وصف السفير حسين هريدى مدير إدارة إسرائيل الأسبق بوزارة الخارجية خطاب رئيس وزراء إسرائيل بالأممالمتحدة بالسخيف. وأكد هريدى أن نتانياهو واصل كذبه وادعاءاته وحاول أن يوحى للرأى العام الدولى أن الفلسطينيين جماعات إرهابية لا تختلف عن تنظيم داعش الإرهابى الذى يجمع العالم قواه لمحاربته. وأضاف أن نتانياهو أراد أن يقطع الطريق أمام محاولات قطرية وتركية تسعى لإقناع حماس بالدخول فى مفاوضات مع إسرائيل عن طريق الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ لافتا إلى أن حماس أبدت تغيرا ملحوظا فى موقفها من تلك المفاوضات حيث كانت فى السابق ترفضها شكلا وموضوعا قبل أن تعود مؤخراً وتعلن أنها سوف تبحث مجدداً فى مدى شرعية المفاوضات مع إسرائيل. وطالب هريدى جامعة الدول العربية بإصدار بيان إدانة لكل ما ورد فى خطاب نتانياهو والتنديد بمزاعمه وادعاءاته بحق إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية. كما قال السفير إبراهيم الشويمى مساعد وزير الخارجية الأسبق إن خطاب نتانياهو ليس له تأثير واقعى على المجتمع الدولى حيث تعمد نتانياهو بالدرجة الأولى أن يوجه حديثه إلى الداخل الإسرائيلى. وأشار الشويمى إلى أن نتانياهو يعانى من معارضة قوية جداً وكان يرغب فى استغلال منبر الأممالمتحدة للزود عن نفسه من خلاله. ولفت إلى أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلى عن أخلاقيات الجيش الإسرائيلى لا محل له من الإعراب فالجميع يشهد على جرائمه ضد الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين فى كل الاراضى الفلسطينيةالمحتلة وليس غزة وحدها. وفى نفس الإطار شنت الصحف الإسرائيلية هجوما لاذعا ضد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتانياهو» فى الأممالمتحدة، مؤكدة أن خطابه كان باهتا ومبتذلا ومكررا، وأن نتانياهو حاول بيع بضاعة لا تشترى، وبعض الخطوط العريضة التى وضعها نتانياهو فى خطابة سبق قولها فى مناسبات أخرى ترجع للسبعينيات مثل «الدول العربية أولا، واتهام أبو مازن بالتنكر للمحرقة». فيما أكد مراسل صحيفة هاآرتس الإسرائيلية فى واشنطن أنه من المتوقع أن يؤثر خطاب نتانياهو على لقائه بالرئيس الأمريكى «باراك أوباما» فى البيت الأبيض الأربعاء المقبل، خاصة بعد إعلان الولاياتالمتحدةالامريكية إن مصلحة كلا الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى تقضى بتحقيق تقدم فى المفاوضات، واتخاذ قرارات سياسية صعبة جدا لا تستطيع الأسرة الدولية او الولاياتالمتحدة اتخاذها، وأنها لم تكن ترغب فى سماع هذه الشعارات من نتانياهو فى خطابه. وأضاف أن التشبيه الذى طرحه نتانياهو بين حماس وداعش جاء فى محاولة يائسة ومتكررة من نتانياهو فيما يخص تشبيه حماس وداعش، وبين داعش والنازية، وبين النازية وإيران، وأن الصورة التى حملها نتنياهو لأطفال فلسطينيين يلعبون بجانب منصة إطلاق صواريخ تذكرنا بالكاريكاتير الإيرانى الذى حمله عام 2012، كما أن مبالغته فى ادعاءاته بحرص إسرائيل على عدم وقوع ضحايا مدنيين، تكاد توحى بأنه يتوقع من الفلسطينيين أن يحمدوا الله على أنهم يقصفون على يد عدو إنسانى بهذا الشكل. فيما توقعت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قلة من المواطنين الاسرائيليين سيعجبون بخطاب نتانياهو، وأن العالم الغربى سئم من سماع الخطب عن إرهاب حركة حماس ونجاح العمليات العسكرية للجيش الاسرائيلى، فيما يستعد لفرض حل لإنهاء الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى. وعلى صعيد متصل انتقد نائب مندوب إيران لدى الأممالمتحدة «خوداداد سيفي» خطاب نتانياهو ضد إيران ووصفه بالمزعوم. وقال سيفى: إن خطاب نتانياهو فى الأممالمتحدة الهجومى جاء لتبرير جرائم حكومته بحق الفلسطينيين، وتخويف العالم من إيران والمسلمين بتصنيفهم فى صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية». وحذر المسئول الإيرانى من خطورة الترسانة النووية الإسرائيلية مشيرا إلى أن تل أبيب أثبتت مرارا تعطشها للدماء واحتلال الأراضى، وأن خطاب نتانياهو جزء من سياسة تل أبيب لتقويض المحادثات بين إيران والدول الكبرى بشأن برنامجها النووى السلمى ومن جانبه أكد السفير بركات الفرا، سفير فلسطين بالقاهرة السابق، أن حديث بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، أمام الأممالمتحدة، عن أحقية بلاده فى تدمير قطاع غزة لضمان أمنها فى مواجهة ما وصفهم بالإرهابيين يبرر ارتكاب إسرائيل لجرائم الحرب وضد الإنسانية خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة. وأضاف الفرا خلال لقاء صحفى أن نتنياهو يحاول تبرير عدوانه على غزة وتشكيك الشعب الفلسطينى فى ذاته لخفض روحه المعنوية فى المقاومة، قائلا: إسرائيل قتلت آلاف الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشباب فى عدوانها الأخير على غزة إضافة إلى تدمير البنى التحتية للقطاع والشعب الفلسطينى سيظل يدافع عن قضيته حتى تحرير الأراضى المحتلة. وفى ذات السياق، قال السفير حازم أبو شنب القيادى بحركة فتح: إن تحميل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الفلسطينيين مسئولية العدوان الأخير على قطاع غزة وفشل مباحثات السلام يأتى من قبيل استخدام الاحتلال لوسائل الإعلام لإيهام العالم أن إسرائيل تدافع عن نفسها ولا تنتهك حقوق الإنسان فى حربها على غزة.