وصف خبراء سياسيون مبادرة يوسف ندا المفوض السابق للعلاقات الدولية فى جماعة الإخوان الإرهابية بأنها مشاجرة وليست مبادرة وتثبت أنه مغيب عن الواقع وعما يحدث فى مصر. وكان يوسف ندا مسئول العلاقات الخارجية بجماعة الإخوان، قد طرح مبادرة، يستهدف من خلالها إجراء مصالحة بين الدولة وتنظيم الإخوان، بدعوى تجنيب مصر مصير دول مجاورة، تشهد اقتتالاً اهليًا، إلا أنه لم يعترف فى مبادرته بأخطاء التنظيم الدولى وجرائم الجماعة. وقال ماهر فرغلى الباحث فى شئون الاسلام السياسى: إن ما طرحه يوسف ندا القيادى الإخوانى ليس مبادرة ولكن كلامه يحمل ألغامًا، مضيفًا أن أى مبادرة لا بد أن تحمل فى داخلها اعترافاً بالوضع القائم أولاً، يتبعه الاعتراف بالأخطاء الماضية، ثم يأتى بعدها الاتفاق على الخروج من الأزمة، لكن ندا يتحدث عن الشرعية وليس الدولة. وتابع فرغلى ل«روزاليوسف» قائلاً: «ندا بعيدًا عن الواقع وتلك التصريحات خرجت الآن فى محاولة لاحتواء أزمة الاخوان ولإنقاذهم من السقوط». وقال هشام النجار الباحث فى شئون الإسلام السياسى أن ما طرحه ندا ليست مبادرة إنما مشاجرة، فهو ما يسب الشعب المصرى ويصفه بقلة الوعى لاهتمامه فقط بلقمة العيش وتخليه عن مطلب الحرية وهذا ينافى الواقع لأن مفهوم الشعب للحرية أن لا تحكمه سلطة بوليسية أوسلطة دينية فضلاً عن أن مطلب الشعب فى البداية كان إصلاحات سياسية ودستورية واقتصادية وليس تغييراً جذرياً فى فلسفة الحكم وهويته كما فعل الإخوان. وأضاف النجار ل«روزاليوسف» قائلاً: «ندا يتشاجر أيضاً مع الواقع المصرى ويحرض الفقراء باستدعاء نماذج تاريخية متغاضياً عن إيجابيات الواقع الحالى، كما يحرض على العصيان ضد الجيش ويزعم انقسامه. وأشار النجار إلى أن مشاجرة ندا تأتى حرصاً منه على ترجيح كفة الحرس القديم للإخوان فى الصراع الحالى على القيادة حيث إنه يميل لهذا الفريق، وذلك باستخدام الشكل العدوانى المتجاوز والمتطاول ضد الدولة والجيش. وأوضح ياسر فراويلة القيادى السابق بالجماعة الإسلامية إن المبادرة جاءت كرد فعل على رفض الخارجية الأمريكية لمقابلة وفد رفيع المستوى من الإخوان، مضيفًا أن الجماعة حاولت أن تثبت أنها سلمية وتحاول البحث عن حلول عن طريق طرح مبادرات وهو ما دفعها للبحث عن سبيل تثبت فيه سلميتها، وهو ما جاء عبر مبادرة ندا.