول 4 ايام وصلت تكلفتنا مليون جنيه وقلت له ان كنت تريد التراجع فلك الحق. ■ هل تعتبر هذا الفيلم تحديا بالنسبة لك؟ - بالطبع فالتقنيات والتكنيك لم يتم تناوله فى السينما المصرية بذلك الشكل من قبل، كما انى تعمدت الخروج من الاطار الذى اقدمه.. كما انى اردت ان أغير ابطال الفيلم او التكنيك الذى تسير عليه سينما «النجم» فهنا البطولة للسيناريو والانتاج والاخراج.. فهو خارج الإطار العام لحسابات السينما حاليا. ■ وماذا عن ما تردد حول صفقات لدخول الفيلم للمهرجان؟ - أنا لا أدرى ما كل هذه الشائعات فأنا كنت اعمل على الانتهاء من الفيلم ولم اكن احلم بأن يقبل الفيلم بالمهرجان لذلك لم اسعى لإرساله من قبل ولكنى فوجئت ان الشركة الدعائية قامت بترشيحه والمهرجان يرغب بمشاهدته.. مما اسعدنى كثيرا دخوله للمنافسة بالمهرجان. ■ وماذا عن المشروعات القادمة وهل ستكون مثل نوعية «البر التانى» أم ستعود لأفلام اللايت؟ - هناك مشاريع كثيرة ولا نحدد ايا منها فأنا لم احدد طريقى ولكنى اعتقد انى سأقدم ما اشعر به وحسب وجود الانتاج الخاص به سواء كان اكشن او كوميديا.