يرى السيناريست مصطفى محرم أن علاقته بإحسان عبدالقدوس لم تكن علاقة سيناريست يكتب السيناريو والحوار لقصصه ورواياته ولكن جمعته به صداقة تلميذ بأستاذ وأسعده الحظ بالقرب منه سنوات طويلة وكتب السيناريو والحوار ل12 رواية من رواياته منها 10 أفلام ومسلسلين من أنجح ما كتب فى حياته. وقال محرم: كنت أعلم أنه هو الذى كان يرشحنى أكتب السيناريو لأفلامه فهناك اثنان من الكتاب الكبار كانا يثقان فى ويئتمنوننى على رواياتهم أستاذ إحسان عبدالقدوس وأستاذ نجيب محفوظ واذكر انه فى إحدى المرات كنت أكتب فيلمًا لأحد الفنانات وكانت المرة الأولى التى أكتب فيها فيلمًا مأخوذ عن روايات أستاذ إحسان وذهبت لتوقع بينى وبينه وقالت له اننى «بوظت» الرواية وغيرت فى تفاصيلها لكن عندما رأى الفيلم قالى جملة لن أنساها «أنت غيرت الرواية للأحسن». وتابع محرم قائلا: أهم ما يميز قصص إحسان عبدالقدوس هى إجادته لرسم تفاصيل الشخصية بشكل واقعى جدا فتشعر معها أنها شخصيات من لحم ودم وعمله كصحفى ساعده لتكوين حصيلة من الشخصيات ومعظمها حقيقية لكنه لا ينقل الواقع كما هو إنما يأخذ منه خطوطًا عامة ويضيف تفاصيله الخاصة ومن هنا يأتى حرفية وموهبة الروائى فمثلا قصة «الراقصة والطبال» قيل إنها تتشابه مع تفاصيل من حياة المطرب كتكوت الامير واحدى راقصات الدرجة الثالثة لكن هى اشبه اكثر بحكاية كل الراقصات أيضا «الراقصة والسياسى» قيل إن بها تفاصيل من علاقة تحية كاريوكا واحد السياسيين قبل اعتزالها الرقص وأضاف قائلا: من الأعمال أيضا التى بها تفاصيل حقيقية رواية «أبدا لم يكن لها» والتى كتبها كموقف من الرئيس السادات بعد اعتقال ابنه محمد سياسيا وكان المقصود هو وزوجته جيهان السادات واتذكر هذه الأيام وكنت فى زيارة له انا والمخرج أحمد يحيى لنأخذ منه قصة «حتى لا يطير الدخان» الذى اعتبره أفضل فيلم قدمه عادل إمام فى حياته ووجدنا حالته النفسية سيئه جدًا بسبب حزنه على سجن ابنه فقد كان عاشقًا لأولاده لأبعد الحدود ورقيق المشاعر. وأنهى محرم حديثه قائلاً: آخر مرة شاهدت إحسان عبدالقدوس فيها كان أثناء العرض الخاص لفيلم «الراقصة والطبال» وكان وقتها صحته تعبانة جدًا ومن وقتها لم ألتق به.