وبمراجعة مذكراتها - المليئة بالحكمة والحواديت لاحظت أنها تنهي القصة بعبارة : وعاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات دلالة علي خاتمة سعيدة للحدوتة إنه تفاؤل يا خالتي لكن زماننا الحالي - الآن وفوق مكاتبنا البيروقراطية وتنظيماتنا الثقافية تسمع بعد السعال المتحشرج للكبار لزوم تسليك «الجاعورة» تمهيداً لإعلان بيان - يقول الثابت - أو التابت أو النايت في موقعه منذ زمن طويل كبداية للحكاية، وأيضاً كاستمرار للحكاية وكمان لنهاية الحكاية.. يقول الجاعورة في إرهاق مفتعل وهو يشد نفس السيجار وإن لم يوجد ( فالسيجارة) - احنا جيل تعب جداً مرهقين جداً - هدفنا تنمية الأجيال وعاوزين نسلم المسئولية لغيرنا من الأجيال الجديدة - لكن فين همه - في علم الغيب، فيه ولاد حلوين - لكن للأسف لسه عاوزين وقت - وخبرة وشوية (طهي) في مطابخ العلم والتدريب. ويسعل سيادته بشدة في حزن ويقول«الواحد لسه هنا غصبًا عنه، ويصرخ مثل عادل إمام، «دانا غلبان». نفسي بقة أسيب الخدمة المرهقة دي وارتاح وأتفرغ للإبداع أو للراحة والفسح. ويقول (الثابت الدائم) والله لولا المشاريع المعلقة والأبواب المفتوحة -لكنت استقلت وتركت الفرصة للأجيال القادمة. - لكن.. نقط.. نقط.. نقط.. مجرد رغي ومبررات لا داعي لذكرها تؤكد عدم رغبة الزبون في ترك المكان لغيره حتي ولو خرموا عينيه بسيخ محمي وحول هذا الزبون جماعة من المرتزقة المقاطيع يسمعون يومياً لكل هذه (الثرثرة) ويحفظون تماماً دورهم، فهم (جوقة للكذب) والتأمين علي ما يقوله، ولماذا لا وهم يتقاضون الأجور المناسبة والتي تجعلهم مجرد مساطب وجرادل في حضرة المتحدث الكبير نهر المعرفة. يوافقونه وينافقونه ولا أريد أن أظلم بعضهم فهم كذلك يوجهون أفكاره الشريرة لخراب البيوت ومعاقبة المعترضين، وكذلك هم جهاز لرسم السهرات والليالي الملاح واقتراح المزيد من أسباب المتعة والسرور، إنهم حاشية موافقة ومنافقة ومتوافقة. وبعد مرور عدة سنوات أو بضع خبرات ومع عواء (الكورس) يتوهم الكبير الخطير أنه معصوم من الخطأ - مفوه - عبقري موهوب وظريف وخفيف الدم والروح. وتمر الأيام وتستمر عملية خنق الصبيان والبنات، إذ لا تأتي الفرصة ولو من باب الخطأ لهم لممارسة ولو محاولة أو تجربة - فهم من وجهة نظر السيد الكبير (عديمو خبرة ودراية ولسة شوية عليهم). وتمتد هذه القصة السخيفة لسنوات طويلة. ولا تتمكن جدتي من إنهاء الحدوتة، فالأحداث لا تتحرك ولا الشخصيات، وبما أن الكبار والحمد لله في تبات وثبات فلا مجال إلا لخنق الصبيان والبنات نحن في انتظار أمل أمل في جيل قادم نكمل به الحكاية.