أكد الدكتور مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية أن الفتوى هى ما يصدر من الفقيه من حكم يستنبطه من الكتاب والسنة على واقعة بعينها، مع الاجتهاد وإنزال الحكم على الواقع، مشيرًا إلى أن الفتوى تتغير بتغير الواقع باختلاف الأزمنة والأحوال والأشخاص، كما بين فضيلته أنه لا اجتهاد فى الثوابت، ولا تغيير فيها فهى مسائل قطعية ثابتة كالصلوات الخمس لا تزيد ولا تنقص. وفى سياق متصل أوضح أن الفتوى مهمة ربانية لا يتصدى لها إلا العلماء المتخصصون، ولابد لمن يتصدى للفتوى أن يكون عالمًا بالكتاب والسنة واللغة ومواطن الإجماع وفقه الخلاف. كما حذر من خطورة تصدى غير المتخصصين، حيث أدى هذا إلى ظهور الجماعات المتطرفة التى أصدرت العديد من الفتاوى الشاذة للوصول إلى مكاسب سياسية تستحل من خلالها دماء الأبرياء وأموالهم وسبى نسائهم، كما هو حال الدواعش، ما كان سببًا فى تضليل العديد من الشباب واستقطابهم، وقد أساء ذلك إلى صورة الإسلام النقية، والإسلام أبعد ما يكون عنها بوسطيته السمحة المعتدلة. وفى سبيل التصدى للفتاوى الشاذة المضللة ومنع غير المتخصصين من الإفتاء أكد أنه لابد من تفعيل دور المؤسسات، مُبينًا أن الجهة المنوطة بالإفتاء هى دار الإفتاء المصرية مع هيئة كبار العلماء، فدار الإفتاء بها أكثر من 100 عالم على رأسهم فضيلة المفتى، مُشيرًا إلى ضرورة أن يأخذ الناس فتاواهم من دار الإفتاء وذلك للتيسير عليهم. كما بيّن أن تعليم الأحكام وحده لا يكفى لتصدى للفتوى، بل لابد من التدريب والتأهيل على أيدى متخصصين، فالحكم فرع التحقيق، والهدف نفى الضرر والغرر وما ليس له ضمان قانونى أو ضابط إسلامى فلا يفتى فى دين الله كلّ أحد، مشيرًا إلى أن الانتشار فى وسائل الإعلام والتوعية بالمساجد يقضى على الفتاوى الشاذة، ويُعد عمل مجالس إفتاء مع وزارة الأوقاف من أهم سبل منع غير المتخصصين من الإفتاء والتصدى له. كما دعا كل الناس إلى اللجوء لدار الإفتاء لأنها ترفع الخلاف وتزيل حيرة المستفتي، داعيًا الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام وأن يحفظ مصر وجيشها وشعبها من كل مكروه وسوء وأن يؤمنها فى كل مكان وزمان.