العشوائية فى تنفيذ المشروعات القومية الكبرى أصبحت السمة السائدة للحكومات المتعاقبة فى مصر وأكبر دليل على ذلك اصدار قرارات بانشاء مدن جديدة فى شتى المحافظات وقبل ان تبدأ الدولة فى إنشاء البنية الاساسية لهذه المدن الجديدة تبادر بطرح أراض للبناء من خلال مشروع ابنى بيتك أو الاعلان عن الوحدات السكنية نظام الاجتماعى والاقتصادى ويتسابق المواطنون فى حجز الاراضى والوحدات السكنية والاسراع فى البناء طبقا للشروط التى وضعتها هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة حتى اصبح لدينا آلاف العقارات والعمارات المقامة خاوية على عروشها بسبب عدم اكتمال البنية الاساسية من مياه شرب وكهرباء وخدمات وطرق ومراكز شرطة لتأمين السكان. يحدث ذلك فى مدينة سوهاج الجديدة الواقعة بالجبل الغربى على بعد حوالى 18 كيلو مترا من مدينة سوهاج الأم وبعد مرور 15 عاما على صدور القرار الجمهورى رقم 196 لسنة 2000على انشاء مدينة سوهاج الجديدة ورغم وجود مئات العمارات والمبانى السكنية والحكومية على ارض المدينة الجديدة الا ان المدينة لا يسكنها احد سوى الاشباح وتغرق فى ظلام دامس كما تغرق فى شتى المشكلات توجهنا الى مدينة سوهاج الجديدة ورصدنا بالكلمة والصورة الواقع الاليم هناك وسمعنا مأساة اهالى سوهاج البسطاء الذين ينشدون بيتا صغيرا وحياة كريمة وسط حالة من جنون الاسعار التى اجتاحت عقارات المحافظة بصورة غير مسبوقة. مدينة سوهاج الجديدة تقع على مساحة اكثر من 30 ألف فدان منها 7000 متر مربع لاقامة مجتمع عمرانى وخدمى وصناعى وسياحى ترفيهى باجمالى 686 وحدة سكنية و2489 قطعة من مشروع ابنى بيتك وبجوار جامعة سوهاج الجديدة بمنطقة الكوامل غربا وتقع على بعد حوالى 40 كيلو مترا من مطار سوهاج الدولى بمحازاة الطريق الصحراوى الغربى وعدد السكان المستهدف 420ألف نسمة حتى 2050. فى البداية يقول المهندس ثروت عازر صاحب بيت فى مشروع ابنى بيتك ان جهاز مدينة سوهاج الجديدة بدلا من ان يرعى مصالح اصحاب البيوت الجديدة وييسر اجراءات بناء بيوتهم حتى تكتمل منظومة المشروع القومى ويتم تسكين الشباب وتعمير المدينة الواعدة وتخفيف العبء على عاصمة المحافظة التى اكتظت بالسكان لدرجة كبيرة واصبح السكن فيها يمثل حلما بعيد المنال على اغلب شباب المحافظة اصبح جهاز المدينة يفرض غرامات بآلاف الجنيهات على اصحاب البيوت دون سند من القانون.. وتابع ثروت: إنه ورد بكراسة الشروط بالمادة 16 على ان يتم تسليم الارض عند الانتهاء من اعمال المرافق فى حين ان جهاز المدينة قام بتسليم الارض للمنتفعين بدون مرافق حتى الآن وطبقا لما ورد من جهاز المدينة والذى يفيد باكتمال جميع المرافق وان المدينة جاهزة للسكن وفى هذه الحالة يعتبر تأخر المواطنين عن انهاء مراحل البناء بمثابة تقاعس لا منطق له فى الوقت الذى يكون فيه الواقع بمدينة سوهاج بعيد كل البعد عن التقارير المكتوبة وان الجهاز تجاوز الصدق.ويضيف مصطفى محمد على احد اصحاب البيوت: إن لديهم العديد من المشكلات التى تجعل الحياة مستحيلة فى مدينة سوهاج الجديدة على رأسها مشكلة مياه الشرب لا يتخيل احد ان جميع المبانى سواء الحكومية أو السكنية أو الخدمات تم انشاؤها عن طريق نقل المياه بالسيارات والتنكات التى كبدتهم تكاليف باهظة دون رقابة من مسئولى الجهاز وجميع التصاريح لسيارات نقل المياه صادرة من قبل الجهاز بخلاف سعر متر المياه من المنبع ما يمثل عبئا كبيرا على عاتق الملاك. أما بالنسبة لقطع أراضى الاسكان العائلى تكون تكلفة المياه لانهاء اعمال الدور الارضى حوالى 10 آلاف جنيه ترتفع الى 20 ألفا فى الاسكان الاقتصادى و40 ألف جنيه لاسكان الفيللات على خلاف ماذكره الجهاز انه يوجد مرافق بالكامل لافتا إلى أن رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب وضع حجر اساس محطة مياه الشرب العام الماضى فقط. ويستكمل الحديث وائل صديق صاحب بيت فى المدينة الجديدة قائلا :ضاقت الدنيا بى وبأسرتى الصغيرة حيث أقيم مع والدى فى بيتهم بمدينة سوهاج ولما أعلنت وزارة الاسكان عن طرح قطع أراض لبناء بيت فى مشروع ابنى بيتك كنت اول الحاجزين فى المشروع وكتب لى الله ان الفوز بقطعة أرض وبدأت عملية البناء وأنفقت كل ما املك من مدخرات واقترضت بعض المال حتى أستطيع الوفاء بمواعيد مراحل البناء المتفق عليها مع جهاز مدينة سوهاج الجديدة ورحت اسابق الزمن من اجل ان اسكن مع اسرتى فى البيت الجديد ورغم انتهائى من بناء الطابق الاول الا اننى لم استطع ان اسكن ولو ليوم واحد حيث لا يوجد مرافق لا مياه ولا كهرباء ولا امن ولا طرق ممهدة هل من المعقول ان آخذ اسرتى واقيم فى مدينة بمفردنا حيث الظلام الدامس والمنطقة صحراوية ولا يوجد اية خدمات لو افترضنا اننى سأقيم فى المدينة فضلا عن اللصوص وقطاع الطرق الذين يسرقون كل شىء فى المدينة فى عز الظهر لقد سرقوا الابواب الخشبية والنوافذ وفى النهاية يطالبنا الجهاز بدفع غرامات تتراوح من ألف إلى 3 آلاف جنيه لكل صاحب بيت امامه مخلفات بناء أو اشغالات فهل يعقل هذا؟. ويرى زكرى ابوطالب صاحب بيت ان طريق سوهاج المؤدى الى المدينة الجديدة من اوعر واخطر الطرق الزراعية فى المحافظة وشهد العديد من الحوادث الدامية وآخرها مصرع 11 طالبة من طالبات جامعة سوهاج العام الماضى ورغم الانتهاء من الطريق الجديد بطول حوالى 8 كليو مترات الذى يربط سوهاج بالجامعة الجديدة بالكوامل الا ان الطريق تعترضه اسلاك الضغط العالى التى تردد انها سوف تزال ولكن حتى الآن لم تبدأ شركة الكهرباء فى ازالتها رغم أنها تشكل خطورة على الاتوبيسات والسيارات العالية المارة على الطريق الصحراوى الغربى واضطرارها للسير فى الطريق القديم الذى لم تمتد اليه أية توسعات حتى الآن رغم انه الطريق الرئيسى المؤدى إلى المطار ومراكز البلينا والمنشأة وجرجا. وقال زكرى: على الرغم من تسليم عمارات الاسكان الاجتماعى والاسكان العائلى ولا يوجد شبكة طرق حتى الآن كما لايوجد نقطة شرطة أو مركز شرطة لتأمين المدينة رغم وجود عدة مبانى تابعة لوزارة الداخلية منها قسم شرطة ومبنى للامن الوطنى وآخر للحماية المدنية كما ان شبكة الكهرباء لم تكتمل حتى الآن حيث لم يتم تدعيم خط الكهرباء الرئيسى الذى يغذى الاسكان بعدد من علب الوصل والمدينة بالكامل تغرق فى ظلام دامس ويطالبوننا بالسكن فيها. ويلفت أحمد عساف إلى وجود مبانى للخدمات الصحية ومركز طبى حضرى ومبنى للاسعاف ولكن لا تعمل ونقطة الاسعاف لا تسعف سوى موظفى الجهاز فقط اما العمال فلا تنقلهم. ويشير حسن همام صاحب بيت إلى أن هناك العديد من المبانى الخدمية ولكنها لا تعمل مثل وجود 4 اسواق تجارية واصحابها مضطرون لدفع الاقساط للمحلات التجارية رغم عدم فتحها لعدم وجود سكان ومرافق ما يعد اهدارا للمال العام من يتأخر فى دفع الاقساط تفرض عليه فوائد بنكية باهظة ويؤكد على محمد على ان رئيس جهاز مدينة سوهاج نفسه لا يسكن فى المدينة رغم وجود سكن مخصص له ويسكن بالايجار فى مدينة سوهاج ويطالبنا فى الوقت نفسه بسرعة السكن فى مدينة الاشباح. .