في الوقت الذي أصدر فيه النائب العام قرارا بإعادة معاينة القصور الرئاسية حصلت «روزاليوسف» علي 107 وثائق تاريخية تمثل إجمالي وثائق قصر عابدين ننشر بعضها لأول مرة تعرض تاريخ مصر في حقبة حكم الأسرة العلوية وبعض منها يتعرض لقرارات جمهورية عقب ثورة يوليو 1952 تتعرض الوثائق لنظم المعيشة والحياة الاجتماعية والنيابية والعسكرية لذلك العصر حيث جهود مصر السياسية والحربية في دارفور وكردفان وكذلك الفرمانات التي تتنازل فيها الدولة العثمانية وتعترف بقيام نظام الوراثة في أسرة محمد علي وكانت تلك هي المرة الأولي التي تعود فيها مصر للحكم الوراثي منذ العصرين الفرعوني واليوناني. وتعكس الوثائق التي ننشرها الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لمصر إبان فترة حكم أسرة محمد علي بالمقارنة بما وصلت إليه مصر علي مستوي الأصعدة المختلفة خلال ال30 سنة الأخيرة، والحياة البرلمانية في مصر وما كان يناقشه من أجل مصلحة مصر العليا. تأتي الوثيقة رقم 61 برقم الترميم بالقصر والتي تعود بحسب التوقيع عليها إلي 18 يوليو 1927 لتعكس أهمية القطن المصري عند بريطانيا كعنصر مهم أقيم عليه الاقتصاد المصري، وكذلك عمق العلاقة مع بريطانيا. ومن أندر الوثائق التاريخية يأتي توقيع أحمد لطفي السيد وزير المعارف بتاريخ 15 نوفمبر 1928 بمنح الملك فؤاد الأول الدكتوراة الفخرية من الجامعة المصرية، وتشهد الوثيقة رقم 98 بالترميم علي الدور المصري في القضية الفلسطينية ورفضها تهجير الفلسطينيين، بحسب ما تم في اجتماع ملوك العرب في زهراء أنشاص في 28و29 مايو 1946 بدعوة الملك فاروق، والاتفاق علي أن استقلال طرابلس وبرقة مهم لأمن مصر والدول العربية. أما الوثيقة رقم 58 بالترميم فحملت خطة الأسرة العلوية بأمر ملك مصر في 15 أبريل 1922 لرسم خريطة التوريث في مصر حتي أحفاد الأحفاد، حيث تقتضي مصلحة الأسرة المالكة والبلاد وضع نظام لتوريث عرش المملكة المصرية. وتصف الوثيقة رقم 88 مدي عمق العلاقة مع إيران بالدعوة إلي حضور حفل زواج ولي عهد إيران والأميرة فوزية، وكذلك وثيقة تؤكد عمق العلاقات الدبلوماسية التي أنشأها الملك فاروق والحكومة الصينية، وهو ما لم يحدث خلال سنوات حكم مبارك، كما شملت الوثائق تهنئة القائد العسكري هتلر للملك فاروق بتوليه العرش وفي نفس الرسالة عزائه للملك بوفاة والده. وتحمل الوثيقة 106 أمر وصي العرش المؤقت محمد نجيب في أول يناير 1953 قراراً بتذييل فقرة في نوط حربي، أما الوثيقة رقم 107 التي تحمل القرار رقم 1 لسنة 1953 بتعيين الصاغ أركان حرب محمد عبد الحكيم عامر قائدا عاما للقوات المسلحة ويمنح رتبة اللواء، وكشف مصدر مسئول بمتاحف قصر عابدين أن زكريا عزمي الرئيس السابق لديوان رئيس الجمهورية طلب من القائمين علي توثيق تلك الوثائق وترميمها اسقاط ما يرتبط بالجمهورية من الوثائق خاصة تلك الوثيقة، ليكون عصر الرئيس السابق مبارك امتدادا للملكية وتكريساً لفكرة التوريث في نفوس الشعب بإسقاط فترة ما بعد الملك، وأعيدت الوثيقة للأرشيف مرة أخري إلا أن «روزاليوسف» حصلت عليها. كما تتضمن الوثيقة رقم 99 التعاون الجاد بين الحكومة والبرلمان وكذلك تبني مصر للقضايا العربية بالوحدة مع السودان، وتعكس الوثيقة 90 مدي أهمية القطن المصري كواحد من ركائز الاقتصاد حيث أكدت الوثيقة التعاون مع بريطانيا في القطن أما الوثيقة رقم 91 فهي تعكس مدي ما كان نواب البرلمان يهتمون به مقارنة بما شهده البرلمان خلال تولية المخلوع للحكم، حيث طالب النواب بإنشاء صناعات وكذلك الاهتمام بالإنتاج الصناعي. كما حصلت «روزاليوسف» علي صور للرفع المساحي لقصر عابدين والتي ترأس اللجنة الاثاري د.جلال نعمان والذي يكشف ل"روزاليوسف" روائع لا تتشابه في العالم، حيث مكتب الرئاسة وغرفة الملك فاروق صغيرا وغرفة الملكة نازلي وكذلك الحديقة الشتوية و3 صالونات ذوات 3 ألون أحمر وأبيض وأخضر والعرش الملكي والمسرح الملكي. يقول نعمان إن متاحف القصر تحتوي علي هدايا ثمينة للرئيس السابق أهداها له الملوك والرؤساء وزوجته سواء من الذهب الخالص أو الفضة أو الفضة المذهبة، كما تتضمن نفائس ليست لها نسخة أخري في أي من متاحف العالم، مثل خنجر القائد الروماني "روميل" و سيف مرصع بأحجار كريمة أهداه للملك فاروق الملك جورج السادس عند زواجه من الملكة فريدة. وأعجب مايحتويه المتحف الحربي كما يصف نعمان هو خزانة سحرية للمجوهرات، يخرج منها أربعة مدافع صغيرة تطلق النيران عند محاولة السطو عليها أو العبث بها، وفيما هو أشبه بقاعة ألف ليلة وليلة حيث الشمعدانات الضخمة التي تطاول قامة الإنسان. ومن خلال الصور الخاصة التي حصلت عليها «روزاليوسف» ويثار السؤال الآن حول هدايا الرئيس السابق الذهبية وزوجته أيضا وأبنائه ومتحف الفضيات، وتضم الهدايا مبني للتليفزيون من الذهب الخالص من إحدي الدول العربية في عيد الإعلاميين عام 2007. وتعد مكتبة قصر عابدين من أندر المكتبات بالعالم لما تحويه من نفائس وكتب ووثائق لاتخص أسرة محمد علي باشا وإنما تخص جزءا مهما من تاريخ مصر، ومنها نسخة خاصة أصلية من كتاب "وصف مصر"، كما يضم هذا الجناح أيضا مجموعة فريدة ونادرة من الكريستال الذي صنع في أشهر مصانع أوروبا خاصة فرنسا وإنجلترا وألمانيا والنمسا وتخص كلا من الخديو إسماعيل والخديو توفيق والخديو عباس حلمي الثاني ابن الخديو توفيق والسلطان حسين كامل ابن الخديو إسماعيل، والملك فؤاد الأول، والملك فاروق الأول. وأكدت مصادر داخل القصر أن حرم الرئيس السابق كانت تقضي بعض لياليها علي فراش الملكة فريدة علي سبيل التباهي والتفاخر، ولكن هل تعرضت تلك الوثائق والمجوهرات والمقتنيات ومحتويات القصر الذي يعتبر أهم قصور الرئاسة وماله من قيمة وطنية للسرقة؟ هذا ما ستكشفه جهات التحقيق لدي النائب العام المستشار عبد المجيد محمود.