كتب: لواء عبد المنعم سعيد بعد أن تحقق نصر أكتوبر العظيم كتبت مقالاً تحت عنوان روح أكتوبر العظيم وأوضحت فيه كيف كانت تضحيات جيش مصر الباسل في سبيل الواجب والشرف وكيف وقف شعب مصر خلف قواته المسلحة وقفة رجل واحد مؤازراً لها وداعماً حتي تحققت كامل الأهداف والمهام في تحرير الأرض. وتتداعي أمامي تلك الأيام الصعبة بحلوها ومرها مستلهماً عظمة شعب مصر الوفي الكريم الذي حافظ علي سلامة الوطن والجبهة الداخلية كما كان حارساً أميناً علي الشعب المصري بأفراده وأبنائه وممتلكاته. وتمر الأيام والسنوات ليأتي نصر آخر عندما هب شباب مصر مؤيداً من قوي الشعب في الخامس والعشرين من يناير ومحمياً من قواته المسلحة والتي مكنته من التعبير عن كل ما يجول بخاطره في حرية واطمئنان منذ اللحظة الأولي حيث أعلنت صراحة أنها تؤمن أبناء مصر الأوفياء وأنها لن تطلق طلقة واحدة تجاهه.. إلي أن حقق شباب مصر نجاحاً باهراً في تنفيذ مطالبه جميعها. وجدت نفسي أستعيد ذاكرة ما كتبته في مقالي بعد تحقيق نصر أكتوبر المجيد تحت عنوان «روح أكتوبر العظيم» فسطرت بقلمي هذا المقال عن روح يناير العظيم.. وقد يسألني سائل هل للشهر روح؟! فأجيب إن المقصود هو صفات مجموع أرواح الشعب المصري الغالية التي التفت حول شبابه الأوفياء الذين هبوا يطرحون آمالهم وآمال شعب مصر العظيم، كما أن لهذه الروح صفات واضحة المعالم لمن يتعمق في فهمها ودراستها ألخصها فيما يلي: الصفة الأولي: الإيمان العميق بالله لقد آمن شبابنا بالله سبحانه وتعالي إيماناً قوياً سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين وكانوا يؤدون صلواتهم في ساحة اللقاء كل منهم يحرس الآخر في مظهر حضاري أكاد أزعم أننا لم نشهد ذلك من قبل فالمسلم يحمي ويؤمن المسيحي والعكس فإن المسيحي يحمي ويؤمن المسلم.. ويا لها من روعة. الصفة الثانية: حب الوطن أجمع الكل علي الحب الشديد لمصر ورفعت شعاراتهم تحمل «مصر أولاً» وبرزت النزعة الوطنية الصادقة بين الجميع واستشعروا أهمية ودور مصر في الوطن العربي بل في العالم أجمع وأنها أرض الكنانة. الصفة الثالثة: التفاني في أداء الواجب استشعر الجميع أهمية حماية الوطن ورفع شأنه ليؤدي دوره الوطني بكل شفافية واقتدار لنهضة مصر وشعبها بالعمل المخلص والشاق وأن كل المصريين سواء في الحقوق والواجبات. الصفة الرابعة: التفاف الشعب حول أبنائه الشباب لقد أيقن شعب مصر أنه يمتلك شباباً مصرياً مثقفاً وقادراً علي صنع المعجزات وعلي قدر عال من العلم والمعرفة وأنه علي استعداد لتحمل المسئولية في سبيل حرية الوطن ومواطنيه فالتفوا حول أبنائهم وبناتهم يحبون نجاحهم. الصفة الخامسة: الإيمان بالعلم والتكنولوجيا لقد استخدم شباب الثورة التقدم العلمي والتكنولوجي في وضع مخططاتهم ولقاءاتهم وتنفيذ أهدافهم وتحديد أماكن تجمعهم بدقة ومهارة متناهية ويبدو أن ما قام به هؤلاء الشباب لم يحدث في أي بقعة في العالم أجمع. الصفة السادسة: طهارة الأداء والقصد لقد تميز أداء الشباب بالسمو والرقي والنقاء، وبالرغم من عدم وجود قيادة موحدة لهم فقد استطاعوا تكوين مجموعات منسقة حققت ما لم يكن أحد يتصوره. بهذه الصفات جميعها أمكن للشباب توحيد كلمتهم وشكلت روحاً واحدة فيما بينهم امتدت لتشمل كل شباب الوطن ولهم مني كل تقدير ومحبة في ظل شعار «مصر أولاً» وصدق الشاعر أبو القاسم الشابي حين قال: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق