تابع ملايين البشر فى العالم أجمع المؤتمر السنوى الكبير فى الحج وسعد من أدى هذه الفريضة وتمنى أن يكون حجه مبروراً إلا أن فريضة الحج وبرها لا يتوقف عند اداء المناسك فلابد وان يلحقها الحاج بأمور هى من تمام الفريضة، باعتبار ان الحج يربى النفس وبره يتوقف على ما يستمر عليه الحاج أثناء الحج وبعده من سلوكيات. فمن جانبه يرى الدكتور محمد عبدالعزيز امين لجنة الفتوى بالجيزة سابقا ان اهم السلوكيات التى يجب على الحاج ان يتمسك بها هى روح شعائر الحج من طواف واحرام وقص الشعر والجلوس على عرفات حيث إنها تعود التسامح والو حدة والتآلف وعدم الخلاف والصبر على المشقة. أضاف ان الحج ينبغى ان يترك فى نفس الحاج عقب عودته عدم الجدال لانه يؤدى للفرقة ، كما لابد على الحاج ان يمتنع عن كل العادات السيئة حتى يستمر معه ثواب الحج واثره. واضاف يجب على الحاج بعد عودته من الحج ان يداوم الاستقامة على طاعة الله بعد أداء النسك وأن يكون حاله مع الله بعده أفضل مما كان عليه قبل الحج وقد قيل للحسن البصرى الحج المبرور جزاؤه الجنة قال: آية ذلك أن يرجع زاهدا فى الدنيا راغبا فى الآخرة . من جهته يقول الدكتور اسماعيل شاهين نائب رئيس جامعة الازهر السابق ان اهم السلوكيات التى يجب ان يتبعها الحاج ان يظهر التضرع والتقرب إلى الله تعالى على الا يكون على حساب إيذاء الناس. وتابع: لابد ان يتعلم الحاج ترك المعاصى وعدم الكذب على الناس لقضاء مصلحته، وعليه عقب عودته ان يقف مع نفسه وقفات ويتأمل حاله ويراجع قلبه ويصحح سيره ويدعو الله ان يثبته ويحافظ على هذا العمل من المحبطات والآفات وتجنب المعصية. اسامة سليمان احد علماء جماعة انصار السنة المحمدية يقول إن فريضة الحج ربط بين العبادة والأخلاق والسلوكيات حيث قال تعالى «وأذن فى الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق»وتبعه بقوله «ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه واحلت لكم الانعام الا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور». واضاف سليمان هناك امور وسلوكيات حرمها الله تعالى اتبعها كثير من الناس وينبغى على الحاج فى الحج وبعده ترك هذه المعاصى ومنها السباب والشتم والقذف «فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج» ويجب على المسلم أن يعيش روح الحج وأن ينزل نفسه عما يشوبها فى الأحوال العادية وليرتفع درجة أعلى من درجته. واشار سليمان الى انه يجب على الحاج عقب عودته تجنب الاخلاق السيئة والالتزام بالصبر والسكينة وتحرى المال الحلال عند الحج بجانب تجنب الجدال والمحافظة على اوقات الطاعة وعدم مزاحمة الضعفاء ومراعاة الآخرين لأن أماكن الحج لا تجوز فيها المخاصمة. وشدد أنه يجب على الحاج بعد عودته من الحج ان يغير سلوكه وحياته من اسلوب المعاصى الى أسلوب الطاعة حتى يستقيم على الشرع. واكد اسامة القوصى الداعية السلفى انه يجب ان يكون التعامل مع الحج على انه ركن من اركان الاسلام وهو على القادر المستطيع وان الحاج ما ادى أمراً زائدا بل فعل فريضة وينبغى ان يعلم الجميع ان ما تعارف عليه المصريون من تهنئة الحجيج ليس من الدين وليست من العبادة واضاف: هناك بعض العادات تتنافى مع الحكمة من الحج وهو فريضة ينبغى علينا ان ننظر اليها على انها تكليف لا تشريف وينبغى ان يكون بإصلاح النية. واوضح ان البعض يفعل طوال العام ذنوباً كثيرة ثم يذهب للحج وهو ما يتنافى مع فريضة الحج التى هى محطة فى عمره لتحصيل زاد التقوى وهو تصفير الذنوب بشرط عدم الجدال والفسوق فى الحج، مشيرا الى أن الحاج يجب بعد عودته من أداء فريضة الحج أن يكون على مستوى الفريضة والعودة من غير ذنوب والا يكون مصرا على ارتكاب نفس المناهى قبل الحج وان يحرص على رضا الله.
