على الرغم من قيام المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء يرافقه اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية والدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية والدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى والدكتور صلاح الدين هلال وزير الزراعة والاستصلاح الزراعى واللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا بزيارة مشروع استصلاح صحراء المراشدة وادخاله ضمن خطة استصلاح المليون فدان إلا أن هذا لم يغير شيئا فى وضع هذه المنطقة التى تستولى عليها مافيا التعديات على الاراضى منذ تسعينيات القرن الماضى. «روزاليوسف» انتقلت الى أراضى المشروع لتنقل اهم التحديات التى تواجه المليون فدان بالمراشدة . على جانبى الطريق الزراعى «قنا - نجع حمادى وتحديدا على بعد 30 كيلو مترًا من مدينة قنا تشاهد ترعة عظيمة تتدفق مياهها من نهر النيل تم شقها لرى أراضى مشروع شباب الخريجين داخل صحراء غرب المراشدة وبجانبها جسر اسفلتى لعبور السيارات وبعد بضعة أمتار تقابلك أول محطة رفع للمياه وعندما تقترب منها تجد مواتيرها لا تتحرك وتوقفت تماما عن العمل بعد أن أكلها الصدأ ونسج العنكبوت خيوطه على أبوابها هذه المحطة واحدة من بين ثلاث محطات أنشأتها الدولة لرى ورفع المياه لأراضى المشروع المتوقف منذ أكثر من 25عاما، وتحتاج هذه المحطات لمواتير جديدة وإعادة تأهيلها حتى تعود للحياة من جديد . وأخطر ما يواجه المشروع من تحديات هى التعديات الصارخة التى التهمت أراضيه على مدار سنوات من الإهمال والنسيان حيث تستولى مافيا الاراضى من نواب شعب سابقين،وأصحاب نفوذ من قرى السمطا والحجيرات والمراشدة ودندرة على مساحات شاسعة من الاراضى تصل إلى 51 ألف فدان المخصصة للمشروع وأقام هؤلاء المعتدون عليها مزارع خاصة وأنشاؤا مساكن ووضعوا ماكينات رى على الترعة أراضيهم بالاضافة لآبار المياه وفى حين استغل البعض الآخر فترات الانفلات الامنى وباع واشترى وكأنه يمتلك الأرض. وكلما شنت الأجهزة التنفيذية حملة لازالة التعديات يرجع المعتدون للاستصلاح والزراعة مرة ثانية وعندما خصصت المحافظة أراضى للمضارين من قانون العلاقة بين المالك والمستأجر لم يتمكنوا من استلامها وزراعتها الامر الذى يتطلب شن حملات مكبرة لازالة جميع التعديات من المنطقة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية تحسبا لاى أعمال شغب قد تحدث . لم تقتصر مشاكل المراشدة على مافيا التعديات حيث تحتاج شبكة الكهرباء هناك لإعادة احلالها وتجديدها حيث تساقطت أسلاكها وأعمدة إنارتها بسبب الاهمال والنسيان خلال السنوات السابقة واكلها الصدأ وأصبحت المنطقة مظلمة بعدما كانت مضيئة من قبل فضلا عن سرقة بعض محولات الكهرباء من المشروع . ومن المشاكل المتعددة هناك مشكلة تهالك الجرارات الزراعية،اللودار والمعدات الثقيلة والخفيفة حيث غاصت فى الرمال وأكلتها «العتة» كما استولى عليها بعضها اللصوص لأكثر من 20 عاما. من القرى التى أنشئت فى صحراء المراشدة قرية الحرية التى اقيمت على مساحة 1250 فدانا سنة 1997 وأصبحت خرابة تسكنها الفئران والزواحف وينعق فيها «البوم» بعدما تخلت عنها وزارة الزراعة وتركتها فريسة فى أيدى مافيا الأراضي، واستغلها تجار السلاح والخارجون عن القانون كمأوى لهم. «روزاليوسف» تجولت بقرية الحرية وتبين أنها تضم ما يقرب من 500 منزل، ومدرسة ومستشفى وقسم شرطة رفضت مديرية الأمن استلامه فى العهد السابق ومسجد ومخبز ومركز شباب ووحدة صحية ومحلات لبيع الخضار وجميعها خيم عليها العنكبوت واكلها الصدأ. وفى سياق ذى صلة عبر أهالى المراشدة عن سعادتهم بعودة هيبة الدولة واتجاهها لاحياء المشروعات القومية المتوقفة منذ سنوات بسبب الاهمال والنسيان من الحكومات السابقة. ووصف محمود متولى أحد أبناء قرية المراشدة زيارة المهندس ابراهيم محلب لاراضى مشروع شباب الخريجين بأنها أعطتهم أملاً فى الزراعة من الجديد بالظهير الصحراوى بعدما استولت عليه مافيا الأراضى. وأضاف أن المعتدين ولصوص الأراضى بعد زيارة رئيس الوزراء للمشروع والاعلان عن دخوله ضمن خطة المليون فدان سارعوا لبيع الأرض التى عزف الاهالى عن شرائها مطالبا بضرورة تطهير الأراضى من المعتدين. وناشد سعيد فتوح أحد شباب القرية الأجهزة التنفيذية بضرورة تطهير أراضى المشروع من المعتدين واللصوص وعودة الحقوق لاصحابها وان تخصص جزءًا من هذه الاراضى لابناء القرى المجاورة مثل دندرة والمراشدة والتى ترتفع بها نسبة البطالة. وقدم الحج عبد الغنى خليفة مزارع الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى على مجهوداته ووعوده الصادقة قائلا «ننتظر زيارة سيادة الرئيس لافتتاح مشروع المراشدة ليعم الخير على البلاد» قال أحمد جاد أحد شباب الخريجين: ننتظر اعلان وزارة الزراعة عن تقديم الطلبات للحصول على أراض بمشروع المراشدة لترحمنا من البطالة والعمل عند الغير فمن قبل زار وزير الزراعة السابق «أمين اباظة» أراضى المشروع وأشاد به وأكد أنه الحلم الأخضر ولكن لم يحدث شىء فهل تنجح حكومة محلب فى عودة الحياة وتشغيل المشروع وتسليمه للشباب. وأشار أحمد حسن دبلوم زراعة إلى أنه تقدم كثيرا بطلبات لمديرية الزراعة للحصول على أراض بمشروع شباب الخريجين فى المراشدة ولكن لم يحصل على شىء ولا يعلم ما مصير هذه الطلبات متسائلا: هل عند تشغيل المشروع سيتقدم بطلبات جديدة أم أن الطلبات التى تقدم بها من قبل مازالت قائمة. ولفت هاشم حسن إلى أن تشغيل مشروع المراشدة أكبر دليل على اهتمام الدولة بالصعيد وأن المشروع سيقضى على البطالة تماما بقرى محافظة قنا ويرحم الشباب من العمل بالخارج والمرمطة والبهدلة فى الغربة مشيرا الى انه أعد اوراقه ومؤهلاته استعدادًا للتقديم فى المشروع والذى سيكون فاتحة خير لابناء قنا. من جانبه أعلن الدكتور، مصطفى أبوزيد رئيس مصلحة الميكانيكا والكهرباء، ومساعد وزير الرى أن مشروع المراشدة يضم 51 ألف فدان، ضمن المليون فدان التى دشنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، منها 12 الفا و500فدان لمشروع قرية الحرية المعد للعمل خلال هذه الفترة . وكشف أبو زيد انه يتم الإعداد الآن بإنشاء محطة لتصرفات أعلى بقدرة 60 لترًا لكل ثانية لتغطية 13 ألفًا و500فدان ضمن المشروع، سوف يتم الانتهاء منها خلال فترة عامين، وبالتالى سوف يتم ارتواء 26 الف فدان من مياه النيل، أما 25 ألف فدان الباقية من المشروع سوف يتم الانتهاء منها فى غضون 4 أشهر بعد الانتهاء من الآبار بتكلفة 300 الف جنيه للبير الواحد، لسعة 100 متر مكعب لكل ساعة، موضحا أن المياه الجوفية فى تلك المنطقة قريبة جدًا من سطح الأرض. وأشار إلى أن تكلفة المشروع بحفر الآبار وإنشاء محطات الرى الباقية، 580 مليون جنيه، مشيرًا إلى أنه سوف يتم التنسيق مع وزارة الزراعة وهيئة تعمير الصحراء للانتهاء من تجهيز العقود. كما كشف عن وجود 26 ألف فدان سوف يتم تسليمها لشباب الخريجين، وتوزيع وبيع 25 ألف فدان للمستثمرين بعد الانتهاء من حفر الآبار بها موضحا ان مشروع الشركة اليابانية البالغ مساحته 7 آلاف فدان منها 1080 فدانًا يتم ريها بالمياه السطحية اما باقى المساحة فسيتم حفر 43 بئرًا لرى باقى المساحة. وتابع أبوزيد أن هناك تطويرًا لمحطات المزارع لمحافظات جنوب الصعيد بعمل احلال وتجديد كامل لمحطة قسطل بكون امبو بأسوان والخيام بقنا، بتكلفة 230 مليون جنيه يتم الانتهاء منهما فى 18 شهرًا لحل مشاكل المنتفعين وتنظيم مناوبات الرى بهذه المحافظات. ومن جهته أكد اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا أن المحافظة جاهزة لازالة جميع التعديات بأراضى مشروع المراشدة مشيرًا الى انه تمت معاينة الأراضى المخصصة للمشروع وتصويرها والرفع المساحى لها جوًا. وأوضح الهجان أن هناك 12الفا و500 فدان منتهية بالفعل بمنطقة المراشدة بينما يدخل مشروع تنمية واستصلاح غرب النيل ضمن المشروع المليون فدان مشددا على أن الدولة تعطى أولوية كبرى لمشروعات استصلاح الأراضى الصحراوية بزيادة الرقعة الزراعية والتنمية من اجل تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء وتشجيعا للاستثمار فى الأراضى الصحراوية وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة (كقرية الحرية) وتوفير العديد من فرص العمل للشباب.