مسلسل "بالشمع الأحمر" هو أحدث الظواهر الفنية التى تشهدها دراما رمضان المقبل، حيث يقوم بكتابته 3 مؤلفات شباب وهن مريم ناعوم والتى سبق وقدمت فيلم "واحد صفر" ولعبت بطولته الفنانة الهام شاهين، ونادين شمس مؤلفة فيلم "احنا اتقابلنا قبل كده"، وأخيراً نجلاء الحدينى حيث استطعن ال3 مؤلفات تأسيس ورشة سيناريو صغيرة من أجل كتابة مسلسل يحمل اسم "بالشمع الأحمر" الأمر الذى نال إعجاب الفنانة يسرا مما جعلها توافق على بطولة العمل. ويبدو أن يسرا قررت تقديم أعمال درامية صناعها من الشباب، ففى العام الماضى قدمت مسلسل "خاص جداً" حيث شارك فى كتابته مع تامر حبيب العديد من المؤلفين الجدد الذين وضعوا لمساتهم فى بعض الحلقات. تجربة ورش السيناريو ليست جديدة على الدراما المصرية حيث ارتبطت بالست كوم التى بدأت فى تنفيذ الفكرة منذ 4 سنوات، فمسلسل "راجل وست وستات" لمؤلفه عمرو سمير عاطف استطاع أن يلم شمل العديد من المؤلفين الجدد ومنهم وائل حمدى وولاء شعبان، الأمر الذى انتشرت بعده ورش السيناريو فى العديد من مسلسلات الست كوم التى ظهرت خلال الفترة الماضية. ولكن السؤال الذى يفرض نفسه، هل الدراما الاجتماعية بحاجة إلى هذه الورش، حيث أكدت الناقدة ماجدة خير الله أن ورش السيناريو ليست بدعة جديدة على الدراما المصرية، وأنه قديماً ما كان المؤلف الكبير يضم معه العديد من المؤلفين الشباب كنوع من تدريبهم، ولكن فى الوقت الحالى أخذ هؤلاء المتدربون أو المؤلفون الجدد فرصة أكبر فى الظهور من خلال كتابة أسمائهم على تترات المسلسل. وأضافت: من وجهة نظرى أن ورش السيناريو ليست هى الحل الأمثل لتقديم أعمال درامية جيدة بل على العكس بدلاً من أن ننتقد مؤلفا واحداً فقط نأخذ الكثيرين معه، إضافة إلى أن الحلقات المتصلة ليس مقبولاً أن يعمل بها عدة مؤلفين لأن موضوعها واحد بعكس المسلسل الذى تكون حلقاته منفصلة عن بعضها يسمح بالتنوع بين كتابها، حيث يضيف كل منهم رؤيته ووجهة نظره فيما يطرحه من موضوع داخل الحلقة الواحدة بالدليل أن المؤلف عمرو سمير عاطف عندما أراد تقديم عمل درامى بحت قام بكتابته بمفرده. وعما إذا كانت ظاهرة الورش السينمائية ستزيد من تدخلات النجوم فى تعديل سيناريو العمل أكدت ماجدة قائلة: هذا ما يحدث كل عام وفى كل الأوقات، ولكن بالتأكيد أن هذه الورشة ستزيد من الأمر، خاصة وأن صناعها من الشباب صغيرى السن الذين يريدون الظهور على الساحة. أما الناقد عصام زكريا أكد أن ورش السيناريو استطاعت أن تقدم أروع الأفلام التى تعتبر من كلاسيكيات السينمائية المصرية فكثيراً ما شاهدنا تعاوناً بين كثير من المؤلفين والمخرجين فى عمل واحد، وعلى رأسها بعض أفلام محمد خان ويوسف شاهين، ولكن عندما تنتقل ورش السيناريو إلى الدراما لابد أن يتوافر 3 شروط وهى: مدى كفاءة المؤلفين الموجودين بالورشة، إضافة إلى وجود تكامل بين كفاءات هؤلاء المؤلفين بينهم وبين بعضهم، بمعنى أن يكون هناك شخص لديه قدرة على صياغة الحوار بالعمل وآخر يستطيع رسم تفاصيل صورة الأحداث، وأخيراً لابد أن تتفق وجهات نظر هؤلاء المؤلفين فى العمل الواحد بمعنى عدم التناقض فى أحداث العمل الواحد نتيجة لاختلاف وجهة نظر كل مؤلف عن الآخر. كما أكد زكريا أن ورش السيناريو ليس لها علاقة بمسألة تداخلات النجم فى تغيير أحداث العمل، مشيراً إلى أن الأمر يرجع إلى المنتج الذى يريد إعطاء مساحة أكبر للفنان الذى يقوم على أساسه بتسويق العمل.