تحول الوقف الخيرى فى محافظة بنى سويف إلى مغارة «على بابا» للكبار وأصحاب النفوذ الذين تسابقوا على نهب أراض وعقارات وفيلات تابعة للأوقاف تزيد قيمتها على مليار جنيه استولى عليها وزراء ومحافظون ونواب سابقون فى البرلمان ولواءات ومذيعات وصعاليك وسط صمت مريب من الأجهزة الرقابية. بدأت المهزلة عام 1977 عندما باع المهندس سليمان متولى وزير النقل والمواصلات الأسبق وكان يشغل منصب محافظ بنى سويف وقف «فاطمة البرلنتى» وهو وقف خيرى لا يجوز التصرف فيه وتبلغ مساحته 11086 مترًا نحو 3 ونصف فدان باعه المحافظ لإحدى شركات قطاع الأعمال والغريب أن الشركة لم تتسلم الأرض وعلى الرغم من أن هيئة الأوقاف حصلت على حكم قضائى ببطلان عقد البيع فى القضية 168 لسنة 1993 وحصول الهيئة على نصف مليون جنيه تعويضًا عن ربع الأرض مقابل الاستغلال لهذه المساحة طوال 10 سنوات دون وجه حق إلا أنه حتى الآن لم يتم تنفيذ الحكم وتبين أن الأرض استولى عليها المدعو خ ف أ وأولاده وبنى كافتريا على مساحة 3 قراريط منها وباع الباقى. والأعجب ما نراه فى وقف بمبة خاتون البيضاء ومساحته 158 فدانًا من أجود الأراضى الزراعية بمركز «ببا» وتقدر قيمته ب 61 مليون جنيه بأسعار 1990 وهو يخص بمبة خاتون البيضاء معتوقة محمد على الوقف ملكًا للدولة وأصدرت لجنة القسمة بوزارة الأوقاف قرارًا بتقسيمها بين هيئتى الأوقاف والإصلاح الزراعى وتم ربطه على مجموعة من واضعى اليد لمدة 40 عامًا ليفاجأ الجميع بأسرة المذيعة التليفزيونية م.ع تستولى على الوقف فى ظل مساندة بعض العاملين بهيئة أوقاف بنى سويف وكالعادة حصلت الهيئة على حكم قضائى فى الدعوى 212 لسنة 1998 بتثبيت الوقف للأوقاف وكالعادة لم ينفذ الحكم ليقوم والدها وعمها ببيعه بواقع 10 آلاف جنيه للفدان فى حين يبلغ ثمنه 80 جنيها بموجب تقرير الخبير الذى انتدبته المحكمة لتثمين قيمة الأرض. وأجرت الجهات الرقابية ببنى سويف تحقيقات موسعة حول وقائع الاعتداء على أرض الوقف الاهلى بالمحافظة تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى وقرارات مجلس الوزراء برئاسة المهندس ابراهيم محلب بحصر التعديات على املاك الدولة ومنها اراضى الاوقاف التى كشفت لجان الحصر التى شكلتها هيئة الاوقاف عن تعديات مذهلة تجاوزت أراضى زراعية ومحلات تجارية ومنازل تم بناؤها على ارضى اوقاف بمراكز وقرى المحافظة تقدر بملايين الجنيهات. اكد المهندس عادل حسن مدير عام منطقة هيئة الأوقاف ببني سويف ان الهيئة حررت 500 محضر تعد على اراضى الاوقاف منذ انطلاق احداث ثورة 25 يناير وتم اخطار الشرطة بها ولم ينفذ سوى 4 محاضر ازالة فقط والباقى تجرى له دراسات امنية تمهيدا لتنفيذها موضحا ان الهيئة تدير آلاف الافدنة الزراعية وعقارات مؤجرة لمنتفعين وهذه المساحات والمنازل منتشرة بقري ومراكز المحافظة ويتم تحصيل ايجارات من المستأجرين شهريًا أو سنويًا طبقًا للعقود المبرمة مع المنتفعين وان اى اعتداء يتم التعامل معه فورا من خلال القانون بإرسال إنذرات وتسيير لجان للتعامل مع المعغتدين تحصل الاموال المقررة قانونا وإلا يتم رفع الأمر للقضاء الذى ينصفنا بقوة الحجج الموثقة مشيرًا إلى أن كل النزعات مع الأهالى ولا توجد أى حالة نزاع مع المحليات أو الجهات الحكومية. وأشار إلى أن جميع التعديات التى ترد فى تقارير الجهات الرقابية أو حتى التى ترد بها شكاوى من المواطنين يتم التعامل معها بكل قوة. وعن المساحات الشاغرة قال: يتم إجراء مزاد عليها.. مؤكدًا أن وزير الأوقاف ورئيس الهيئة خير من يحافظ على الأوقاف ومع ذلك اى لدينا مانع من حضور أى مستأجر للمنطقة ويتم التصالح معه وتقسط المبالغ المستحقة كمديونية عليه ونعطي له خطابا للمحكمة بأنه جار توفيق أوضاعه مؤكدًا أن الملكية العامة لا تسقط بالتقادم، وأوضح مدير عام الهية ان وقف بمبة خاتون البيضاء ما زالت القضايا فيه متداولة فى المحاكم المختلفة وأما وقف فاطمة البرلنتى فتم تسليمه إلى الأزهر كما تم تسليم جميع الاوقاف القبطية الى الكنيسة مشددًا على أنه لم ولن يتم التنازل عن متر واحد من أرض الأوقاف.
