«نعيمة عاكف» رائدة فن الاستعراض والمونولوج هكذا يصفها محبوها دائمًا، فعندما يذكر اسمها لابد أن يتذكر الجميع أعمالها السينمائية الخالدة التى قدمت خلالها توليفة فنية نادرة جمعت فيها بين المهارة التمثيلية والاستعراضية والكوميدية، ووضعتها فى منافسة شرسة مع سامية جمال وتحية كاريوكا، وقد أجمع الفنانون والنقاد على أن عاكف لم تأخذ حقها فى مصر رغم موهبتها الطاغية
حسن عفيفى: نيللى وشريهان أكملتا مسيرتها فى الاستعراض
نعيمة عاكف فنانة لم تأخذ حقها داخل مصر وقدر فنها بالخارج فقط وبالرغم من أن عمرها الفنى قصير فإنها تركت بصمة كبيرة فى شتى أنواع الفن من الرقص والغناء والمونولوج والتمثيل وتركت لنا ذكرى خالدة. وأضاف أن نعيمة عاكف فنانة استعراضية تعلم منها جيل بأكمله ومازالت حتى الآن تعلم الجيل الحديث.
وقال: لولا وجودها ما كانت لتظهر فنانات يجدن فن الاستعراض مثل شريهان ونيللى حيث تعلمتا من فنها وتأثرتا بها ثم ظهرت شخصيتهما الفنية. وبرر الفنان حسن عفيفى اختفاء فن الاستعراض فى هذه الفترة بأن الاستعراض له تكلفة عالية بالإضافة إلى أنه غير مقدر فى مصر وحث على ضرورة وجود برامج لاكتشاف المواهب الاستعراضية حتى تكون هناك مواهب جديدة تخطو خطا الفنانات القدامى أمثال نعيمة عاكف.
ماجدة موريس: برعت فى أدوار البنت الشعبية ونافست كاريوكا وسامية
الناقدة ماجدة موريس أكدت أن ظهور الفنانة نعيمة عاكف جاء فى وقت بدأ فيه أختفاء الرقص الشعبى وكانت نجمات الاستعراض متواجدات بقوة فى السينما المصرية مثل كاريوكا وسامية جمال وجاءت نعيمة واكملت المسيرة لكنها صنعت لنفسها شخصية مستقلة عنهن حيث برعت فى تقديم أدوار مختلفة للبنت الشعبية وقدمتها فى إطار استعراضى مقبول خاصة فى «أحبك يا حسن» و«تمر حنة» وغيرها من الأفلام وجاءت بعدها فنانات وقلدوها فى شكل البنت الشعبية التى قدمتها نعيمة عاكف.
وأضافت موريس أن نعيمة عاكف طورت من الرقص الشرقى وقدمته بأنماط مختلفة سواء رقص منفرد أو تابلوهات نرقص فيها على أغان شعبية يغنيها مطرب شعبى وبها دراما وهذا جعلها تختلف عن كاريوكا وسامية جمال وقالت: موهبتها فى التمثيل كانت كبيرة حيث كان لديها خفة دم وحضور طاغ أمام الكاميرا كما اخترقت الكثير من الحصون الدرامية لذلك اعتبر فيلم «تمر حنة» من أكثر أفلام نعيمة عاكف التى اظهرت فيه قدرتها التمثيلية خاصة عندما قدمت نموذج البنت الغجرية باقتدار وكل من جاءوا بعدها قلدوها فى هذه المنطقة.
نجوى فؤاد: نعيمة عاكف وراء احترافى الرقص الشرقى
أكدت الفنانة نجوى فؤاد أن نعيمة عاكف فنانة لها باع طويل واستطاعت أن تقدم نموذجًا جديدًا للفنانة الشاملة التى ضمت كل ألوان الفنون لأنها استطاعت أن تجمع بين الممثلة والفنانة الاستعراضية والمونولجست والكوميديان بالاضافة إلى أنها كانت مؤدية جيدة وتمتلك أذنًا موسيقية واستكملت أنها من مدرسة نعيمة عاكف ولم تصبح فنانة استعراضية إلا بعد وجود فنانة مثل نعيمة عاكف لأنها كانت مثلى الأعلى فمنذ طفولتى وأنا أشاهد استعراضاتها وحينما انفرد بنفسى كنت أحاول تقليد حركاتها وهذا السبب الأساسى وراء حبى لفن الاستعراض ولذلك عملت فى هذا المجال وذكرت نجوى فؤاد: عندما ظهرت كضيفة شرف فى آخر أفلام نعيمة عاكف فبالرغم من أنها كانت مريضة جدًا، إلا أننى رأيت فيها إنسانة خفيفة الظل ومليئة بالطيبة ولاشك أن نعيمة عاكف منحت شرفًا كبيرًا للمصريين بالأخص للرقص الشرقى عندما حصلت على جائزة أفضل راقصة فى العالم فى مهرجان شباب العالم سنة 1958، فى موسكو وإن كنت أرى أن هذه الجائزة أقل ما يمكن أن يقدم لها وكانت تستحق لقب أفضل فنانة شاملة فى العالم.
وأكدت ضرورة عمل سيرة ذاتية لها تجسد فيها الجانب الدرامى والإنسانى من حياتها لأنها كانت مليئة بالأحداث وأيضًا لأن فنها لم يأت بالصدفة لكنها كانت من عائلة فنية لها تاريخ فنى كبير.
وبالرغم من قصر مدة عملها فى الفن إلا أنها تركت بصمة تجعل من أعمالها الفنية القليلة مدرسة يتعلم منها الجميع.
ماتت حبيسة أفكار زوجها ولم تأخذ حظها فى التكريم
من جهتها أكدت الراقصة زيزى مصطفى أن نعيمة عاكف تعد من أفضل الراقصات المصريات اللاتى ظهرن على الساحة خلال القرن ال20 متفوقة على كل من تحية كاريوكا وسامية جمال ونجوى فؤاد وغيرهن مشيرة إلى أن عاكف لم تكن ترقص فقط بل كانت تجيد كل أشكال الاستعراض من رقص وغناء وتمثيل وألعاب السيرك.
وأضافت زيزى أنها تأثرت شخصيًا كراقصة وأنها تحب خفة ظلها التى كانت تطل بها على جمهورها وأوضحت أن نعيمة عاكف لم تلق التكريم اللائق بها كواحدة من مؤسسى فن الاستعراض والرقص الشرقى فى مصر مبينة أن عاكف ظلمت كفنانة ولم تكسب الشهرة الواسعة كما حدث مع تحية كاريوكا أو سامية جمال وأنها لم تعش الحياة المرفهة والرغدة كبنات جيلها أو من أتوا بعدها نظرًا لارتباطها المهنى خلال مشوارها الفنى القصير بزوجها المخرج «حسين فوزى» الذى شاركها جميع أعمالها وهو ما جعلها حبيسة أفكار وآراء هذا الرجل فلم يسمح لها بالعمل مع غيره لتقابل أصحاب أفكار ورؤى مختلفة من مخرجين وكتاب وهذا انعكس سلبيًا على حياتها والطريقة التى عاشت بها ويحسب لها أنها لم تترك زوجها بل ارتضت بما تقدمه معه حتى وإن لم يكن يتناسب مع قدراتها الهائلة.
وأضافت زيزى أن النظرة المتدنية من المجتمع للفنانة قديمًا وللراقصات بالذات جعلت واحدة كنعيمة عاكف لم تأخذ حقها وإن كان الخارج كرمها كما حدث فى روسيا باختيارها كأفضل فنانة استعراضية ضمن مهرجان الشباب الذى أقيم فى موسكو 1958.