كتب ناهد سعد وأسامة رمضان ونهي حجازي وإنجي نجيب اشتعلت معركة الحشد والمقاطعة لمليونية الحسم 8 يوليو المقبل الهادفة إلي المطالبة بالدستور أولاً والإسراع بملاحقة رموز فساد نظام مبارك حيث انقسمت القوي السياسية ما بين داعين للحشد معتبرين أن الإعلان الدستوري تضمن مواد لم يجر الاستفتاء عليها. في المقابل شنت القوي المطالبة بإجراء الانتخابات في موعدها حملة لمقاطعة مليونية الدستور أولاً وإحباط محاولات الحشد بدعوي أن الشعب قال كلمته ووافق بنسبة 77% علي التعديلات الدستورية التي تقضي بأن يتولي مجلس الشعب المقبل اختيار لجنة وضع الدستور، ومن ثم الخروج من عنق الزجاجة وعودة الاستقرار. ومن أبرز القوي الداعية للمقاطعة جماعة الإخوان المسلمين والسلفيون وحزب الوسط ذو المرجعية الدينية وحزب العدل، وكتلة الأحزاب الصغيرة التي تضم 6 من الأحزاب الحاصلة علي رخصها في ظل نظام مبارك ومنها شباب مصر والجيل ومصر العربي الاشتراكي وحزب الشعب والأمة. وتعتمد القوي الرافضة لمليونية الحسم والمتمسكة بالانتخابات أولاً في حملتها علي الندوات في المحافظات والملصقات في الشوارع مثل التي قام بها حزب الوسط تحت شعار: «الاستفتاء قبل الأهواء».. فيما نشطت عناصر السلفيين والإخوان المسلمين عبر المساجد. وفي المقابل كثفت قرابة 40 حركة سياسية وحزب من تحركاتها الداعية للحشد لمليونية الحسم للمطالبة بدستور سابق علي إجراء الانتخابات والقصاص للشهداء من قتله نظام مبارك . من جانبه قال هيثم أبوزيد عضو الهيئة العليا لحزب الوسط: إن الآليات التي يستخدمها حزبه في حملته المضادة لدعوة الدستور أولاً التي جاءت تحت شعار «الاستفتاء قبل الأهواء» هو التجربة الديمقراطية الأولي في مصر التي جرت في مارس الماضي حول إقرار بعض المواد الدستورية. بينما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها عن البدء في الاستعداد للانتخابات وعدم الالتفاف إلي الأصوات المطالبة بالدستور أولاً لكونها لا مبرر لها، لذا لجأت الجماعة إلي عمل حشد حول رفض هذا الالتفاف كما اسمته الجماعة من خلال تكوين تحالفات سياسية تجلت في الاجتماع الذي حضره 18 حزبًا توافقت علي ضرورة التنسيق فيما بينهم للمرحلة الانتخابية وهو ما يقطع حجم المعارضين للبدء بالانتخابات. أما محمد القصاص عضو ائتلاف شباب الثورة فقال: إن قضية الدستور أولاً ليست هي الجوهرية لدي الائتلاف لكنها مبادرة من جانب الائتلاف لعمل إجماع شعبي علي ما يراه الجمهور بعد اللغط الذي حدث عقب الإعلان الدستوري الذي اعتبره البعض إلغاء لنتائج الاستفتاء وبالتالي تم طرح الأمر للنقاش بين الناس. وأشار القصاص إلي أن مؤتمراتهم داخل المحافظات تحاول استقراء هذا الإجماع علي ما يريده الشعب لذا سيتم عقد مؤتمر جماهيري حاشد خلال النصف الأول من شهر يوليو المقبل للوقوف علي ما تم التوصل إليه داخل الائتلاف. ويقول محمد بلال أحد الأعضاء البارزين في الجبهة الوطنية للتغيير السلمي مطلب الدستور أولاً رئيسي، وهناك مطالب أخري للمليونية مثل سرعة المحاكمات وأن تكون رادعة من جهته أوضح عمرو عبدالرحمن عضو الاتحاد أن تلك المليونية هدفها الإصرار علي استعادة حقوق شهداء ثورة 25 يناير في ظل الأحداث الأخيرة من الإفراج عن كبار ضباط الشرطة المتورطين في جرائم قتل ثوار الإسكندرية، كذلك الإفراج بكفالة هزيلة عن اثنين من أكبر المخططين لموقعة الجمل الشهيرة وهما شريف والي وعبدالناصر الجابري مما أشعل مشاعر الغضب في نفوس أهالي الشهداء علي حد قول عبدالرحمن كذلك من بين الأمور التي ستطالب بها المليونية كشف الغموض بشأن مدي قابلية الرئيس المخلوع للمحاكمة، وبأن تشمل التحقيقات عدداً من قيادات الداخلية الحاليين وضباطه للإدلاء بشهاداتهم بشأن حقيقة تلقيهم أوامر بإطلاق النار علي المتظاهرين من جانب حسني مبارك الرئيس المخلوع ونفس الأمر مع ضباط الجيش الذين رفضوا تنفيذ أوامره. فيما أوضح معاذ عبدالكريم عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة وأحد الشباب المنشق عن الإخوان أن قرار المشاركة والدعوة لجمعة 8 يوليو متفق عليه داخل الائتلاف منذ 3 أسابيع دون الرجوع لموقف جماعة الإخوان في المشاركة من عدمها، حيث عقد الائتلاف مؤتمرات جماهيرية في إمبابة والسيدة عائشة يستكملها بثلاثة مؤتمرات شعبية خلال الأسبوع الجاري بهدف حث الناس وحشدهم للمشاركة.