حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حفائر أثرية ب«أبو قير» تؤكد استعمالها كجبانة
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 18 - 12 - 2014

أوضحت دراسة أثرية عن منطقة ابوقير قام بها حسام المسيرى الأستاذ بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ ضاحية أبو قير التى تقع على مسافة 25 ك.م شرق الإسكندرية يرجع تاريخها إلى العصور الفرعونية القديمة حيث كانت تقع على الفرع الكانوبى لنهر النيل ولذلك سميت باسم «كانوب» Canop ، كما أطلق عليها فى العصور اليونانية الرومانية اسم «كانوبس» Canopus، ثم سكنها فى العصر المسيحى الراهب «الأنبا كير» الذى ذاع صيته، واشتهر ببركاته وفضله على السكان؛ ولذلك أطلق السكان على المدينة مدينة «الأنبا كير»، وتطور الاسم بعد ذلك إلى أن صار «أبو قير»، شهدت المنطقة عمرانا هائلا بعد بناء الإسكندرية فقد شيد فيها أغنياء الإسكندرية عددا كبيرا من القصور وأصبحت مدينة كانوبس «أبو قير» هى المكان الذى يلتمس فيه السكندريون مباهج الحياة ومتعتها.
كانوبس هو الاسم الذى عرف عند المصريين القدماء من قبل باسم بى جوات «Pe gwat» وكان الإله المصرى أوزوريس يحتل مكانة كبيرة فى هذه المنطقة حيث كان المصريون القدماء يدعونه «جنوب» وهو الاسم الذى صححه الإغريق فيما بعد إلى كلمة «كانوب» فى الموقع الذى أنشئت عليه المدينة وقام المجلس الأعلى للآثار بحفائر أثرية فى منطقة المصيف الغربى بأبى قير، وبدأ العمل فى يوم 5/10/1983م وانتهت أعمال الحفائر فى يوم27/10/1983م وخلال العمل بهذه الحفائر تم اكتشاف العديد من القطع الأثرية ترجع إلى نهاية العصر الرومانى.
تقديس الحيوانات
ويؤكد المسيرى ان الحفائر والآثار المكتشفة فى منطقة المصيف الغربى تدل على أن المنطقة استعملت فى أواخر العصر الرومانى وذلك من الأوانى الفخارية التى ظهرت بها واستعملت منطقة المصيف الغربى كجبانة للذين كانوا يقطنون بجوار المنطقة، وكان قد تم اكتشاف جبانة للطائر الأيبيس طائر أبو منجل (الشبيه بأبى قردان) بجوار منطقة المصيف الغربي بالمصادفة فى عام 1963م أثناء تشييد أساسات مبنى المصنع الحربى حيث كانت عبادة الحيوانات منتشرة فى مصر القديمة لأن المصرى القديم عرف فى العصور الأولى أنواعا من الحيوان والطير وخاف بعضها وأحب الآخر، فكان ذلك منشأ العقيدة لأن عقيدة الإنسان تقوم على عاطفتين هما الحب والخوف، فأما ما خافه فقد ابتعد عنه، وحاول الإنسان أن يسترضيه بألوان الطعام والشراب، ولعل ذلك منشأ عادة تقديم القرابين. وهكذا نشأت عبادة الأنواع المفترسة من الحيوانات مثل التمساح والأسد والذئب واللبؤة. وأما ما أحبه الإنسان من حيوان وطير فقد أقبل عليه وقدس فيه ما يقدمه له من نفع وخير، فقدس فى البقرة خصوبة الإنتاج وما توفره له من طعام وشراب له ولأطفاله، وقدس فى الثور القوة الخارقة والخصب الجنسى . أما تلك الأنواع من الكائنات التى لم تكن ذات ضرر أو نفع مباشر له، فقد قدس بعضها بدافع الإعجاب، ومنها الصقر فهو قد رآه ذا قدرة خارقة على التحليق فى الفضاء مما لا يستطيعه أى طائر آخر، فقدس فيه السمو والارتفاع
وأعجب المصرى الأول بطائر الأيبيس أبو منجل (الشبيه بأبى قردان) عندما رآه يسير بخطى رزينة متزنة باحثا بمنقاره فى الأرض عن رزقه، فقدس فيه تلك الرزانة وذلك الدأب على البحث
فى حضارة البدارى كانت هناك مقابر خاصة للثيران والغزلان والكلاب وفى حضارة نقادة الأولى كان يتم دفن الكلب حيا مع صاحبه ليتولى حراسته فى العالم الآخر، وكانت الطيور والحيوانات تلقى نفس المعاملة الخاصة فى حضارات أخرى مثل العمرة والجرزة أيضا وهليوبوليس حيث ظهرت عبادة الكلب والغزال.
فى حلوان فى مقابر الأسرة الأولى والثانية تم اكتشاف مقابر للدواب والطيور إلى جانب مقابر أصحاب هذه الدواب أو الطيور، وتم دفن الطيور فى حلوان فى توابيت خشبية.
أخذ المصريون القدماء عناية كبيرة بدفن وتحنيط الطيور والحيوانات مثل جبانات العجل أبيس التى اكتشفها مارييت عام 1851م فى السرابيوم بسقارة، وتم دفن العجول منذ وقت مبكر من عصر الأسرة الثامنة عشرة وحتى العصر البطلمى وتتكون جبانة السرابيوم من مدخل A يؤدى إلى درج والذى يصل إلى حجرات الدفن B,C,D كما عثر فى سقارة على جبانات للطائر الأيبيس وهى عبارة عن سراديب أسفل سطح الأرض حيث يوجد بها فتحات للدفن تشبه فتحات الدفن والتى كانت مخصصة لدفن الموتى، وكان يوضع بتلك الفتحات مومياوات الطائر الأيبيس وهى موجودة فى أوان فخارية
كانت جبانات الحيوانات منتشرة حول كثير من المدن حيث عثر على جبانة للطائر الأيبيس والقرد فى تونة الجبل بمدينة المنيا وكذلك السراديب الخاصة بالطائر الأيبيس فى تلك الجبانةكما عثر على جبانة أخرى للحيوانات فى سقارة والتى عثرت عليها إمرأة ووجدت تلك الجبانة مضافة للسرابيوم، وأيضا عثر على جبانات للطائر الأيبيس فى أبيدوس جنوب مقبرة سيتى الأول وهى ترجع إلى العصر الرومانى المتأخر، كما عثر على جبانات أخرى لهذا الطائر فى الدلتا
اكتشاف بالصدفة
ويؤكد المسيرى أن جبانات منطقة أبو قير اكتشفت عام 1963م بطريقة المصادفة أثناء تشييد أساسات مبنى المصنع الحربى، وهى عبارة عن سراديب أسفل سطح الأرض وتبدأ الجبانة بمدخل يؤدى إلى صالة رئيسية طويلة ومتفرع منها عدة صالات أخرى وجميعها أسفل مستوى الأرض ولا توجد أى نقوش أو كتابات على جدران الجبانة وتتشابه تلك الجبانة بجبانة الطائر الأيبيس فى سقارة.
طريقة الدفن
من الغريب أن تكون طريقة الدفن بالمنطقة مختلفة عن المناطق الأخرى، فقد عثر أثناء الحفائر على توابيت من الفخار، يتكون التابوت من قطعتين يوضع بداخلهما المتوفى، وكانت توضع بجواره القطع الفخارية الأخرى التى كانت تقدم عند زيارة الميت. وهى الطريقة نفسها التى كانت تستعمل فى بعض المناطق فى العصر الفرعونى.
طريقة الحفر
نظرا لتواجد موقع العمل بالمصيف الغربى بين المنطقة السكنية فلابد وأن يكون العمل بطريقة المجسات، فقد بدأت من الناحية الغربية متجها إلى الناحية الشرقية ومن الناحية الشمالية إلى الناحية الجنوبية، وكانت المجسات طولية وعرضية ومتقاطعة مع بعضها البعض على شكل حرف T وهكذا حتى انتهى الموقع ككل، وكان المجس الواحد كالأتى، الطول 3م العرض 2م العمق 2م، وتم اكتشاف العديد من اللقى الأثرية بذلك الموقع التى ساعدت على تأريخ تلك المنطقة .
ويشير المسيرى الى ان مجموعة مقابر الإسكندرية تنقسم من ناحية الموقع إلى مجموعتين إحداهما شرقية والأخرى غربية، أما الأولى فتنقسم إلى مقابر الشاطبى وهى من أقدم المقابر البطلمية ويرجع تأريخها إلى نهاية القرن الرابع قبل الميلاد، ومقابر مصطفى كامل ويرجع تأريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وبقية مقابر الجبانة.
الشرقية يتراوح ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الثالث الميلادى مثل مقابر الإبراهيمية وسيدى جابر والحضرة وانطونيادس وسبورتنج تيجران. أما المقابر الغربية فينقسم إليها كل قطاع المقابر إلى الغرب من القناة التى كانت تخرج من بحيرة مريوط لكى تصب فى الميناءالغربى وهى الجبانة التى أطلق عليها سترابون اسم نيكروبوليس أو مدينة الموتى مثل مقابر المفروزة والورديان وكوم الشقافة، ومقابر رأس التين والأنفوشى، واللتان تدخلان فى نطاق القسم الغربى من المدينة على الرغم من تواجدها خارج نطاق تلك القناة السابق الإشارة إليها والتى جعلها سترابون كحدود لمدينة الموتى، وعلى ذلك تكون هناك جبانتان بخلاف الجبانة الملكية التى تقع فى وسط المدينة فى الحى الملكى.
بالإضافة إلى تلك الجبانات نجد أن هناك جبانات تم اكتشافها مثل مقبرة الكينج مريوط التى اكتشفت عام 1982م ومنطقة مقابر المصيف الغربى التى اكتشفت فى عام 1983م، والتى كانت تستخدم طريقة دفن وحيدة وهى الدفن فى توابيت فخارية بطول جسد المتوفى
ومن المعروف أن طرق الدفن كانت إما بدفن الجثمان أو بحرقه ووضعه فى أوان جنائزية تعرف باسم أوانى الحضرة التى أخذت تسميتها من مقابر الحضرة لكثرة ما عثر عليها فى جبانة الحضرة.
العصر الهلنستى
كذلك من المعروف أنه فى العصر الهلنستى استخدمت كل من الجبانتين الشرقية والغربية، ولكن بينما استخدمت العناصر الإغريقية والأجنبية الجبانة الشرقية فى أغلب الأحوال استخدمت العناصر الوطنية الجبانة الغربية بشكل ملحوظ وأيضا استخدمها بعض العناصر الإغريقية وفى أواخر العصر البطلمى وبداية العصر الرومانى قللت العناصر الإغريقية والأجنبية من استخدامها للجبانة الشرقية واتجهت إلى استخدام الجبانة الغربية ويرجع ذلك إلى امتداد حدود المدينة من الناحية الشرقية وهو امتداد لم يترتب عليه ظهور أحياء سكنية ذات كثافة سكانية ملحوظة وإنما مجرد ضواحى شغلتها فى أغلب الأحوال فيلات وحدائق ولذلك لم تكن هناك ضرورة لظهور أضرحة جديدة فى ذلك العصر . وعلى هذا فمعظم مقابر الجبانة الشرقية تنتمى للعصر الهلنستى وإن لم يمنع ذلك ظهور مقابر تنتمى للعصر الرومانى مثل مقابر الإبراهيمية وسبورتنج وضريح تيجران ومقبرة الحضرة .
أما بالنسبة للجبانة الغربية التى تواجدت داخل حى راقودة والذى تميز بكثافة سكانية كبيرة طوال العصرين البطلمى والرومانى والذى لم يعان من أى اتساع للمدينة فى هذا الجانب الغربى، فقد استمر استخدام تلك الجبانة طوال العصرين ليس فقط من قبل العناصر الوطنية، ولكن أيضا من العناصر الإغريقية الذين بدءوا فى تحنيط موتاهم منذ القرن الأول قبل الميلاد وبالتالى لجئوا إلى الجبانة الغربية حيث تتوافر مراكز التحنيط وفى هذا المجال فإن «سترابون» وصف الجبانة الغربية بأنها كانت مدينة بأكملها للموتى حيث انتشرت بها الجبانات المتعددة ومراكز التحنيط والحدائق ومعنى ذلك أن الجبانة الغربية شغلتها شبكة ضخمة من الأضرحة، إلا أننا لا نملك الآن إلا جزءًا من هذه الشبكة متمثلة فى مقابر القبارى والورديان والمفروزة وطابية صالح وبرجوان وعزبة اليسرا.
وحافظ المصريون طوال العصر اليونانى وكذلك الرومانى على عاداتهم الجنائزية فظلوا يحنطون موتاهم ويدفنونهم فى مقابر على الطراز المصرى وفقا للطقوس المصرية القديمة أما طرق الدفن عند الإغريق فكانت إما طريقة الحرق وهى الطريقة التى كان الأجانب وعلى الأخص الإغريق منهم يفضلونها حيث يتم إحراق جثث موتاهم ثم يجمع الرماد المتخلف ويحفظ فى أوان على شكل قدور من نوع «Hydria» وتغطى وتوضع فى فجوات داخل المقبرة ولدينا أمثلة على أوانى الرماد فى الحضرة، ولعل هذه العادة كانت من عادات الجنود الذين جاءوا إلى البلاد فى العصر البطلمى من أهالى كاريا بآسيا الصغرى التى عرف عنها عادة الحرق وسرعان ما نبذ الإغريق عادة الحرق وبدءوا يحنطون الجثث كما كان يفعل المصريون. وكانت جثث الأغنياء توضع بعد التحنيط فى توابيت حجرية أو خشبية بشكل آدمى أما الفقراء فكانت جثثهم توضع فى توابيت فخارية أو أن يتم دفن الميت فى فتحة فى حائط المقبرة عبارة عن رف مستطيل أو مربع داخل فى الحائط بطول الإنسان، وكان يوضع بداخلها المتوفى وتغلق ويكتب عليها اسم المتوفى وغالبا ما نجد أكثر من صف فى الحائط الواحد كما نجد ذلك فى مقابر مصطفى كامل، القبارى والحضرة، فى البداية كان شكل فتحة الدفن تأخذ شكل واجهة المعبد اليونانى وفيها تنحت الفتحة فى جزئها العلوى على شكل جمالون وتسمى فى هذه الحالةCellette كتصغير ل Cella أى الحجرة الرئيسية فى المعبد اليونانى ونجد مثالاً لها فى مقابر الشاطبى ولكن اتخذت الفتحة بعد ذلك شكل المربع بقية العصر البطلمى والرومانى استخدم اليونانيون أيضا طريقة الدفن فى السرير الجنزى وهو عبارة عن أريكة تستند على الجدار يعلوها شكل وسادتين أو ثلاث وسائد حيث يدفن المتوفى بداخل الأريكة كما نجد ذلك فى مقابر مصطفى كامل ومقابر الشاطبى وطابية صالح ومقابر القبارى، ويعتبر الدفن فى توابيت مبنية على شكل أرائك تعبيراً عن ثراء أصحاب هذه النوعية من التوابيت، وهو الثراء الذى حققه الإغريق من التجارة سواء فى مصر أو الممالك الهلنستية الأخرى، خاصة مع اتجاه الإغريق فى اتخاذ المقبرة شكل المنزل وبالتالى يتخذ التابوت شكل الأريكة كما فى مقابر الشاطبى ومصطفى كامل . تعتبر المقابر الحفر أيضا من طرق الدفن فى العصرين البطلمى والرومانى خاصة بالنسبة للفقراء من هذه العناصر الأجنبية، وكانت هذه الحفر يعلوها نصب أو شاهد جنزى ذو أشكال متعددة وتم العثورعلى مجموعة من القطع الاثرية وقد تم نقلها إلى مخزن غرب الدلتا بمنطقة مصطفى كامل بالإسكندرية، ثم تم نقل تلك المكتشفات بعد ذلك إلى مخزن فوزى الفخرانى المتحفى الجديد بمنطقة ماريا بالإسكندرية وقام المسيرى بتصوير جميع القطع الأثرية بناء على موافقة من اللجنة الدائمة للآثار المصرية المنعقدة فى سبتمبر 2008 وذلك بغرض الدراسة والنشر العلمى.
ويخلص المسيرى فى دراسته الى انه يتضح فى ضوء هذه الاكتشافات من حيث العناصر المعمارية الثابتة بالموقع، وبمساعدة اللقى الأثرية التى تم العثور عليها أثناء أعمال التنظيف الأثرى أن هذا الموقع عبارة عن جبانة لأحد الأشخاص المصريين وأسرته الذين تم دفنهم على الطريقة المصرية إلا وهى الدفن فى توابيت فخارية ذات قناع والذين كانوا يعبدون الإله تحوت المتمثل فى الطائر الأيبيس وتم العثور على جبانة هذا الطائر ملاصقة لجبانة الأشخاص بالإضافة إلى العثور على أربع مومياوات للطائر الأيبيس مدفونة فى أربعة أوان فخارية، ولم يعثر حتى الآن على أية مقابر فى منطقة أبو قير سوى جبانة المصيف الغربى.
رغم انتشار عبادة الإله سرابيس فى الإسكندرية إلا أن منطقة أبو قير كانت تعتنق ديانة أخرى وهى عبادة الإله تحوت المتمثل فى الطائر الأيبيس وربما يرجع ذلك إلى مدى انتشار عبادة العديد من الآلهة فى مصر خلال العصر اليونانى الروماني وتتشابه منطقة المصيف الغربى بمقابر الأسرة الأولى والثانية والتى كانت بجوارهم جبانات للدواب والطيور إلى جانب مقابر أصحاب هذه الدواب أو الطيور كما أسلفنا من قبل وإن هذه الجبانة إضافة جديدة إلى مقابر الإسكندرية حيث إنها كانت مخصصة لأسرة مصرية تعبد الإله تحوت المتمثل فى الطائر الأيبيس وربما استخدمت لفترة زمنية طويلة والجديد فى تلك الجبانة هو العثور على جبانة منحوتة أسفل سطح البحر للطائر الأيبيس ملاصقة لجبانة الأشخاص يرجع تأريخ تلك المنطقة إلى العصر الرومانى المتأخر وذلك استناداً على تأريخ اللقى الأثرية التى تم اكتشافها فى نفس الموقع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.