بدأت إيران وقوى العالم الستة (بريطانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا والصين) أمس الجولة الأولى من المحادثات فى فيينا بشأن اتفاقية طويلة الأمد بخصوص البرنامج النووى الإيرانى. وتعد المحادثات خطوة استكمالية للاتفاقية المؤقتة التى تمت الموافقة عليها فى نوفمبر الماضى، إذ وافقت إيران على الحد من تخصيب اليورانيوم مقابل التخفيف الجزئى للعقوبات. وقبل بدء الاجتماعات، عبرت كلٌ من إيران والولايات المتحدة عن أملهما فى التوصل إلى حل سريع. ويشك الغرب فى أن إيران تطور أسلحة نووية، فيما تنكر طهران ذلك. ويريد الغرب من إيران أن تحد بقوة من نشاطها النووى لضمان عدم قدرتها على تكوين قنبلة ذرية سريعًا. فى حين تؤكد إيران أن كل أنشطتها النووية سلمية وأنها ستستمر، كما تطالب برفع العقوبات التى أنهكت اقتصادها. ولدى الطرفين فرصة حتى 19 يوليو للتوصل لحل نهائي. فى سياق متصل قللت كل من طهران وواشنطن من الطموحات بإمكانية التوصل لاتفاق نهائى فى وقت قريب. واتفقت وجهتا نظر إيران والولايات المتحدة على صعوبة إن لم يكن استحالة التوصل إلى اتفاق طويل الأمد بينهما خلال الأشهر المقبلة. وبالتزامن مع ذلك قلل مسئول بارز فى الإدارة الامريكية من التوقعات المنتظرة من جولة التفاوض الجديدة والتى تعد الأولى على مستوى الخبراء منذ توصل الطرفين إلى اتفاق إطارى قبل نحو 4 أشهر. وقال المسئول الأمريكى إن المفاوضات «معقدة وصعبة وتأتى ضمن عملية طويلة». وكان الاتفاق الإطارى قد قضى بتقليل طهران بعض أنشطتها النووية مقابل تخفيف بعض العقوبات الإقتصادية المفروضة عليها فى انتظار مزيد من جولات التفاوض للتوصل لاتفاق نهائى. وفى حالة توصل الطرفين إلى اتفاق نهائى سيفتح ذلك مجالا لتجنب مخاطر حرب جديدة فى الشرق الأوسط وتوسع الاستثمارات الغربية فى المنطقة وإنهاء تاريخ من العداء بين إيران والولايت المتحدة. من جانبه أكد وزير الخارجية الايرانى محمد جواد ظريف مجددًا أن البرنامج النووى الايرانى لا يهدف مطلقا الى أغراض عسكرية. ونقلت وكالة «فارس» الايرانية أمس عن ظريف قوله للصحفيين عقب اجتماعه مع منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى كاثرين اشتون فى العاصمة النمساوية فيينا الليلة الماضية، إن البرنامج النووى لا علاقة له بالأغراض العسكرية ولا علاقة للبرنامج العسكرى الايرانى بالمفاوضات الراهنة أيضا. وأضاف وزير الخارجية الايرانى: إن مسألة الوصول الى حل شامل يستغرق وقتًا طويلا فى برنامج العمل المشترك الذى تم تحديد 6 أشهر له ومن الممكن تمديده الى ستة أشهر أخرى. وتابع ظريف: إن مجموعة «5+1» دخلت المحادثات بإرادة الوصول الى حل وتفاهم، مضيفًا: إن بلاده ستبدأ المفاوضات الثلاثاء للوصول الى نتيجة مرضية.