منذ عشر سنوات تقريبا أقدمت وزارة الزراعة بالتعاون مع الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية وقطاع استصلاح الأراضى على إنشاء قرية متكاملة نموذجية فى صحراء «المراشدة» بمركز الوقف بقنا، سميت «قرية شباب الخريجين» (قرية الحرية)، مخصصة لإقامة شباب الخريجين من حملة المؤهلات الزراعية (العليا والمتوسطة) بغرض استصلاح وزراعة نحو 25 ألف فدان. وقام وزير الزراعة السابق فى حكومة نظيف د. أمين أباظة ومحافظ قنا السابق مجدى أيوب- بافتتاح القرية، لكن دون توزيعها على شباب الخريجين. القرية تضم 500 منزل ومدرسة ووحدة صحية ونقطة شرطة، وكلها مجرد مبان مغلقة تسكنها الأشباح، إلى جانب شق ترعة تصول القرية بنهر النيل، إلى جانب محطات لرفع المياه وعدد من الآبار. كانت محافظة قنا قد أعلنت منذ 12عاما عن فتح باب التقدم لشباب الخريجين بقنا من حملة المؤهلات الزراعية العليا والمتوسطة للحصول على منزل وقطعة أرض بناحية المراشدة مساحتها 5 أفدنة لكل خريج لزراعتها بعد استصلاحها من قبل شركة «وادى كوم أمبو» التى اسندت إليها العملية، وقد تقدم نحو 10 آلاف خريج، وحتى الآن لم يتم توزيع الأراضى على الخريجين ولم يتم اختيارهم، لتظل قرية شباب الخريجين تسكنها الأشباح وتظل خير شاهد على إهمال حكومات ما قبل الثورة وصورة صارخة لإهدارالمال العام.