عالم البنات مليء بالأسرار ولا يعرف تفاصيله سوى البنات لذا قررنا منح هذه المساحة للبنات ليعبرن فيها عن أنفسهن وللحديث عن المشكلات والهموم والقضايا التى تشغل بالهن ويرفض المجتمع فى كثير من الأحيان الاستماع إليها. ويمكن التواصل والمشاركة فى هذا الباب عبر البريد الإلكترونى: [email protected]
انتحار دولة الرومانسية
بصراحة مش عارفة أكتب مقال عن إيه بالضبط، أكيد فيه كلام كتير لازم اتكلم عنه، وحابة اتكلم عنه، لكن هل قادرة اتكلم عنه ؟هى دى المشكلة. لما ما تلاقيش حاجة تقولها اعرف إن جواك حاجات كتير محتاج إنك تقولها. هل المرأة مقهورة فى مجتمعنا، بالطبع مقهورة. إحنا مجتمع بيعانى من ازدواجية المعايير.
يعنى الراجل اللى بيعرف ستات كتير بيبقى مقطع السمكة وديلها ومصدر تفاخر فى العيلة، أما البنت اللى بتعرف رجالة كتير بتبقى ماشية على حل شعرها وبت شمال.الراجل يخطب كذا مرة، ويتجوز كذا مرة، وبرضو يفضل فى نظر أى أسرة يتقدم لها «ميتعيبش ولقطة» ويقدر يتجوز بنت بنوت كمان مدخلتش دنيا، لكن البنت اللى اتجوزت واتطلقت، خلاص بقت معيوبة، وبقت سكند هاند، خرج بيت، ومفيش أم هترضى ابنها يكون أول بخته واحدة عزباء.
وتنحصر كل فرص البنت دى فى إنها تتجوز واحد مطلق، أو أرمل، أو عنده ولاد، أو تبقى زوجة تانية، أو تتجوز واحد أكبر منها بكتيييير، ده غير إنهم بيعتبروا إنها خلاص بقت مشيها بطال، ويلسنوا عليها فى الداخلة والخارجة. ده غير حكاية الزواج من أجنبية، ما شاء الله عندنا الشاب يتجوز من أجنبية ويبقى فرحان من نفسه قوى، رغم إن الأجنبية ديه بتبقى ماشية مع طوب الأرض قبلة، وفى نفس الوقت ميتجوزش واحد مطلقة، أو أرملة كانت متجوزة على سنة الله ورسوله!
مجتمعنا متطلب، أو بمعنى أصبح شديد التطلب من المرأة على وجه الخصوص. الراجل من دول عايز يتجوز واحدة مزة زى فتيات الكليبات، ومحترمة وبتعرف ربنا، ومثيرة زى جنيفير لوبيز، وست بيت وبتعرف تطبخ ولا أبلة نظيرة، وتربى العيال وتذاكر لهم، وتكنس وتطبخ وتكوى، ده غير إنها بتكون موظفة عادةً، كل ده تقوم بيه فى نفس واحد، ولو قصرت –ولو من وجهة نظره- يبقى من حقه يبص بره، ويتجوز عليها كمان لو قادر، وهو ميعيبوش إلا جيبه، مش مهم بقى كرشه، ولا إنه مش شيك فى لبسه ولا بيهتم بمظهره زى ما بيطلب منها إنها تهتم بمظهرها.
الرجالة بيشكوا من متابعة الستات للمسلسلات التركى ومش عاجبهم مهند وغيره من أبطال المسلسلات ومنهم اللى بيقولوا عليهم مش رجالة، على فكرة اللى بيشد الستات والبنات للمسلسلات التركية مش وسامة أبطالها، فيه شيء أهم من الوسامة اللى هو المعاملة الكريمة الطيبة، لأنها هى دى الرومانسية باختصار، لكن للأسف الرجالة هنا فاهمة الرومانسية غلط، الرومانسية مش كلام- ويا ريت الكلام اللى بيقولوه كلام عدل أصلاً ده بيبقى شبه قصيدة اللمبى- الرومانسية فعلا إنك تقدر تعبها، إنك تعذرها، إنك تساعدها، الرومانسية مش مجرد كلام حلو يتقال وعلى رأى نزار «كلماتنا فى الحب تقتل حبنا.. إن الحروف تموت حين تقال» لكن اللى بيبقى فعلاً هو حسن العشرة، زى ما الرسول صلى الله عليه وسلم قال «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله». لما تساعد مراتك فى غسيل الموعين ده مش هيقلل من رجولتك، بالعكس هيزودها، لما ترحم ضعفها مش تستغله ده هيعليك فى نظرها، هتقول أنا مضغوط وتعبان والدنيا والظروف هقولك حاجة واحدة: «من لا يرحم لا يُرحم»، والرسول قال إن أعظم الصدقة لقمة يضعها الرجل فى فم زوجته، وقال «استوصوا بالنساء خيرًا».
أحيانا حلول مشاكلنا بتكون بسيطة بس إحنا مش بنفكر غير فى كبر المشكلة وبس، فعلا ظروف الحياة قاسية، لكن واهب الحياة اسمه «الرحمن الرحيم» وهو اللى قال «ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء». ارحمونا يرحمكم الله. كتبتها: صفية مختار..تعمل مترجمة فى احدى الشركات وتهوى الكتابة وصاحبة المجموعة القصصية «وسال على فمها الشيكولاتة».