في أحد الفنادق الكبري، وعلي مقربة من الأهرامات، بدأت أعمال مهرجان الرقص الشعبي والشرقي، الذي وصل عدد المشاركين فيه إلي 850 راقصة تمثل جنسيات العالم المختلفة، وتستمر أيامه إلي الرابع من يوليو. بدأ الحفل بعرض فيلم تسجيلي عن أشهر الراقصات المعتزلات، ممن قدمن حياتهن من أجل إعلاء شأن الرقص الشرقي، وتغيير وجهة نظر المجتمع حياله، مثل: نعيمة عاكف وسامية جمال وتحية كاريوكا، وتبع عرض الفيلم تقديم تابلوه استعراضي من تصميم كمال نعيم، ثم عرض أزياء لتصميمات حديثة لبدل الرقص الشرقي من إبداع فنانين يمثلون مصر والدول العربية والغربية، كما اشتمل حفل افتتاح المهرجان علي تكريم الراقصة الشرقية الفنانة نجوي فؤاد؛ التي اختيرت أيضا كعضو في لجنة التحكيم، وقالت: لقد أهملنا الرقص الشرقي كفن له اعتباره وقيمته، في الوقت الذي تسابقت بعض دول العالم للاهتمام به، كوسيلة لتهذيب النفس والجسد، وبالتالي لم يعد لدينا سوي دينا، ويرجع هذا التدهور إلي غياب المدارس أو الفصول التي تقدم أصول هذا الفن، وتحافظ علي استعادة تقاليده وأساليبه. وفي المقابل ينبغي علي الرقابة أن تمارس دورها، فيما يتعلق بمنع الدخلاء، وعدم إعطاء التصاريح "لكل من هب ودب"، ووجهت الشكر للراقصة المعتزلة راقية حسن لأنها تحملت كل هذا العبء النفسي والمادي لإقامة المهرجان في ظل تجاهل وزارة الثقافة، وامتناعها عن تقديم أي دعم له، ورفضت نجوي فؤاد موجهة الهجوم علي حاملات الدرجات العلمية العليا، لرغبتهن في احتراف الرقص الشرقي، واصفة الرقص بأنه "مهنة مثل أية مهنة أخري محترمة"، وعن غياب مشاركة الدول الخليجية في المهرجان قالت: "لأنه ليس لديهم رقص شرقي"، وعما أثير من انتقادات حول وجود مهرجان للرقص الشرقي في ظل غياب الاهتمام بأمور أخري أكثر جدية عقبت بقولها: "الموهبة الصادقة ستفرض نفسها، وعلينا أن نأخذ كل شيء بجدية، ولا نستهين بأمور علي حساب الاهتمام بأخري". وعن الهدف من المهرجان قالت الراقصة المعتزلة راقية حسن رئيس المهرجان: الهدف الرئيسي الحفاظ علي فن جميل كاد يندثر، ومحاولة لتأكيد التلاحم الحضاري من خلال المشاركين فيه، ممن يمثلون كل دول العالم، والأهم من هذا إثبات أننا أصحاب هذا الفن الذي يكاد يضيع من بين أيدينا لحساب دول أخري تسعي للاستيلاء عليه، ونسبته لنفسها، فالأمريكان أقاموا مدارس للرقص الشرقي، ويزعمون أنهم أصحاب إنجاز فيه (!) وعلي نقابة الممثلين أن تمارس دورها، وتحافظ عليه من المبتذلات والفضائية التي تقدمه كفن هابط. أما الجوائز فقالت إنها عبارة عن "تاج من الذهب" و"خلخال ذهبي"، بالإضافة إلي سلاسل فضية وبدل للراقصات وجوائز أخري عبارة عن تماثيل فرعونية ومجسمات للأهرامات. وبررت "راقية" غياب فيفي عبده ولوسي بأن الأخيرة "ظهرها يؤلمها"، وفيفي "مشغولة في تصوير دورها في مسلسل من بطولتها"، وفي رفضها للهجوم الذي استهدف مهرجان الرقص الشرقي والشعبي قالت: "يكفينا مشاركة 850 راقصة من مختلف دول العالم، وهو ما يعني تشجيع السياحة، وإلقاء الضوء علي احترامنا للفنون، وهذا الفن تحديدا الذي يحظي باهتمام صفوة المجتمع في أوروبا مثل الأطباء والدبلوماسيين بل وهناك عضوات في الكونجرس الأمريكي علي حد قولها يمارسون الرقص الشرقي!!