كريمة الدارين كتب : أشرف أبو الريش - صبحى مجاهد - الحسينى عبد الفتاح يحتفل مئات الآلاف من المصريين الليلة بذكري مولد السيدة نفيسة رضي الله عنها وسط حالة من الحب والشوق والرجاء والبكاء والدعاء إلي الله أن يرفع البلاء عن مصر. «روزاليوسف» قضت أكثر من 5 ساعات تتجول داخل مولد السيدة نفيسة بنت حسن الأنور ابن زيد الابلج بن الحسن بن الإمام علي كرم الله وجهه الملقبة بنفيسة العلم والعلوم وكريمة الدارين التي يذهب إليها الأغنياء قبل الفقراء في مصر حيث يجد الجميع الراحة النفسية والسكينة داخل ضريحها الذي لا يلخو من الزائرين طوال الليل والنهار خاصة في صلاة الفجر التي يحرص عدد كبير من رجال الفن والأدب والسياسة علي أداء الصلاة في مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها. مولد هذا العام يأتي وسط أحداث سياسية تشهدها مصر من خلال أحداث الفتنة الطائفية في منطقة إمبابة وتهديد التيارات المتشددة مثل السلفيين والجماعات الإسلامية التي لا تريد إقامة الموالد وهدم الأضرحة، يتوافد مئات الآلاف من الصوفيين والمحبين لآل البيت للاحتفال بمولد نفيسة العلم والعلوم. في البداية ذهبنا إلي مضيفة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله التي تطل علي ساحة المسجد، حيث قابلنا ابنه الأكبر الشيخ عبدالرحيم مؤكدا أن مصر ستخرج من هذه الأزمة ببركة محبة آل بيت النبي صلي الله عليه وسلم وبفضل اختيار أهل البيت أن ينزلوا إلي مصر ويفضلونها علي معظم البلدان العربية. وعن محاولات السلفيين بمنع إقامة مولد السيدة نفيسة التي رددها البعض خلال الأيام الماضية، أكد الشيخ عبدالرحيم أن هذا لن يحدث مطلقا ولا يجرؤ أحد في الدنيا أن يمنع إقامة أي مولد في مصر سواء السلفيين أو غيرهم. وقال «بالطول بالعرض هنجيب السلفيين الأرض» فطلبنا إعادة الجملة مرة أخري وهل السلفيون أم التلفيين فرد بحزم «التلفيون» طبعا هم ليسوا سلفيين السلف الصالح هم من كانوا يخلفون النبي «صلي الله عليه وسلم» وصحابته رضي الله عنهم أما هؤلاء فهم أهل التلف الذين يريدون اتلاف المجتمع بأفكارهم المتشددة وآرائهم التي لا تلقي قبولا عن أحد من المصريين بصفة عامة. وقال الشيخ عبدالرحيم الشعراوي إن محبة السيدة نفيسة في دماء كل مصري كبير وصغير غني وفقير في مصر وفي دول أخري والدليل أن الآلاف يأتون لزيارتها من الدول العربية ودول شرق آسيا طوال العام. وأكد الشيخ أن الصوفية والمصريين علي استعداد للتصدي لأي محاولات من جانب المتشددين ضد مساجد آل البيت وخاصة السيدة نفيسة رضي الله عنها. تجولت «روزاليوسف» خارج المسجد لتجد الخيام التي نصبت لتقديم الطعام لرواد المولد من خلال أهل الطرق الصوفية، حيث يعرف بمولد السيدة نفيسة بتقديم وجبات محددة وهي «الفول النابت» والعدس والعسل الأسود الذي كانت تحبه السيدة نفيسة رضي الله عنها. وفي ساحة المسجد انتشر البائعة من كل المحافظات يبيعون الحلوي والحمص والسبح والبخور ولعب الأطفال، وانتشر «الدراويش» ومحبو السيدة نفيسة فالبعض يقف في ملفات الذكر والآخر يتلو القرآن. ورصدت «روزاليوسف» أحد كبار السن يحمل «مكنسة وجاروفا» ويقوم بجمع القمامة من الشوارع التي تحيط بالمسجد من كل الأركان واقتربنا منه لكي نعرف لماذا يقوم بهذا العمل، فقال أنا أكنس حول السيدة نفيسة منذ 50 عاما واسمي الحاج سيد وهذا نذر علي منذ سنوات طويلة أقوم به من أجل محبة السيدة نفيسة صاحبة الخير والبركة علي الجميع. دخلنا المسجد لنجد إذاعة القرآن الكريم تقيم احتفالا بهذه المناسبة، حيث تلي آيات من القرآن الكريم الشيخ محمود الخوشت وألقي الخطبة الشيخ محمد حرز الله إمام المسجد الحسيني الذي يأتي كل عام في هذا الاحتفال محبة للسيدة نفيسة ومعه الشيخ الشحات العزازي إمام مسجد السيدة نفيسة. وداخل الضريح ترتفع الأصوات بالدعاء والرجاء والبكاء أن يحفظ الله مصر من شرور الحاقدين وأن يقضي علي كل من يريد سوءا بأهل هذا البلد وأن ينعم علينا بالأمن والرخاء لكي نخرج من هذه المحنة بعد ثورة 25 يناير.