معاناة يعيشها آلاف من المسافرين يوميا من محافظات الوجه البحرى عبورا بالطريق الزراعى بمحافظة القليوبية، حيث يشهد الطريق الذى يبلغ نحو 35 كيلو مترا، ويمر به 120 ألف سيارة يوميا، من بنها إلى شبرا الخيمة، ومن خط 12 ببنها لقليوب، حيث أصابته حالة من الإهمال والتردى، وتحولت رحلاته إلى عذاب لا ينتهى، حتى أصبح المسافر يقطع المسافة من بنهالشبرا الخيمة فيما يتجاوز ال4 ساعات، بسبب سوء الطريق لغياب الصيانة على مدار السنوات الماضية، ما جعله يستحق لقب مصيدة الأرواح. «روزاليوسف» رصدت حالة الطريق الزراعى وخط 12 بمحافظة القليوبية، التى تقع فى ملتقى 5 محافظات، للوقوف على أسباب افتقاره للخدمات، الأمر الذى يتسبب فى إزهاق أرواح الآلاف سنوياً، فما بين طرق متهالكة، ومطبات عشوائية، ومنحنيات خطيرة، وإهمال من المسئولين، وسرعة جنونية من السائقين، يدفع المواطن البسيط حياته ثمنا، وسط حالة من الاستياء بين الموظفين بسبب تأخرهم عن أعمالهم، وتعطل طلاب الجامعات عن محاضراتهم. بداية يقول هادى عبدالرحمن، محام إن الطريق الزراعى غير صالح لسير السيارات، حيث تحول جانبى الطريق إلى مواقف عشوائية، ما يتسبب فى تعطل الحركة المرورية، فضلا عن أن هيئة الطرق لم ترصف الطريق على أكمل وجه ما يؤدى إلى انهيار الطريق ووجود تشققات على طوله. وينوه محسن جمال، موظف، إلى أن الطريق الزراعى أمام مدينة قليوب، خاصة بمزلقانات قلما ميت حلفا سنديون يشهد تكدساً على مدار اليوم، بسبب ضيق الطريق، وعدم التنسيق، حيث يتسبب سير السيارات من خلال المزلقانات تقاطعا مع الطريق الزراعى فى شل الحركة المرورية تماما. ويقول عبدالمنعم منصور، موظف إن تجاهل وتقاعس المسئولين عن أداء واجبهم الوظيفى دفع المخالفين إلى التعدى علناً على حرم الطريق السريع، ببناء الكافتريات على مساحات كبيرة لتغلق الطريق وتحوله إلى مواقف عشوائية، وساحات انتظار تؤدى إلى شلل تام فى حركة المرور، ووقوع مئات الحوادث يوميا. وتستنكر هدير سعيد، طالبة جامعية، قيام أصحاب جرارات الكسح بإلقاء المخلفات فى الأراضى الزراعية المتعدى عليها، والمنفذ بها قرارات الإزالة على جانبى الطريق الزراعى، وسط غياب الجهات الرقابية، منوهة إلى غياب الرقابة وتهالك الطرق. أما عن طريق خط 12 الموازى للطريق الزراعى الكائن بين مدينتى بنها وقليوب، يشير عبدالله موافى، موظف، إلى أن رغم أهميته وسوء حالته لم يشهد أى عمليات تطوير، ما يمنع سيارات الإسعاف من اللجوء إليه حال وقوع الحوادث بسبب تهالكه ووجود المطبات التى لا تعد ولا تحصى، إلى جانب انعدام الإنارة، فى الوقت الذى هو فيه حارة واحدة فقط ما يؤدى إلى وقوع حوادث بالجملة. أما محمود سيد، أحد أهالى مدينة القناطر، يؤكد أن ما يؤدى إلى تفاقم الأزمة بالطريق انتشار مكامير الفحم، التى تمثل خطراً شديداً، بل وتزيد خطورة عن الحفر والمطبات التى يعج بها هذا الطريق، لافتا إلى أن الأدخنة الكثيفة التى تنبعث عن تلك المكامير تحجب الرؤية تماماً عليه، ما يتسبب فى وقوع الحوادث، علاوة على أن الطريق به عدد كبير من المنحنيات الخطيرة، ولا توجد علامات إرشادية أو أعمدة إنارة، ما يؤدى إلى استحالة السير على الطريق ليلاً. ويطالب أهالى القليوبية الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل، واللواء الدكتور رضا فرحات محافظ القليوبية، بتحسين حالة الطريقين الزراعى وخط 12 من إنارة وتسفيل وإنشاء كبارى علوية وأنفاق بمناطق تكدس السيارات، كما طالبوا المحافظ بالتدخل وإزالة العشوائيات الموجودة على جانبى الطريق والتى تراكمت بسبب تراخى رؤساء المدن حتى تسهل الحركة المرورية على الطريق أمام المواطنين. إلى ذلك أكدت التقارير ارتفاع نسبة الحوادث بسبب كثرة التعديات على الطريق وسوء الخدمات، لم يكن هذا فحسب بل كشف تقرير لمديرية الصحة بالقليوبية عن أن حوادث الطرق بنطاق المحافظة ارتفعت بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة، حيث سجل مرفق الإسعاف خروج ما يقرب من 4200 طلعة سيارة إسعاف فى 1100 حادث تصادم، سواء كان بين السيارات أو الدراجات البخارية، وأسفرت تلك الحوادث عن وفاة 360 شخصًا، وإصابة ما يتجاوز 55 ألفًا و300 آخرين. من جانبه اعترف اللواء الدكتور رضا فرحات، محافظ القليوبية، بأزمة الازدحام المرورى بالطريق الزراعى، خاصة فى أوقات الذروة وخروج الموظفين من أعمالهم، لافتا إلى أنه تم اعتماد 78 مليون جنيه لخطط الرصف، إلى جانب العمل فى توسعة الطريق الزراعى وإعادة تأهيله، مؤكدا حل الأزمة فور الانتهاء من تنفيذ مشروع الطريق الحر الجديد بين شبرا الخيمةوبنها. وأوضح فرحات أن الطريق الحر الجديد يبلغ طوله 42 كيلو ويحتوى على 45 كوبرى ونفق وهو طريق حر 8 حارات فى الاتجاهين دون تقاطعات بتكلفه تصل نحو 2.5 مليار جنية، مؤكدا أنه يقوم بمتابعة المشروع بصفة مستمرة على أرض الواقع، فضلا عن أن طريق شبرا بنها من الطرق المهمة والحيوية الذى سوف يسهل حركة المرور والسفر فى منطقة الدلتا ورافد مهم يساعد طريق الإسكندرية الزراعي. وقال محافظ القليوبية إنه بمجرد الانتهاء من الطريق الجديد سيتم تحويل سيارات النقل لتخفيف التكدس المرورى على الطريق الزراعى، الذى يشهد بطئًا فى الحركة المرورية يوميا، وزيادة معدل الحوادث بسبب سيارات النقل، مشيرا إلى أن الطريق الجديد سيكون موازيا للطريق الزراعى، علاوة على أنه سيخدم ملايين المسافرين بالوجه البحرى والدلتا، وسييسر حركة نقل البضائع عبر هذه الطرق. وأشار فرحات إلى أن الطريق الجديد يختصر المسافة من القاهرة إلى بنها لنصف ساعة فقط وصولا للطريق الإقليمى الدولى الذى يربط 12 محافظة، مضيفا أنه جار تنفيذ عدة محاور مرورية أخرى بالتوازى مع هذه المشروعات القومية.