أنا فتاة عندي 27 سنة، أعاني من مشكلة، والله مش عارفة أنا اللي حطيت نفسي فيها من الأول وسكتّ ولا ده قدر ربنا فيّ. أنا اتخرجت وباشتغل في وظيفة محترمة جدا، وبدأت حكايتي بعد ما اتخرجت من كليتي، اتعرفت على شاب عن طريق النت، كان في البداية تعارف عادي، وبعدين الموضوع تطور لعلاقة عاطفية كبيرة؛ لكن هو من محافظة وأنا من محافظة تانية، ما فيش بيننا أكتر من ساعة ونص بالضبط، ومع ذلك عمرنا ما شفنا بعض.. اقتصرنا على تليفونات وشات فقط، بقالنا ما يزيد عن أربع سنين، جالي فيهم ناس كتير؛ وللحق أفضل منه مع إنه بيشتغل نفس وظيفتي بالظبط؛ لكن كنت بافضّله عليهم؛ لكن أهله كانوا معارضين تماما؛ عشان عاوزينه يتجوز أي واحدة من عيلتهم خوفا على الميراث؛ مع إن مستواهم مش عالي لهذه الدرجة. وصبرت معاه كتير من غير فايدة؛ لأنه كانت شخصيته ضعيفة قدام والدته أوي أوي، ونتيجة لضغوطها راحت خطبت له واحدة زميلته وقريبتها في نفس الوقت؛ بس سابها بعد كده علشان ما كانتش عاجباه. ومرت سنتين وبعدها خطبت له واحدة تانية برضه في الوقت ده ما كناش بنتكلم؛ لأننا بنتخاصم بسبب إنه مش قادر ييجي يتقدم لي. ودايما يقول لي اصبري. وفي النهاية هو اتجوز البنت دي؛ مع العلم إنه مش بيحبها، ويكاد ما يكونش فيه بينهم أي حاجة أكتر من إنهم عايشين مع بعض في بيت واحد، وأهله عارفين إننا ما زلنا بنتكلم، ومراته برضه، وأنا بجد ما عدتش عارفة أعمل إيه، أنا دايما باحس إني شايلة ذنبها عشان باكلمه، وباقوله كتير كده وما نتكلمش؛ بس لما هو يكلمني كذا مرة وأنا ما أرضاش أرد عليه باضعف تاني وأرجع أكلمه. هو عنده استعداد يسيبها؛ بس المشكلة إن أهله مش هيسكتوا، ده غير إنهم فارضين عليه مؤخر صداق كبير، ودي كانت فكرة والدته عشان ما يفكرش يسيبها، وأنا بجد عايشة في دوامة، وعلى طول تعبانة نفسيا وبدنيا، وخايفة إني أشيل ذنبها، وربنا يردها لي بعد كده، وفي نفس الوقت باحس إنه لسه فيه أمل بس إزاي مش عارفة مع إنه مش بيعمل أي حاجة تدل على كده. ng_arc
صديقتنا العزيزة.. الحقيقة أننا لازم نخاف من الظلم ومن ربنا اللي بيفتح السما لدعوة اللي ظلمناه, فأنتي وهو بتظلموا إنسانة اتجوزته على سنة الله ورسوله وفي نيتها تستقر وتبني بيت وتخلف صبيان وبنات, ومش بس كده, لأ كمان بتظلموا نفسكم, هو متعذب ومتقطع ما بين حبه ليك وما بين رغبته في أرضاء أهله وزوجته الجديدة, وإنتي متقطعة ما بين حبك له وضميرك وخوفك من ربنا, والوضع اللي إنتم فيه وضع غريب, جميع الأطراف فيه مش سعيدة, لا أنت ولا هو ولا زوجته ولا أهله وطبعا ولا أهلك, طيب وآخرتها؟ الحل كان قدامه قبل ما تتعقد أكتر من كده, قبل ما يتجوز ويبقى مصير إنسانة تانية متعلق بكلمة منه, الحل كان قدامه قبل ما يبني بيت وبعدين يخربه, الحل أنه كان يقنع أهله بيكي ويرفض يتجوز غيرك مهما كان الضغط, بس هو ما قدرش يعمل كده, ولسه معاكِ زي ما هو, بنفس ضعفه وخضوعه, بنفس كلامه ووعوده اللي ما بتتحققش, طيب مستنية إيه؟ هو اتجوز وشوية هيبقى عنده أولاد, إنتي بقى عندك سبعة وعشرين سنة, مستنية إيه علشان تخرّجيه من حياتك؟ ليه لحد دلوقتي متحملة ضعفه؟ يخطب بدل المرة اتنين وفي الآخر يتجوز وراضية بقليله, راضية بمكالمة وبكلمتين يرضيك بيهم ويسكن بيهم قلقك, بس الحقيقة أنت مش محتاجة مسكن أنت محتاجة لجراحة عاجلة, وهي استئصاله من حياتك بالمرة, بتحبيه وصعب تتحملي فراقه, طيب واللي أنت فيه ده مش أصعب, دموعك اللي أكيد ما بتنشفش, الحزن اللي بياكلك, وقلقلك على عمرك اللي بيجري, كل ده في نظرك وفي نظره ما يساويش. للأسف الراجل غير الست, الراجل يقدر يتجوز ويخلف وفي نفس الوقت يحب أو يتجوز تاني وتالت ورابع في أي عمر, بعكس الست, وأديكي مربوطة ومرهونة لحسابه, هو متجوز وله حياة تانية ماشية ومستمرة, أما أنت فهو بالنسبة لك كل حياتك, ماضيك وحاضرك ومستقبلك, لسه بيحبك وبيكلمك, بس إيه فايدة الحب ده, وأنت مش مراته ولا هتبقي أم أولاده, بيكلمك علشان بتوحشيه ومحتاج لك بس وآخرتها؟ أنت فين من كل ده, لسه مش عاملة حساب لعمرك اللي بيدبل يوم ورا يوم وانتي بتجري ورا سراب, يوم بياكل يوم وهو محلك سر, لا بيطلقها ويتجوزك ولا عارف يتجوزك عليها ولا عارف يسيبك, مستسلم لضغط والدته ومؤخر الصداق الكبير والعيلة والناس اللي هيقولوا عليه إيه, فكّري, فكّري كويس ولو هو مش قادر ياخد قرار خديه أنت وانهي المهزلة دي, بس حرام بجد حرام اللي بتعمليه في نفسك ده, ففكري كويس وربنا يهديك للخير, وابقي طمنينا عليك.
