صدر حديثًا عن مؤسسة «مؤمنون بلاحدود» طبعة مزيدة ومنقحة من كتاب «مدخل إلى فلسفة الدين» للمفكر المصري، محمد عثمان الخشت، أستاذ فلسفة الدين بجامعة القاهرة. وهو أول كتاب تم تدريسه عندما تم إدخال «فلسفة الدين» كمقرر دراسى بقسم الفلسفة بجامعة القاهرة. وهو كتاب مؤسس حدد موضوع العلم ومنهجه باللغة العربية، وأزال الالتباس بين هذا العلم والعلوم القريبة؛ حيث يخلط القراء بين فلسفة الدين وبين علم الكلام أو اللاهوت، أو بينها وبين الميتافيزيقا، أو بينها وبين مقارنة الأديان وتاريخها. ويسعى مؤلف الكتاب إلى تعريف القارئ العربى وطلاب الفلسفة؛ بفلسفة الدين كمجال معرفى مستقل ومتميز، وعلاقته بالعلوم الأخرى وإيقافه على طائفة من الموضوعات التى يتناولها فلاسفة الدين، والتى تتشكل منها فصول الكتاب وهي: ماهية الدين، العلاقة بين الدين والفلسفة، الألوهية، الوحى والنبوة، المعجزات، ماهية العبادات ووظيفتها، مشكلة الشر، الروح والحياة الآخرة، ومنطق تطور الدين. ويعتمد «الخشت» فى كتابه على توظيف منهج النقد التاريخى، واستحضار نتائجه ومنجزاته واستدعاء آراء كثير من الفلاسفة فى كل العصور حول الدين؛ لذلك يعتبر «الخشت» أن الهدف من الكتاب هو إعادة التفكير العقلانى الحر فى الدين من حيث هو دين للخروج من دائرة الفهم المغلوط للدين الذى نعانى منه فى عصرنا على حد وصفه ، والذى نتج عن سيطرة عقول مغلقة على الساحة الفكرية طوال القرون السابقة، وذلك من خلال اتباع منهجية علمية صارمة، تتبع معالم المنهج العقلاني، والنقدي، والمقارن. و«الخشت» هو مفكر عربي، وأستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة بجامعة القاهرة. وهو شخص موسوعى الثقافة تتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلى والخلفية الإيمانية، وله مؤلفات تدرس فى العديد من الجامعات فى علوم الدين المختلفة: أصول الدين، وعلم الحديث، والشريعة، ومقارنة الأديان، كما أن له مؤلفات عديدة عن الفرق الإسلامية، فضلا عن الكتابات الاجتماعية. وسبق له العمل كمستشار ثقافى لمصر فى السعودية، وهو حاليًا يشغل منصب نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون التعليم والطلاب.
