تشهد مدينة السلوم نزوح آلاف المصريين العائدين من الجماهيرية الليبية، بعد التدهور الشديد في الوضع الأمني، حيث بلغ عدد القادمين حوالي 12 ألفًا من المصريين بالإضافة إلي مئات من الجنسيات الأخري صينيين وكوريين وأتراك وسوريين وبعض الأفارقة ومعظمهم من الذين يقيمون بالمنطقة الشرقية في ليبيا. وسمحت السلطات المصرية بدخول المساعدات الطبية والإنسانية التي بلغت 8 قوافل طبية عبر منفذ مساعد البري إلي الأراضي الليبية، من بينها قافلة مكونة من خمس سيارات أرسلها اتحاد الأطباء العرب كما دخلت قافلة مساعدات جديدة عبارة عن 30 سيارة نصف نقل إلي داخل الأراضي الليبية تبرع بها أبناء محافظة مطروح إلي الشعب الليبي. وأكد شهود عيان قادمون من ليبيا سقوط مدينة سرت أحد أهم معاقل العقيد القذافي، حيث إنها مسقط رأسه كما سقطت مدن القطاع الغربي، بداية من رأس سدير غربًا وحتي الحدود التونسية، لتنحصر سيطرة العقيد القذافي داخل مدينة طرابلس وحتي مدينة الزاوية شرقًا. وأشار الشهود إلي أن الوضع الأمني قد استقر وبشكل نسبي في الجانب الشرقي للجماهيرية الليبية في يد المتظاهرين والذي يبدأ من مدينة مساعد شرقًا وحتي مدينة بنغازي غربًا وبطول خمسمائة كيلو متر، بعد أن سيطر عليه الثوار في الوقت الذي انسحبت فيه تمامًا قوات حرس الحدود الليبية من الحدود الفاصلة بين مصر وليبيا. وأكدت قبائل بمطروح أولاد علي والقطعان والجميعيات والسننة دعمها الكامل للثورة الليبية، رافضين ممارسات الرئيس الليبي ونظامه ضد أبناء عمومتهم وأقاربهم بليبيا، وكذلك محاولات زرع الفتنة وإثارة الوقيعة بين قبائل مطروح وقبائل ليبيا. وقال محمد ك.ع شاهد عيان: إن طائرات حربية قصفت العديد من المواقع في طرابلس أمس، وأن ما شهدته المدينة أمر لا يمكن تخيله فالطائرات الحربية والهليوكوبتر تقصف منطقة بعد أخري بلا تمييز، مؤكدًا أن عددًا كبيرًا من القتلي سقطوا خلال القصف، وأضاف: إن القصف لا يزال مستمرًا وكل من يتحرك حتي ولو في سيارته يتعرض للقصف. وأكد سلومة.ح من أهالي مطروح أن السلطات الليبية الموالية لنظام القذافي تستخدم الرصاص الحي الحارق الخارق المحرم دوليًا وبشكل عشوائي ضد أبناء الشعب الليبي فضلاً عن حملات الاعتقالات الموسعة من قبل الأمن الليبي بهدف إخماد ثورة الشعب وترويعه. وأوضح أنه شاهد أكثر من عشرة مصريين مقتولين بالرشاشات الآلية في طبرق وهي مدينة ساحلية علي البحر المتوسط، قريبة من الحدود المصرية، والذين قتلوا علي يد مرتزقة وبلطجية، لافتًا إلي أن جميع الجنسيات وخاصة المصريين والتوانسة يتعرضون لعمليات قتل جماعي من مؤيدي الرئيس الليبي مطالبين المجلس العسكري بالتدخل لوقف مذبحة جماعية تحدث ضد المصريين الآن. وأكد منير.س ناشط ليبي من شباب الثورة الليبية الذي قام بالتسلل عبر الحدود الليبية المصرية وبحوزته اسطوانات مدمجة عليها مقاطع فيديو وصور توضح العنف المفرط ضد الشعب الليبي من قبل نظام القذافي مشيرًا إلي أن كل مقاطع الفيديو والصور التي التقطت عبر الهواتف المحمولة سيتم جمعها وتوثيقها لكشف دموية النظام الليبي تمهيدًا لمحاكمة القذافي وجميع المسئولين بالنظام الليبي أمام المحكمة الجنائية الدولية. وقال تامر.ع مهندس بترول إن الأوضاع في ليبيا تشبه الحرب الأهلية فهناك إطلاق نيران وحرق متاجر ومنشآت ووجود جثث بالشوارع، مؤكدًا أن عددًا كبيرًا من المصريين والتوانسة تعرضوا للاعتداءات من جانب بعض العناصر التي اتهمتهم بالعمالة والتجسس. وأكد د.محمد أبوحمص مدير قطاع إسعاف الطرق السريعة لقطاع غرب الدلتا عن خطة استعدادات الاسعاف السريع لمواجهة نزوح المصريين والليبيين الفارين من المواجهات المسلحة بليبيا. وأكد أنه تم تجهيز 50 سيارة اسعاف بطول الطريق الدولي بداية من منفذ السلوم البري وحتي قرية رأس الحكمة شرق مدينة مرسي مطروح وبطول 300 كم، مشيرًا إلي وضع 20 سيارة اسعاف داخل مدينة السلوم لمواجهة أي طوارئ. من ناحية أخري شهدت مدينة السلوم مساء أمس الأول مظاهرات احتجاجية من الأهالي نددوا خلالها بممارسات النظام الليبي ضد شعب ليبيا، حيث احتشد ما يقرب من ثلاثمائة مواطن من أبناء مدينة السلوم أمس أسفل هضبة السلوم في تظاهرة تعد الثانية من نوعها ليعلنوا فيها موقفهم بشكل صريح من الثورة الليبية التي يدعمونها منذ أول يوم اندلاعها بكل من البيضاء وبنغازي. وقامت القوات المسلحة المصرية بسرعة إنهاء الإجراءات وتسهيل نقل المصريين العائدين إضافة إلي عدد من الجنسيات الأخري الذين تمكنوا من عبور الحدود اليوم، عن طريق أسطول بري من الأتوبيسات التابعة لشركات غرب ووسط وشرق الدلتا ووجه قبلي وشركة النيل لغرب الدلتا وشركة هاي جيت بالإضافة إلي قيام القوات المسلحة بالتعاون مع محافظة مطروح بتجهيز عدد ألف وجبة للقادمين وتجهيز عدد 2 مستشفي طبي متنقل أعلي هضبة السلوم.