استطاع المخرج الفلسطينى فايق جرادة أن يقدم صورة حية لواقع الأسير الفلسطينى الموجود خلف أسوار سجون الاحتلال الإسرائيلى وذلك من خلال الفيلم الوثائقى «مؤبد مفتوح» الذى رصد من خلاله حياة عميد الأسرى وأقدم أسير فلسطينى كريم يونس وعرض هذا الفيلم ضمن برنامج القدس بمهرجان الإسكندرية فى دورته المنصرفة وحاز على إعجاب الجميع. فى البداية يتحدث المخرج فايق جرادة عن ظروف تقديمه «مؤبد مفتوح» والمعوقات التى قابلته أثناء التصوير قائلا: الفيلم إنتاج مشترك بين مفوضين الأسرى والمحررين بقطاع غزة والملتقى السينمائى الفلسطينى وتم الاتفاق أن يكون الفيلم حول كريم يونس كونه أحد المناضلين فى الحركة الأسيرة وهو إنسان يستحق أن يقدم عن حياته فيلما وكانت أولى المعوقات التى قابلت الفيلم كيف سنصور فى بلدة كريم يونس واجتازنا هذا الأمر وتم التصوير مع والدته وإخوانه والأسرى الذى سجنوا معه وبمجرد اكتمال تصويره عرض وأعتقد أنه فيلم إنسانى بالدرجة الأولى فمسألة الأسرى ليست مجرد رقم أو قضية هنا أو هناك ولكنها فى رأيى إحدى أهم الثوابت فى القضية الفلسطينية ولابد من الالتفات لها فلسطينيا وعربيا والتعامل معها مثل قضية الحدود والمياه. وتابع جرادة قائلا: والدة كريم يونس هى امرأة قوية وتمثل أمهات الأسرى الصابرات المناضلات رموز للحركة الأسيرة والقضية الفلسطينية وهى بطلة الفيلم الحقيقية وأتمنى يكون الفيلم أوصل رسالته لأن كريم يونس نموذج حى للأسرى المناضلين داخل سجون الاحتلال. ويقيم جرادة تناول القضية الفلسطينية عربيا على شاشة السينما قائلا:هناك أعمال عربية تعمقت فى القضية الفلسطينية سينمائيا وتليفزيونيا وعلى سبيل المثال التغريبة الفلسطينية للمخرج حاتم على وناجى العلى لكن بالفترة الأخيرة حدث قصور بالأمر وتراجعت القضية فى الإنتاج السينمائى العربى. وتابع: فى برنامج القدس شاركنا بحوالى 6 أفلام ما يميزها أنها من القدس نفسها مثل» الطوق الأبيض» للمخرجة حنين أيضا شاركنا بخمسة أفلام فى المسابقة الرسمية منهم مؤبد مفتوح والجمعة السوداء وبالنسبة لاختيار شعار المهرجان السينما والمقاومة شعار موفق. أما عن المعوقات التى تقابل السينما الفلسطينية فأكد فايق جرادة أن هناك معوقات متعددة تقابل الفيلم الفلسطينى وإذا تم تقسيمها بناء على الوضع المؤسف التى تعيشه فلسطين وانفصال غزة عن باقى الأرض فالبقعة الجغرافية فى غزة صغيرة جدا لا نستطيع تجاوز هذه المساحة فى الأعمال السينمائية وإذا أردنا اجتيازها إلى نابلس أو الضفة الغربية مثلا علينا أن نصور بتصاريح إسرائيلية أيضا الاحتلال فى حد ذاته معوق أساسى فى تنشيط الفن السينمائى وهناك المعوقات الإنتاجية فلا يوجد إبداع يأتى من غرف مغلقة حتى عربيا نجد أن الاحتلال الإسرئيلى يحاول أن يستفرد بالشعب الفلسطينى وبقيادته سواء فى السلم أو الحرب لذلك لابد من استنهاض الحالة السينمائية الفلسطينة من خلال التفاعل والمشاركة فى المهرجانات العربية وأعتقد أن وجود برنامج للقدس بمهرجان الإسكندرية خطوة أولى ومتميزة لتفعيل قضية القدس بالمهرجانات العربية أيضا لابد من التفاعل السينمائى داخل فلسطين ولابد أن المؤسسة الرسمية أنها تشتغل على ذلك. وأخيرا كشف جرادة عن تحضيره لفيلم سينمائى مصرى فلسطينى بمشاركة المخرج مدحت كرامة ويحمل عنوان «29 يوم» يتم تصويره بين مصر وفلسطين وهو فيلم إنسانى يناقش الواقع الفلسطينى. وقال جرادة: الشعب المصرى ليس ببعيد عن الشعب الفلسطينى سواء بالنسب أو القرب الجغرافى أو الصداقة المتينة والعلاقة التاريخية بين البلدين.
