ارتبط ظهور أعمال الست كوم منذ سنوات بظهور ورش لكتابة السيناريو ومع انتشار هذه النوعية من الأعمال ذاع صيت هذه الورش حتي تحولت إلي الأعمال الدرامية الأخري لدرجة أن معظم شركات الإنتاج الدرامي أصبح لديها ورشة «خصوصي» وبالرغم من نجاح عدد من هذه التجارب إلا أن هناك انتقادات وجهت لمعظم الورش حيث اتهمت بسرقة الأفكار من أفلام أجنبية وأن كتابها يفتقدون للثقافة والموهبة وهذا يهدد بعدم وجود جيل ثان من كتاب السيناريو بينما دافع صناع هذه الورش عن أنفسهم مؤكدين نجاحها وأن المؤلفين الكبار نفدت أفكارهم ولم يعد لديهم الجديد وأن عليهم أن يتركوا الساحة للشباب، «روزاليوسف» استطلعت آراء عدد من الكتاب القدامي وأيضا صناع الورش حول مميزات وعيوب ورش كتابة السيناريو فكانت آراؤهم متباينة.. في البداية يقول السيناريست مصطفي محرم: ورش الدراما التي تتبناها شركات الإنتاج ما هي إلا «تهريج» وكتابها غير متمرسين حيث تضم مجموعة من المبتدئين والذي يشرف عليهم أقل منهم خبرة، فقديما كان لدينا ورش كتابة حقيقية مثل ورشة عبدالحي أديب والسيد بدير وعبدالرحيم الزرقاني وهؤلاء كتاب ذوو خبرة ولهم باع طويل في كتابة السيناريو لكن الذي يحدث الآن شيء مضحك فنجد مثلا كاتبا قدم عملا متواضا وفقيرا فكريا ويقوم بعمل ورشة كتابة وكاتب: آخر عنده شوية فلوس أيضا ينشئ ورشة دون النظر للأصول العلمية المتبعة للورش في الخارج ففي هوليوود مثلا هناك نظام الاستديو الذي يضم مجموعة من المؤلفين الشباب يحصل كل منهم علي راتب شهري ويكون لكل شاب دور في كتابة السيناريو أحدهم يكتب قصة وآخر يكتب معالجة لهذه القصة وآخر يكتب حوارا ويضيف افيهات وفي النهاية يذهب العمل لكاتب كبير يضع رؤيته الخاصة عليه وهو الوحيد الذي يخرج العمل باسمه ويكون هذا الكاتب عضوا في نقابة كتاب السيناريو. ويضيف محرم: المشكلة أن ورش الكتابة أصبحت قائمة علي سرقة الموضوعات سواء من أفلام أجنبية يمصرونها أو من أفلام مصرية قديمة وهذه الأعمال للأسف تسافر لمهرجانات دولية وتكون صورتنا في الخارج سيئة لذلك أنا منزعج جدا من هذه الورش التي من المفترض أن نخرج منها جيلا ثانيا من الكتاب فكيف يحدث هذا دون خلق أفكار وكيف يستطيع كاتب سيناريو أن ينقل صورة المجتمع الذي يعيش فيه دون أن يكون مثقفا بالإضافة إلي أن معهد السينما نفسه يخرج طلبة ضعاف الموهبة والثقافة والذين يدرسون لهم متواضعون ويحتاجون لمن يدرس لهم. ويري السيناريست مجدي صابر أنه إذا كان المنتجون يلجأون لفكرة ورش كتابة السيناريو علي سبيل التوفير فهذا يعتبر مخاطرة لأن العنصر الرئيسي الذي يتوقف عليه نجاح أي عمل فني سواء فيلما أو مسلسلا هو السيناريو. ويؤكد صابر أنه ما دامت ورش الكتابة تتم بشكل علني ولا يتم فيها إهدار حقوق اصحابها المادي والأدبي ففي هذا الإطار تكون مقبولة وتعتبر مسلسلات الست كوم هي المناسبة لفكرة الورشة لكن بخلاف ذلك تكون غير مأمونة المخاطر خاصة إذا كان لا يشرف عليهما كاتب كبير لأن شباب هذه الورشة مهما كانت موهبتهم فإنهم قليلو الخبرة. ويقول السيناريست عمرو سمير عاطف وهو من أوائل صناع الورش: إن ورش الكتابة اصبحت من وسائل تنفيذ العمل الفني بشكل متقن فهناك نوعية معينة من الأعمال الفنية تحتاج لوجهات نظر وأفكار كثيرة مثل الست كوم لدرجة أن صاحب الفكرة الأصلية من الممكن أن يترك العمل وهذا ما حدث معي في راجل وست ستات، بجانب أن أي عمل فني لابد أن يحمل أكثر من وجهة نظر حيث، يضم رأي المؤلف والمخرج والمنتج والممثل.. ويستعيد عاطف ذكرياته مع مسلسل راجل وست ستات قائلا: عندما بدأت في كتابته وضعت الخطوط العريضة للشخصيات ثم اجتمعت أنا ومجموعة من الكتاب الشباب وكتبنا الحلقة الأولي بحيث نحدد الأرضية التي سنكتب من خلالها وأصبح كل شخص مسئولا عن مجموعة من الحلقات وأفكارها وأحداثها. ويضيف عاطف: قيادة ورش الكتابة مرتبطة أكثر بالموهبة والقدرة علي القيادة وفهم النوع الذي تكتبه الورشة وهذا غير مرتبط بالسن فمثلا حلقات الست كوم تحتاج أكثر للشباب الأقل من 37 سنة لأنها مرهقة جدا وتحتاج لأفكار شبابية ومسألة أن المنتجين أصبحوا يستعينون بورش الكتابة توفيرا لأجور المؤلفين الكبار فهذا غير صحيح لأن كل عمل وله مستوي معين ونوعية معينة من الكتابة.. الكاتبة الشابة مريم نعوم تؤكد استفادها من تجربة ورشة كتابة السيناريو التي خاضتها في مسلسل «بالشمع الأحمر» الذي عرض العام الماضي قائلة: كانت لي عدة مشاركات في ورش كتابة لكنها لم تكتمل إلي أن جاءت تجربة مسلسل «بالشمع الأحمر» حيث شاركت مع مجموعة من الشباب وكنا من سن واحدة وبنفس الخبرة تقريبا حيث اشتغلنا علي السيناريو مرحلة مرحلة واتفقنا علي وجهة نظر واحدة تناولنا من خلالها القضايا في المسلسل لذلك حاولت أن الغي ذاتي واتقبل أفكار الآخرين لأننا قبل أن نعمل مع بعض كنا متأكدين أن وجهة نظرنا قريبة من بعضها.. وتضيف نعوم: ورش الكتابة مناسبة للدراما التليفزيونية لأنها مجهدة وبمرور الوقت سيجد الكاتب افكاره نفدت ويكرر نفسه وأعتقد أن ورش كتابة السيناريو دورها ليس تعلميا ولا يعيبها أن يكون كل كتابها من الشباب بمان فيهم قائد الورشة ومسألة الاقتباس من الأفلام الأجنبية ليست عيبا طالما سنقدمها بوجهة نظر مجتمعنا والمهم هو المنتج النهائي وهناك أعمال مصرية كاملة قائمة علي الاقتباس وهذا موجود من زمان ولم نحترمه نحن اليوم. المنتج أمير شوقي يشجع فكرة ورش الكتابة قائلا: هذه الورش تخلق جيلا جديدا من الكتاب خاصة أن المؤلفين الكبار خلصت أفكارهم ولم يعد لديهم جديد فليتركوا الشباب يأخذون فرصتهم، كما أن هذه الورش ستخرج افكارا جديدة لأن أعضاءها من الشباب، بالإضافة إلي أن العمل القائم علي فكرة واحدة يختلف عن القائم علي عدة أفكار وكان لي تجربة العام الماضي مع ورش الكتابة حيث تبنيت من خلال شركتي ورشة كتابة سيناريو مكونة من 14 مؤلفا شابا وأشرف عليهم عمرو سمير عاطف وبعدها تخرج كل واحد منهم وأصبح له أعمال خاصة به وبعضهم أصبح يقود ورشة.. وأضاف شوقي أنه لا يشترط وجود كاتب كبير يقود الورشة لأن المخرج والمنتج يكون لهم رأي وخبرة، كما أن الموهبة والقدرة علي القيادة أهم من السن.