الفيوم واحدة من المحافظات التى أصبحت تعانى من انتشار الكتل الخرسانية التى أقيمت على الأراضى الزراعية على شكل ناطحات سحاب تمنع الهواء عن سكان المدينة التاريخية التى عرفت منذ عصور ما قبل التاريخ بمصر الصغرى وأقيم على أرضها أقدم طريق فى العالم وبصحرائها أقام الفراعنة أهراماتهم فى هوارة وميدوم وشيد الرومان معابدهم فى كرانيس وقارون هذه المحافظة تكاد تختفى من الوجود خلال العامين الماضيين حيث انتشرت ناطحات السحاب والتى تتخطى فى ارتفاعها أهرامات الجيزة مما كان له أكبر الآثر فى حجب الهواء عن كثير من المناطق خاصة وأن ناطحات السحاب أقيمت بشكل عشوائى ولا يفصلها عن بعضها سوى حارات لا تتعدى عرضها 4 أمتار باختصار أصبحت مناطق عشوائية لأن قانون البناء لا يسمح بارتفاعات أكثر من 7 طوابق نظرا لطبيعة الأرض الطينية التى تتميز بها جميع المناطق التى يعيش عليها أغلب سكان المحافظة. فى منطقة المسلة وحدها أقيم حوالى 140 برجا بارتفاع 14 طابقا فى مساحة لا تتعدى 10 أفدنة ولا يفصلها إلا شوارع عرضها 4 أمتار ناهيك عن ناطحات السحاب بمنطقة باغوص والتى تخطت شروط التقسيم والتى يزيد عددها على 150 برجا بالإضافة إلى ناطحات السحاب التى أقيمت بمنطقتى دلة ومصطفى حسن والسلخانة والشيخ حسن والساحة وجميعها بدون ترخيص وأن القليل المصرح له بالبناء بأرتفاع يتراوح ما بين 5 طوابق و7 طوابق. محمد صبحى «مقاول» يكشف عن اقامة حوالى 700 ناطحة سحاب بالفيوم مؤكدا أن تكلفة الناطحة الواحدة يتعدى 7 ملايين جنيه. وتساءل صبحى عن حقيقة الأموال التى تقام بها هذه الناطحات ومن أين جاءت ومن ورائها خاصة أنها تتعدى ال 5 مليارات جنيه. وأشار صبحى إلى أن العديد من ناطحات السحاب أصيبت بهبوط وتشققات نتيجة عدم تحمل الأرض لهذه الارتفاعات إضافة إلى ضعف الأساسات الأرضية وعدم شفط المياه الجوفية الموجودة أسفل هذه الأبراج الشاهقة . ويقول الدكتور محمد مراد أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة الفيوم إن هناك ناطحات تصل إلى 15 طابقا فى شارع لا يزيد عرضه على 6 أمتار لافتا إلى أن القانونى ينص على ضرورة أن يكون عرض الشارع 36 مترا لتقام مبان يصل ارتفاعها 15طابقا وهو الشرط الذى لا يتواجد فى لهذه الأرتفاعات وقال إستاذ الهندسة المعمارية بجامعة الفيوم إن ضيق الشوارع لا يعطى فرصة للأرض لتحمل الأحمال الثقيلة وبالتالى يحدث الهبوط الذى يؤدى إلى الانهيارات. وأضاف مراد أنه يتم تحميل المتر المربع فى المبانى المخالفة بحوالى 20 طنا من الرمل والزلط والحديد و هو ما يمثله مخالفة فنية مشيرا إلى عدم وجود قوة رادعة لوقف هذه المهازل التى انتشرت فى الفيوم بصورة مخيفة. ويلفت عبدالعليم العمدة « محام» إلى أن ناطحات السحاب المخالفة تؤثر بالسلب على اختفاء إشارة المحمول حيث المبانى الشاهقة تمنع وصولها إلى مدينة الفيوم وهى ما يؤثر بشكل مباشر على قاطنى المناطق المجاورة لهذه الأبراج. من جانبه يعترف المهندس مشرف خليفة رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى فى الفيوم بوجود سرقات للمياه من قبل أصحاب ناطحات السحاب الجديدة بداية منذ إنشائها وحتى نهو عملية البناء وأن ذلك أثر بالسلب على كميات المياه المنتجة للمنازل والعمارات المرخصة وأنه يتم حاليا توسعة محطة مياه الشرب بالعزب لمواجهة الأعمال المتزايدة على محطات المياه بالمحافظة.. وأن هناك قرارًا صادرًا من مجلس الوزراء يعطى الموافقة على توصيل المياه للمخالفات داخل الحيز العمرانى وليس البناء على الأرض الزراعية. ويكشف المهندس حسين الصباغ رئيس قطاع الكهرباء بالمحافظة أن هناك ما يؤكد أن أجهزة الكهرباء تقوم بتحصيل ما يقرب من 3 ملايين جنيه شهريا غرامات سرقة التيار الكهربائى وأن مخالفات الأبراج الشاهقة المخالفة تتعدى 1800 مخالفة والتى تحسب على عدد الشقق.