قرر عدد من صناع الأفلام التسجيلية والروائية الطويلة بدء تصوير أفلامهم السينمائية دون الحصول علي ترخيص من الرقابة حيث هناك من بدأ التصوير أثناء اندلاع الثورة خاصة أن جميع هذه الأعمال تتناول أحداثها كواليس ما حدث بالميدان، فاختار البعض تصوير بعض المشاهد الحية أثناء تواجدهم بالميدان.. من بين هؤلاء المخرج محمد علي الذي انتهي مؤخرا من تصوير أول فيلم كوميدي عن ثورة 25 يناير وهو فيلم «كوميديا ثورة يناير» الذي يعرض ما حدث أثناء الثورة بشكل كوميدي ساخر ولم يتفق حتي الآن علي موعد عرض الفيلم علي الرقابة للحصول علي تصريح العرض العام.. بينما بدأ المخرج والكاتب حازم الحديدي منذ أسبوع تصوير فيلمه «بعد الطوفان» الذي تدور أحداثه عن حال البلد والمجتمع المصري منذ يوم تنحي الرئيس السابق حسني مبارك مستعينا ببعض اللقطات الحية التي تم تصويرها بالكاميرات العادية يوم الاحتفال بالتنحي. كما يصور المخرج إبراهيم البطوط فيلمه الجديد «علي معزة» الذي كان قد كتبه قبل اندلاع الثورة وكعادته بدأ التصوير دون الحصول علي إذن رقابي ببداية التصوير فهذا هو النهج الذي يتبعه البطوط منذ أول أفلامه «عين شمس» الذي تم تصويره في 2008 وعرض في دور العرض المصرية عام 2010 . وهناك أفلام أخري تتم كتابتها ولم يأخذ مخرجوها حتي الآن قراراً بعرضها علي الرقابة حيث ينتظر بعضهم تعديل قوانين الحصول علي التصاريح الرقابية علي أمل العمل بحرية أكبر علي أن يحصلوا علي التصريح النهائي الخاص علي العرض العام وعلي رأسهم المخرج خالد الحجر الذي ينوي البدء في تصوير فيلم «شوارع الجنة» ولكنه حتي الآن ينتظر إتمام كتابته ولم يقرر إذا كان سيعرضه علي الرقابة أم لا مثلما تفعل الآن المخرجة هالة خليل التي قالت إنها حتي الآن تعمل علي الانتهاء من كتابة سيناريو فيلمها «حلاوة روح» الذي تدور أحداثه عن الثورة أيضا.. ولكنها تري أن مسألة التفكير في عرضه علي الرقابة من عدمه ليس في حسبانها الآن لأن عندها أملاً في تغيير القوانين التي تتحكم في الرقابة والإبداع الفني لحين انتهائها من كتابة السيناريو. أيضا يصور المخرج مجدي أحمد علي فيلمه الأول عن الثورة بعنوان «الميدان» الذي بدأ فيه قبل حتي التأكد من نجاح الثورة من عدمه وقد برر ذلك بأنه وقتها لم تعمل أي هيئة من هيئات الدولة والرقابة حيث إنه كان الموضوع شبه فوضوي ولا يحتاج لتصاريح ولكنه علي حد قوله قد أرسل بسيناريو مبدئي عن الفيلم وهذا ما نفاه رئيس الرقابة سيد خطاب مؤكدا أنه لا توجد أي سيناريوهات قد حصلت عليها الرقابة عن أفلام روائية طويلة سوي لفيلم «25 يناير» للكاتب ناجي عبدالعزيز بالإضافة إلي سيناريو من المؤلف د.فيصل عبدالعزيز الذي تقدم له بقصة فيلم سيكون من بطولة الفنان أحمد عيد.. ولا يزال هذا النص تحت المراجعة ولم يتم الاستقرار علي اسم نهائي للفيلم. وأضاف سيد خطاب أنه إذا ثبت له أن أحدهم قد بدأ التصوير من دون الحصول علي تصريح رقابي مسبق في الشارع فقد يكون له الحق في المطالبة بمقاضاته قانونيا والحصول علي مخالفات من شركة الإنتاج والمؤلف.. بالإضافة إلي بعض الإجراءات أثناء مشاهدة الفيلم النهائية قبل استخراج تصريح بالعرض.. لأن مرحلة المراقبة علي السيناريو تسهل كثيرا من مونتاج الفيلم وتحميهم من مقص الرقيب.. ويضيف: إذا كان قبل الثورة هناك الكثير من مخرجي السينما المستقلة قد اتبعوا هذا النهج فهم يأتون في النهاية أيضا إلي الرقابة لعدم مقدرتهم علي عرض أعمالهم.. خاصة أن السينما المستقلة لها بعد آخر غير الأفلام التجارية، لأن الفيلم المستقل يهتم أكثر بالمهرجانات ويعتمد عليها بشكل كبير بينما السينما التجارية تتطلب العرض الجماهيري في المقام الأول.