لأن الضرب في الميت حرام لم أحاول أن أتكلم عن الحزب المسمي بالوطني، فثقافتنا لا تقبل التشفي.. لكن ما يجري علي الساحة من محاولات مستميتة من جانب فلول هذا الحزب شيء يدعو للدهشة والاستغراب، فبعد كل هذه الفضائح التي صنعها الحزب بسياساته الخرقاء ورجاله تلك الفضائح التي تحوي قصصا للفساد والإفساد لا مثيل لها علي مر التاريخ بطوله وعرضه، الفساد الرأسي يلتحم بالفساد المحوري ومن ثم حدث التوسع الأفقي. لقد كان النظام السابق وبطانته المفسدة أبطالا لأضخم سيمفونية فساد عرفها العالم بأسره، لقد شارك الجميع، جميع قيادات ونواب وأعضاء الحزب الوطني في هذه الجرائم، فالفاسد لم يفسد إلا بوجود مفسد والمفسد لن يستطيع أن يؤدي مهمته الا بوجود أغطية تشريعية وقانونية وإعلامية، إنني لا ألوم الفاسدين الذين استغلوا المناخ الفاسد ونهشوا في أعراض الوطن بقدر ما أحمل المسئولية لمن شرع وفصل القوانين علي مقاس الفاسدين. كما أن الإعلاميين الذين هللوا وصفقوا وبشروا الشعب المسكين بغير الحقيقة عليهم اللعنات من ربهم، إن مصر وقعت تحت حكم جماعة لها قانونها الشيطاني وبكل جراءة أقول إن هؤلاء الذين شاركوا في تضليل الشعب وسرقة مقدراته سواء بالمشاركة أو بالصمت عليهم لعنة الله ولعنة الشعب، إنني أكتب هذا المقال وأنا أري وأراقب عن كثب تحركات بعض فلول الفاسدين من قيادات الحزب الوطني لبعث حزبهم من جديد في محاولة منهم للحفاظ علي ما سرقوه وما نهبوه، إن كل واحد من هؤلاء يحاول أن يغسل يديه ويبرئ نفسه من الجرائم والنكبات التي ارتكبها الحزب والغريب أن هؤلاء يتحدثون عن الحزب ببلاهة شديدة وكأنهم لم يكونوا جزء لا يتجزأ منه. والآن هل يحق لهؤلاء أن يتحولوا ويركبون الموجة ويقوم كل منهم بإزالة المساحيق القديمة التي تغطي وجوههم ليقوموا بعمليات تجميل جديدة تتناسب مع المرحلة الجديدة، إن هؤلاء بدأوا في استخدام عبارات جديدة وشعارات جديدة وبدا كل منهم في البحث عن خارطة طريق خاصة به، يحاول من خلالها العبور الي مرحلة جديدة. إنهم يحاولون الحفاظ علي وضعهم ونفوذهم داخل المجتمع مستغلين أدوات بالية هي العصبية والقبلية والمجاملات الإجتماعية.. تلك الأدوات التي أودت بمصر وبمستقبل مصر الي الهاوية لكل ما سبق أنادي بضرورة حل هذا الحزب تماما وتؤول جميع ممتلكاته الي الدولة لانها كانت في الأساس ملكا للدولة. هنا أقترح أن يستخدم الإعلام عبارة "الحزب المنحل " ويمكن في خطوة تالية أن يتم حظر قيام حزب جديد علي أنقاض الحزب القديم فكفي بالمرء إثما أن يكون كادرا من كوادر هذا الحزب الذي أفسد الحياة في وطن بحجم مصر ويمكن أن نطلق عليه "الحزب المحظور" إنني لا أريد أن أشيع روح التشفي والانتقام في حزب بات في عداد الاموات فكما قلت فإن الضرب في الميت حرام، لكن هل يمكن للمواطن المصري أن يري قيادات هذا الحزب مرة أخري في أي عمل سياسي جديد، إن علي هؤلاء وغيرهم من كوادر الحزب علي جميع المستويات التنظيمية والشعبية أن يعلنوا انسحابهم تماما وبغير رجعة من الحياة السياسية المصرية، فليترك هؤلاء طواعية الساحة للشرفاء والمخلصين من أبناء هذا الوطن. ومن أجل تفعيل ذلك يجب ان يتم تأجيل الإنتخابات التشريعية القادمة الي ما بعد انتخابات الرئاسة بما يتيح الفرصة للأحزاب الجديدة في ترتيب أوراقها، علي أن يتم إجراء الإنتخابات بالقائمة النسبية بعيدا عن النظام الفردي الذي يدمر ويقطع أوصال المجتمع حيث العصبية والقبلية والرشاوي الإنتخابية، وطالما نحن بصدد الإصلاح الشامل فعلينا أن نقوم بإلغاء ما يسمي بالخمسين % عمال وفلاحين فهؤلاء ليسوا عمالا وليسوا فلاحين. ومن الآن وصاعدا علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها فالقط لا يجوز أن نسميه مشمش وقيادات الحزب المنحل والمحظور لا يمكن أن نسميهم سياسيين.. عاشت مصر وسقط الخونة.