كشف الكاتب البريطانى ذو الأصول الهندية سلمان رشدى أسرار عشرين سنة من الاختباء، وكيف كان يقوم بزيارات سرية لبيوت أصدقائه، بعد الفتوى التى أصدرها آية الله الخمينى بهدر دمه.
يذكر رشدى الحائز على جائزة "بوكر" للرواية فى كتابه الجديد كيف أنه عاش مختفياً يتنقل بين أكثر من عشرين منزلاً تحت مراقبة رجال الشرطة، وعما إذا كانت الفتوى غيّرته شخصياً، أوضح أنه كان سيتغيّر فى أى حال خلال السنوات الماضية التى تلت صدور الفتوى، وقال: "كان على أن أفهم ليس ما كنت أكافح ضده فحسب، بل ما كانت أناضل من أجله أيضاً".
وأشار رشدى فى كتابه إلى أن رجال الشرطة رافقوه حتى داخل الحمامات خشية تعرضه للاغتيال، لكنه رفض ارتداء شعر مستعار وقناع يغير ملامح وجهه وسترات واقية من الرصاص.
وكشفت صحيفة "صاندى تايمز" فى عرض سبق نشر الكتاب، المنازل التى عاش فيها وأسماء الأشخاص الذين استقبلوه، ومن بينهم صديقه الروائى وكاتب السيناريو المسلم "حنيف قريشى"، والذى وصفته شقيقته بالمجنون عندما علمت أن أخاها وافق على استقبال رشدى فى منزله.
وقال الكاتب البريطانى الهندى الأصل عن مذكراته إنه كان عليه سد "فراغ فى المعلومات" وإنه شعر أخيرا بان الوقت قد حان ليواجه فترة صعبة من حياته.
وأضاف "حتى الآن أشعر أننى على صواب، ولست متضايقا أو مستاء، فكتابة المذكرات يشعرنى ذلك بسعادة كبيرة"، وإنه على الرغم من تصويره كشيطان، إلا أنه بقى هناك بعض الأبطال الذين استمروا فى بيع رواية "آيات شيطانية"، والسؤال الذى اطرحه على نفسى دائما هو: هل نحن أسياد ام ضحايا؟ هل نصنع التاريخ أم أن التاريخ يصنعنا؟ هل نشكل العالم أم أن العالم يشكلنا؟.
وتابع: "فى رأيى أن معرفة ما إذا كنا نسيطر على حياتنا أم أننا مجرد ضحايا نستسلم للحوادث هى قضية كبرى حاولت دائما طرحها".