فى ظل التطورات التى تشهدها المنطقة من عدوان إسرائيلى على قطاع غزة أعد السفير الإسرائيلى السابق فى مصر « تسيفى مزئيل « تقريرا تناول فيه الوضع فى الشرق الاوسط وموقف مصر والولاياتالمتحدة والجهاد الاسلامى من الصراع فى غزة، حيث بدأ «مزئيل» بسرد الوضع العام فى الشرق الأوسط ف«إسرائيل تهاجم من حماس، وغزة تشكل تهديدا إستراتيجيا على مصر، والولاياتالمتحدة لا تفهم أو لا تريد أن تفهم الوضع فى المنطقة ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى يتجاهل مصر ويقيم حواراً مع أعدائها ( قطر / تركيا) اللتان تدعمان الإخوان المسلمين والإسلام الراديكالي» هذا هو الوضع غير المحتمل بين مصر وإسرائيل، والذى يعرض الشرق الأوسط للخطر، والذى يتواجد حاليا فى أزمة سياسية عسكرية كبيرة للغاية، ولا يعلم أحد كيف تنتهى. وأشار الكاتب إلى أن حماس تمثل تهديدا إستراتيجيا تجاه مصر حيث إن غزة المصدر الأساسى للإرهاب الإسلامى الذى يهاجم مصر، والذى نما فى فترة مبارك وتحول الى خطر كبير خلال السنوات ال 3 الأخيرة مع ضعف النظام المصرى فى القاهرة، وفى المقابل أخذ فى الازدياد والتعاظم فى أرجاء الشرق الأوسط، كما نرى ما يحدث فى أغلب الدول العربية.. مشيراً إلى ان «مبارك» والذى حارب الحركة الأم لحماس وهى الإخوان المسلمين، أعتقد أن غزة هى المشكلة الوحيدة لإسرائيل وافترض أن حلها هو محاربة حماس والفصائل الفلسطينية التى تركزت هناك، ولكن فى أواخر حكمه شعر أنه أخطأ وأمر بهدم الأنفاق لكنه فشل. أشار «مزئيل» إلى أن الرئيس «السيسى» أدرك أن غزة تحت حكم حماس تشكل تهديدا استراتيجيا على مصر، بإعتبارها جزءا من الإرهاب الإسلامى العالمى الذى يجب محاربته والذى تفشى فى سيناء ووصل أيضا الى وسط الدولة، وأضر بقدرته على التركيز على الهدف الأساسى الذى ترشح من أجله وهو إصلاح الاقتصاد المصرى، ولذلك فإن الصراع بين إسرائيل وحماس هو شأن مصرى كما هو شأن إسرائيل، وأوضح الكاتب أن الحرب المستمرة على الحدود المصرية تمثل خطرا يزيد من عدم الاستقرار فى المنطقة والذى سوف تستغله العناصر المتطرفة للإضرار بشكل أكبر بالأمن القومى المصرى، زعماً أن العملية العسكرية التى تقوم بها إسرائيل ضد حماس تمثل شيئا إيجابيا للجانب المصرى حيث إن الاستهداف الإسرائيلى لحماس سيضر بالبنية التحتية للمنظمات الإسلامية الإرهابية وستساعد على تخفيف حدة تهديد هذه المنظمات وعملياتها على مصر. أشار مزئيل إلي أن «السيسى» قد أخذ على عاتقه دورا هام ومعقد لأى رئيس مصرى وهو الاهتمام بالملف الاقتصادى وإذا لم يقم بذلك فسوف تنجرف مصر اليأس والفوضى والعنف وتوغل الاسلام الراديكالى مدعياً أن، فمصر تحت قيادة السيسى غيرت من اتجاهها فقد قررت أن تعمل وفقا لمصالحها القومية وليس مصالح الفلسطينيين وذلك لأن الفلسطينيين جروا مصر إلى 5 حروب فاشلة والتى كانت عاملا رئيسيا فى تدمير اقتصادها متناسياً الموقف المصرى الداعم للقضية الفلسطينية والمبادرات التى قدمتها القاهره لوقف اطلاق النار، والآن، فإن عليها ان تتعامل مع مشاكلها المعقدة، وهذه السياسة تذكرنا بتفكير السادات،الذى فهم حجم الكارثة التى سقطت على مصر بسبب دعمها للفلسطينيين،فقام بصنع السلام مع إسرائيل، ونقل بلاده المعسكر الغربي- بحد زعمه. لكنه قد تم اغتياله من قبل مجموعة من الإخوان المسلمين قبل أن يكمل مهمته.. أما خليفته مبارك فقد اكتفى بالحفاظ على الوضع الراهن، واستقرار مصر، دون محاولة التقدم نحو التنمية والحداثة – وفى النهاية تمت الاطاحة به.. وذكر «مزئيل « أن الرئيس السيسى فى كلمته خلال الاحتفال بذكرى 23 يوليو رداً على الاتهامات أن مصر تتجاهل المشكلة الفلسطينية بكلمات حادة وقاطعة: «لا أحد لديه الحق فى إيذاء مصر، التى قدمت مئات الآلاف من رجالها من اجل الفلسطينيين، وأضاف أنه وبدون شك أن دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية امر ضرورى. ونبه مزئيل أن السلطات المصرية كانت قد حظرت نشاط حماس وفقا لحكم قضائى لأنها متهمة بالقيام بأعمال ارهابية فى مصر من خلال عناصر جهادية، والتدخل بشكل غير قانونى فى الشئون الداخلية لمصر خاصة فى فترة حكم مبارك. وأوضح الكاتب أنه على الرغم من تبنى حماس خطاب ونهج الحركة القومية الفلسطينية، إلا أنها لم تكن يوما كذلك، فإستراتيجيتها تستند على عقيدة الإخوان المسلمين وهى جزء من حركات الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط. والغرض منها، كما جاء فى ميثاقها تدمير إسرائيل وإقامة دولة إسلامية على أنقاضها وإقامة الخلافة كما تريد الحركات الإسلامية الراديكالية فى المنطقة، ولذلك فإن حماس لا تردد فى دفع ثمن الصراع مع إسرائيل بالدم الفلسطينى. وأشار مزئيل إلى أن مصر تحت حكم السيسى تكافح الإرهاب الإسلامى وهى حاليا أمل الشرق الأوسط فى محاربة هذا التطرف. وفى ضوء نجاح عناصر داعش فى إقامة دولة إسلامية فى أجزاء من سوريا والعراق، حيث انهار الجيش هناك أمام عدة آلاف من الإرهابيين الجهاديين. مشدداً ان مصر وسوريا والعراق هم الدول الرائدة فى العالم العربى وقد سقط منها اثنان . فهل ينجح الإسلام الراديكالى فى الترسخ فى مصر، أو فرض مواجهة عنيفة تشوه النمو الاقتصادي، وسيكون ذلك كارثة بمقاييس حرب عالمية والتى بالطبع تضر بإسرائيل وكذلك أوروبا والولاياتالمتحدة. وهذا الوضع سيؤدى إلى ضرر ملايين اللاجئين، وإغلاق قناة السويس والأضرار بالتجارة العالمية، ووقف إنتاج النفط فى الشرق الأوسط، وثورات الأقليات المسلمة فى الغرب. ورأي أن الولاياتالمتحدة تفضل الحوار مع شركاء الإخوان المسلمين وعلى هذه الخلفية تظهر أنشطة وتحركات وزير الخارجية الامريكى « جون كيرى» مخالفة للواقع. فبدلا من قبول المبادرة المصرية والتعاون معها ومع إسرائيل ، الحلفاء التقليديين واللتان تستطيعان فقط تحديد مصير غزة، والمشاركة فى مفاوضات مع السلطة الفلسطينية وتعزيزها.. يجرى حوارا مع قطروتركيا، واللتان فى نزاع مع مصر وإسرائيل.. حيث تستضيف قطر قادة الإخوان المسلمين، الذين تمكنوا من الهرب من مصر بعد الاطاحة بهم من الحكم على أراضيها. وهم على اتصال مباشر بخالد مشعل حليفهم الطبيعي، ويشاركون فى اتخاذ القرارات مع قيادة حماس بشأن مصير سكان غزة، وهدف الإخوان المسلمين هو منع السيسى من تحقيق أى إنجاز بأى ثمن كان. يقوم الإخوان بالضغط بشتى الطرق على مشعل لعدم قبول المبادرة المصرية، كما يستمر الإخوان المسلمون فى صراعهم ضد السيسى على حساب دماء الفلسطينيين فى غزة، ويبدو أن وزير الخارجية الأمريكى يتعاون معهم فقد شجع الاقتراح (القطرى - التركى) لوقف إطلاق النار، والذى اعتمد على مطالب حماس والتى تطلب رفع الحصار، وفتح المعابر بشكل غير محدود وأفكار أخرى من هذا القبيل مثل بناء ميناء ومطار مدعياً ان هذا يعد ازدراء علنيا لمصر وإهانة للشعب المصرى وزعيمه وسوء فهم للأحداث فى الشرق الأوسط من جانب الإدارة الأمريكية، وكلنا هنا ندفع ثمن ذلك، وعلاوة على ذلك، فإن الولاياتالمتحدة والتى علقت المساعدات العسكرية لمصر، لا تزال ترفض العودة فى قرارها الغريب والخاطئ وعلى هذه الخلفية، يمكن أن تتخيل أجواء التوتر التى سادت المحادثات بين وزير الخارجية «كيرى» وزير الخارجية المصرى «سامح شكرى» مؤخراً، فاقتراح كيرى لوقف إطلاق النار لم يفاجئ إسرائيل فقط ولكن ايضا مصر والتى لم تفهمه، وذلك الى جانب آخرين، وكيف أصبحت الولاياتالمتحدة من أنصار الإخوان المسلمين، وتعمل على إضعاف حلفائها فى المنطقة وتقوية ليس فقط الإسلام الجهادى ولكن أيضا إيران، على خلفية المفاوضات الفاشلة بشأن برنامجها النووى. وأنهى مزئيل مقاله زعماً أن الحرب فى غزة، أكثر من كونها مرتبطة بالقضية الفلسطينية، هى جزء من هجمة الإسلام الراديكالى على المنطقة بأكملها. وهى جزء حرب ثقافية تدار حاليا فى المنطقة منذ سنوات، وتسببت بالفعل فى العديد من الضحايا ودمرت حتى الآن ست دول وهى (السودان، الصومال، ليبيا وسوريا والعراق واليمن)، كما أنها فى الطريق الى لبنان و إذا لم يتم إيقاف هذا الاتجاه، سوف يتوغل الى السعودية ودول الخليج وستكون ضحية للإسلام الراديكالي. الاتحاد الأوروبى يتجاهل هذا منذ سنوات والآن انضم اليه إدارة أوباما.