هناك الكثير من الأمور التى يجب على الحاج الالتزام بها حتى يتحقق له ما يرجوه ويكون حجه مبروراً ، يأتى فى مقدمة هذه الأمور النية الصالحة، وذلك بإخلاصها لله تعالى. فتوجه المسلم للحج يستلزم توجيه نيته لله تعالى ، وتنقيتها من شوائب الرياء، أو الرغبة في تحصيل المنزلة العالية عند الناس ، فحينئذ يؤجر في تعبه ونفقته ، وإلا كان سفره وتعبه ونفقته وبالاً عليه. والأمر الثانى هو "الاستخارة" ، والحج لا استخارة في شأنه، فإنه إما واجب إذا كان لأول مرة، أو مندوب بعد ذلك ، وإنما تكون الاستخارة في شأن الرحلة ، والرفقة ، ووسيلة النقل، وغير ذلك ، فيصلي ركعتين من غير الفريضة ، ثم يدعو قائلاً: ((اللهم إني أستخيرك بعلمك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن أمر كذا ويسمي حاجته خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، (أو عاجل أمري وأجله) فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه،وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي، وعاقبة أمري (أو عاجل أمري وأجله) فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به). وعلى الحاج أن يستشير من يثق بدينه وعقله في توقيت السفر وشأن الرحلة ، ونوع الرفقة ووسيلة النقل وغير ذلك، وأن يقوم بتسديد ما عليه من ديون، ويستحيل من كان له عنده مظلمة، وذلك قبل سفره، حتى لا يحج وفي ذمته حقوق ومظالم للناس. كما يجب عليه استئذان الوالدين وطلب الدعاء منهما فإنه من أعظم أسباب جلب البركة، وإبعاد أسباب الشقاء. وتعلم مناسك الحج والعمرة من الأمور التى يجب على الحاج الالمام بها ،فإنه ما دام قد شرع في التجهيز للحج والعمرة، فقد وجب عليه أن يتعلم ما يصحح عبادته، ويتجنب به ما يبطلها ويؤثر على صحتها ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم)) فينتقي المفيد من الكتب وأشرطة التسجيل الموافقة للسنة، أو على الأقل يصحب رفقة فيها أحد من أهل العلم بالمناسك حتى يسأله عند الحاجة. وبعد ذلك تأتى "التوبة النصوح" للحاج من كل المعاصي والذنوب ، وهي واجبة دائما وعلى العموم، للأمر بها في القرآن والسنة، وهي متأكدة هنا قبل هذا السفر، حتى تكون الرحلة رحلة ربانية مباركة. والإكثار من الدعاء، فإن دعوة المسافر مستجابة لحديث: ((ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم)) فيكثر من الدعاء لنفسة ولأهله وولده وإخوانه، بخيري الدنيا والآخرة، وأحسنه ما كان بالمأثور من الدعاء. وكف الأذى عن الآخرين من الأمور التى يجب على الحاج الالتزام بها ، وذلك بكف لسانه ويده عنهم، وعدم إيذائهم بالمزاحمة وغيرها ، وعدم رفع الصوت عليهم ، أو التشويش عليهم ، وغير ذلك مما يكون عند الطواف والسعي ورمي الجمرات. ويدخل في ذلك وجوب الكف عن حرمات المسلمين فلا يزاحم النساء أو يتمسح فيهن، ولا يطلق فيهن بصره، ولا يحاول هتك الأستار للاطلاع على الحرمات ، فإن المعصية تزداد خطورة في الحرم. كما على الحاج اجتناب الرفث والفسوق والجدال كما قال الله تعالى: {لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}. فلا يرتكب المحرمات، ولا يجادل إلا لإظهار السنة بالتي هي أحسن، وإذا لم يستجب له فلا يماري. ويحاول الاكثار من الصمت والتفكير لأن هذا كله يعينه على الخشوع والتدبر ويجعل المرء أبعد عن المعاصي ، وأقرب إلى قبول العمل. وعليه الحرص على ملازمة السنة في المناسك ، فلا يجب على الحاج فعل ما يفعله الجاهل والمبتدعون مما يخالف السنة في الأقوال والأعمال ، والمخالفات، والأذكار المبتدعة. وملازمة التقوى لله، فيجب على المرء أن ينكسر بين يدي الله تعالى، وأن يخشع له، وأن يذل أمامه، وأن يتواضع لله، وأن يستحضر مراقبة الله تعالى دائماً لخلقه، فإن هذا يعينه على طاعة الله، وأن يلازم الطاعة ، ويجتنب المحارم. ويحافظ على الصلاة لوقتها ، فلا يمكن أن يحج ويعتمر دون صلاة، لأنه يكفر بذلك ، فلا يقبل منه عمله الصالح، والصلاة أعظم من الحج والعمرة إن كانوا صادقين.