مما لاشك ان فيصل ندا يعد من اهم مؤلفي الدراما والمسرح منذ الستينيات الا ان ندا يري ان وطنه لم يكرمه بالشكل المناسب بسبب وجود نظم مستبدة تحكم مصر بشكل متوال وان ذلك السبب كان اساسيا في ابعاده عن المشهد الدرامي تماما في مصر كما اشار ندا لان تكريمه وقيمته الحقيقية جاءت من خارج مصر وهذا ما احزنه وأوجع قلبه .. وفي حوار خاص كشف لنا فيصل ندا عن تعرضه للاعتقال والقهر ومصادرة اعماله كما تحدث لنا ندا عن اعماله الجديدة .. في البداية قال ندا انه يستعد في دخول تجربة فنية جديدة يعتبرها مغامرة خطيرة وهي عبارة عن مسرحية تحمل اسم "المخلوعان في القصر" من تأليفه واخراج حسام الدين صلاح وبطولة جماعية لعدد كبير من الوجوه الجديدة وعن تفاصيل المسرحية قال ندا : إن المسرحية تطرح الواقع الذي نعيشه حاليا من خلال هروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الي السعودية واختفائه في احد القصور وفي اطار من الخيال والفانتازيا اطرح هروب مبارك ايضا الي السعودية ويسكن نفس قصر بن علي ويحدث خللاً بينهم حول احقية ايا منهم في الاستحواذ علي القصر الي ان يفاجئ مبارك وبن علي دخول القذافي حديقة القصر وتشييد خيمة كبيرة معلنا احتلاله الحديقة وعن نهاية المسرحية فاجأنا فيصل ندا بانه لم ينته منها وقال انتظر بعض الشيء لحين حدوث تطورات اخري في اليمن وسوريا حتي اضمها للمسرحية وان لم يطرأ جديد سأقوم بتنفيذ المسرحية في اطار من الفانتازيا كما قلت ، وعن مسلسله الجديد قال ندا : المسلسل الجديد يحمل اسم " ازواج في ورطة" بطولة رانيا فريد شوقي واخراج امل اسعد وتدور احداثه حول مشاكل الازواج في البيت المصري بعد سبع سنوات زواج حيث تبدأ ملامح الطبائع المختلفة والمشاكل الكبري ، وعن سبب المرارة التي يتحدث بها عن اضطهاده من النظم السابقة قال ندا لقد تم اعتقالي في زمن جمال عبد الناصر وذلك بسبب "هارب من الايام" حيث اتهمني امن الدولة بالاساءة الي قائد الثورة ورئيس مصر جمال عبد الناصر وظللت في غرف مظلمة عدة ايام الي ان دخل رجل مثل الوحش وراح يكيل لي السباب بالاب والام الي ان اقلعته بأن شخصية كمال الطبال في المسلسل ليس المقصود بها ناصر وانني معجب ومن انصار الثورة ورجالها وكان هذا اختبارًا قاسيا جدًا حيث كنت في السنة الثانية من التعليم الجامعي وظلت اعمالي موقوفة عن التنفيذ بفعل الامن والنظام السابق حيث قدمت العديد من المسلسلات التي حازت علي امتياز ولكن كانت لا تنفذ بسبب نقدي الساخر للنظام الموجود واضاف ندا ان اخر هذه المسلسلات هو مسلسل " فساديكو" والذي كتبته منذ عشر سنوات وحصل علي تقدير جيد جدا من لجنة الدراما بالتليفزيون ولكن تم رفضه بحجة التحريض علي قلب نظام الحكم وقد كنت اطرح في هذا المسلسل كل الفساد الموجود في حكم مبارك الي ان يثور الشعب علي الحاكم وهذا العمل يعد عبقريا بمعني الكلمة حيث ان ما كتبته من عشر سنوات حدث بالتطابق في ثورة 25 يناير 2011 ورغم ذلك فإن العمل لم يفقد قيمته وسأطرحه قريبا اما عن المسرح فيقول ندا : في عام 1982 قدمت مسرحيات عديدة اشهرها " المتزوجون" ولكني تعرضت للظلم الكبير في بداية عهد مبارك حينما قررت ان يكون لي مسرح باسمي ولكني مقابل ذلك رفضت ان ادفع رشوة لمسئولة كبيرة في نظام مبارك وعلي علاقة جيدة بالهانم وظل اعوانها يطاردونني فلم استجب وبعد ان قمت بتجهيز المسرح ونحن في البروفة «الجنرال» لعرض «المدرسون والدروس الخصوصية» وقبل الافتتاح بيوم واحد تم إغلاق المسرح من أعوان تلك المسئولة وتضررت وتظلمت كثيرا ولكني لم ادفع الرشوة وهذا ما دفعني في تلك الفترة لأن اكتب لدراما القنوات العربية وكانوا يقدرونني ويحتفون بي بشدة ولكن في مصر حصلت مؤخرا علي شهادات تقدير وعدة جوائز ورغم ذلك " لا كرامة لنبي في وطنه".