رأى السفير الإسرائيلي الأسبق لدى القاهرة "تسفي مزئيل" أن فوز الدكتور محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية المصرية هو إيذان ببداية سيطرة الإسلام وأحكام الشريعة على الدولة، متوقعاً تدهور العلاقات بين مصر وإسرائيل، وملمحاً إلى أن إسرائيل قد تضطر لدخول سيناء بسبب دعم الإخوان المسلمين لحماس وللإرهاب في سيناء. وأضاف مزئيل في مقاله المنشور بموقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي أن الإخوان المسلمين سيحاولون الآن ترسيخ حكمهم بمختلف أنحاء مصر، متوقعاً أن تكون الخطوة الأولى للرئيس محد مرسي هي إلغاء قرار المحكمة الدستورية بحل البرلمان وإعادة مجلس الشعب بعدما أعلن بالفعل عن رغبته في حلف اليمين أمام البرلمان وليس المحكمة الدستورية، زاعماً أنه في اللحظة التي سينجح فيها مرسي في إعادة البرلمان ذى الأغلبية الإسلامية سيحرص على بلورة البرلمان لدستور إسلامي تستند كل قوانينه على أحكام الشريعة، مشيراً إلى أن مصر عندئذ ستصبح بالقطع في أيدي الإخوان المسلمين وتكون المهمة قد أنجزت على أكمل وجه. كما زعم السفير الإسرائيلي الأسبق أن إحدى الخطوات القادمة لمرسي ستكون إحالة كبار جنرالات الجيش المصري للتقاعد، بما فيهم رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة محمد حسين طنطاوي، الأمر الذي سيمكنه من السيطرة على الجيش بعدما يعين أحد رجال الإخوان المسلمين قائداً أعلى للجيش، وبذلك سيحكم السيطرة على كافة مراكز القوى بمصر. وأضاف مزئيل أن الإخوان المسلمين سيفرضون الإسلام في مصر، حتى لو حدث ذلك بشكل تدريجي، متوقعاً أن حالة عدم الاستقرار التي ستسود مصر خلال الأشهر القادمة قد تشعل فتيل ثورة جديدة. وتابع مزئيل بأن مصر الإخوان المسلمين لن تكون بعد الآن حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب وإيران، مشيراً إلى أنه رغم أن الدكتور مرسي أعلن بالفعل أنه سينسحب من حركة الإخوان المسلمين بعد فوزه ويشكل حكومة مختلطة، وأنه سيفعل ذلك بالفعل، إلا أنه يجب الأخذ بالحسبان أن السيطرة على الدولة تستحق فعل أي شيء، زاعماً أنه لا يجب نسيان أن مرسي سيظل يعتنق أيديولوجية الإخوان المسلمين حتى لو انشق عن صفوفها. ويواصل مزئيل دس سمه قائلاً: لا أصدق أن مرسي المنتمي للمذهب الأكثر تشدداً بحركة الإخوان سينسلخ من الحركة أيديولوجيا، متوقعاً أن يكون رئيس وزراء مصر القادم من حركة الإخوان المسلمين لأن ثمة واحدا من خارج الحركة لن يقبل أن يكون دمية في أيدي الإخوان، على حد زعمه. ويتحسر مزئيل على خسارة الفريق أحمد شفيق، مشيراً إلى أنه لو كان قد نجح لسار على درب مبارك، وعمل على تعزيز العلاقات مع إسرائيل لأنه يعرف قدرة تل أبيب على مساعدة مصر، زاعماً أن الإخوان المسلمين يعتنقون آراء معادية للسامية، متوقعاً تدهور العلاقات بين الدولتين في الأشهر القليلة القادمة. وفيما يتعلق باتقاق السلام مع إسرائيل، رجح مزئيل أن الإخوان المسلمين لن يرغبوا في تجميد الاتفاقية على الفور، ولكنهم سيقللون الحوار بين الجانبين، مشيراً إلى أن الإخوان سيفتحون المعابر مع غزة أمام حركة انتقال البضائع بما في ذلك السلاح، بحيث لا تكون هناك حاجة لأنفاق التهريب. وأضاف مزئيل أنه يأمل ألا تضطر إسرائيل بعد صعود الإخوان المسلمين لدخول سيناء، مشيراً إلى أنه على يقين تام بأن الإخوان المسلمين سيفضلون السماح لحماس بالعمل بشبه جزيرة سيناء وتشجيع الإرهاب بدلاً من الحرب المباشرة ضد إسرائيل.