عربية sky news... متابعة احترافية مهنية واضحة وحس عروبى وثراء تقنى ومراسلون محترفون، هى ملاحظات يمكن رصدها بسهولة عند متابعة قناة عربيةsky news التى عبرت عن غياب الرأى الشخصى ودعمت الأداء الطبيعى الذى يجعل من الخبر وصوره وتحليله الاختصاصى هو جوهر عمل برنامج حوار الليلة والمحاور المحترف مهند الخطيب، لاحظت ذلك أثناء متابعتى لرصد شاشتها الحدث من صنعاء، لنرى دولة عربية أخرى بعد سوريا وليبيا والعراق، على مشارف الانهيار، ولاحظ معى أنها جميعها حضارات قديمة وشعوب لها تاريخ، تعصف بها أنواء الهيمنة والنفوذ والاقتصاد تحت مظلات دينية، فى بلاد حريصة كل الحرص على العودة للماضى لاستلهام صراعاته الضالة باسم الدين الإسلامى بين الشيعة والسنة، وهو صراع قديم بينما نحن فى آخر الزمان، وفيه نرى العالم من خلال زجاجة، ولدى كل منا بلورة سحرية فى البيت وفى العمل، وهى منتشرة فى الطرقات والأسواق، بل يحملها بعضنا معه على قرينه الخلوى المحمول الذى يكلم فيه الناس فى أرجاء الدنيا الأربعة، وفى البلورة السحرية يعود بك الزمان للوراء لعالم شبه الجزيرة العربية القديم، حيث يعيش الناس فى قبائل ويحملون الخناجر ويمارسون كبرياء القتل، فدعونا نهجر الاعتياد اليومى لمشاهد القتل والتفجير والضياع والبؤس الإنسانى، ونحاول أن نراها بعين الدهشة، بعين الغضب والرفض، إنه اليمن الذى كان سعيداً، توقظنا مشاهده فى صباح حزين وتظل معنا طوال النهار والليل، حيث التصعيد (الحوثى) ودولة على مشارف الانهيار، والحوثيون هؤلاء يا أخى العربى الذين يعلو ذكرهم الآن هم قوم من بنى عمران، وهم من شيعة اليمن وعاشوا فى حرية دينية على حدودها مع المملكة العربية السعودية لسنوات طويلة، إلى أن أصبحوا هدفاً لمشروع ولاية الفقيه الإيراني، كما أصبح عدد من أهل السنة فى أنحاء اليمن المختلفة هدفاً لمشروع القاعدة المبنى على الحاكمية، كل ذلك قبل ثورات الربيع العربى الأخيرة بسنين بعيدة، وقد كان نظام الرئيس الأسبق على عبد الله صالح يرى هذه التحركات ويرصدها ويقيم معها علاقات من التوازن طالما صب الأمر لصالح نظامه، أما الأمر الذى يتعلق بالحوثيين فقد حاربهم نظام على عبدالله صالح عندما سببوا التوتر الحدودى مع المملكة العربية السعودية، ودخل معهم فى مطاردات مسلحة ذات طابع متكرر. ولكن المدهش انه بعد خروجه من الحكم عاد ليتحالف مع أعداء الأمس، وليصبح عراباً لعلاقة كتائب الجيش الموالية له مع ميليشيات الحوثيين المسلحة ليقاتلوا ضد الرئيس الجديد منصور هادى وحكومته لصالح محاولة استعادة النفوذ القديم ولتفتيت الجيش الوطنى اليمني، ويأتى ذلك فى صراع يقدم سبباً واهياً وهو عدم موافقة الحوثيين على مسودة الدستور اليمنى الجديد المقترحة، وطبيعة حكم الأقاليم اليمنية فى ذلك الدستور، وبهذه الذريعة حاصر الحوثيون دار الرئاسة وسيطروا على التليفزيون اليمنى ووكالة أنباء سبأ، وذلك بهدف إعلان سيطرتهم على الدولة بالقوة، إذ تم اختطاف أحمد بن مبارك مدير مكتب الرئيس قبل حصار مقر الرئاسة وقبل الاشتباكات بين الحوثيين والحرس الرئاسي، والتى أدت وفقاً لتصريح وزير الصحة اليمنى لسقوط ثمانية قتلى وعدد كبير من الجرحى، بينما ظل نهار الاثنين 19 يناير الجارى معبراً عن الصراع والانفلات الأمنى لصنعاء، وغياب الدولة عن اليمن، انتهى لوقف إطلاق النار والدخول فى حوار سياسى وتبقى الأسئلة المعلقة!، الحوثيون الذين يشكلون شراكة فى الحكومة الحالية، هل سيتم الاعتراف بشرعيتهم عبر سيطرتهم بالقوة على الشأن اليمني؟ هل ستحل مشكلة الألوية المنشقة من الجيش الحكومى ذات الولاء المتعدد؟ هل سيتجدد صراع اليمن الشمالى الجنوبى؟ هل ستسيطر القبائل ومجموعات النفوذ على الموانئ ومصادر النفط والغاز وأبرزها منطقة مأرب، التى يوجد بها ستون بالمائة من بترول اليمن، جدير بالذكر أن رئيس الجمهورية الحالى منصور هادى يستمد شرعيته من انتخابات محلية وموافقة دول الجوار الخليجية التى ساهمت فى منحه القبول الدولى، وقف إطلاق النار الهادئ الحذر الذى تابعته شاشة عربية sky news هو اهتمام واضح بالموقف اليمنى بعيون إماراتية، بينما يأتى ذات الاهتمام أقل درجة لدى الفضائيات الأخرى، جدير بالذكر أن وقف إطلاق النار يبعث طاقة أمل فى إمكانية عودة الجميع فى اليمن للعملية السياسية، أما ما غاب عن عين معظم الشاشات المصرية على أهميته فهو الأمر الذى يستحق التأمل بعيون مصرية ألا وهو غياب الدولة فى جنوب اليمن، والجنوب لا يخضع لنفوذ الحوثيين ولكن غياب الدولة هناك يشكل قلقاً محتملاً فى باب المندب وتأثيره على الملاحة الدولة وعلى أداء قناة السويس المصرية. اليمن الشقيق نتمنى أن يعود سعيداً وأن تساهم الفضائيات المصرية والعربية فى حث الشعب اليمنى الكريم نحو استنهاض الإرادة الشعبية السلمية للدفع بترك السلاح والعودة للعملية السياسية، فالوطن العربى لا يحتمل أن تدخل الدولة اليمنية فى مرحلة الانهيار، جدير بالذكر أن محاولتى للتواصل مع الدبلوماسيين اليمنيين نحو إضاءة أكثر للمشهد المؤلم فى اليمن الشقيق قد فشلت إذ إن الخارجية اليمنية قد عممت أمراً لهم بعدم التحدث أو الإدلاء بأى معلومات للإعلام، أيها اليمن السعيد عد سعيداً، فعالمنا العربى لا يحتمل ذلك الانهيار الخطر.