شهدت أولي جلسات محاكمة طارق عبدالرازق عيسي المتهم واثنين من ضباط المخابرات الإسرائيلية بالتجسس لصالح إسرائيل تجسيدًا لضمير القضاء المصري الشامخ الذي يسعي لتحقيق أوجه العدالة في شتي الجرائم وكفالة حقوق المتهمين وكفلت المحكمة جميع الضمانات للمتهم وذلك وفقًا لما دار داخل الجلسة. في بداية الجلسة فجر المتهم «عبدالرازق» مفاجأة عندما رفض حضور محامية تدعي عصمت طلعت عقل سبق أن حضرت معه التحقيقات ومحامٍ آخر يدعي عبدالعزيز محمد عامر قال إنه موكل من أسرة المتهم. وبمجرد دخول المتهم قفص الاتهام في تمام العاشرة صباحًا وعقب أن قام المستشار طاهر الخولي المحامي العام لنيابة أمن الدولة بتلاوة أمر الإحالة صرخ «طارق» طالبًا من هيئة المحكمة الاستماع إليه وعندما انتبه له المستشار جمال الدين صفوت رئيس المحكمة رفض حضور المحاميين عنه قائلاً: «من حق المتهم الذي كفله القانون أن يختار المحامين اللي يدافعوا عنه وأنا مش عاوز الناس دول يدافعوا عني». فصرخ فيه عبدالعزيز المحامي الذي ادعي أنه موكل من أسرة المتهم وطالبه بالسكوت غير أن المتهم استمر في رفضه حضوره والمحامية ولانزعاج المتهم وخوفه من أن يفرض عليه حضور المحامين طمأنه رئيس المحكمة قائلاً «إحنا جايين نحقق لك أسمي أوجه العدالة»، ومن حقك وفقًا للمادة 67 من الدستور المصري والمادة 375 من قانون الإجراءات الجنائي اللتين تحتمان أن يكون هناك محام مع المتهم للدفاع عنه وأن يؤدي هذا المحامي عمله بالأمانة والصدق مستوفيًا جميع أوجه الدفاع الجوهرية وإن أخل في تأدية واجبه حق للمحكمة أن تنحيه عن القضية وندب محامٍ آخر للدفاع عن المتهم وحفظ حقوقه وإلا يكون الحكم الصادر في القضية باطلا مطلقًا وبعدها دفعت «عصمت» وأكدت أن المتهم يدعي أنه لم يحصل علي حقوقه أثناء التحقيقات، مشيرة إلي أنها حضرت معه جميع جلسات التحقيق وأنه حصل علي جميع حقوقه واستمرت في حديثها قائلة: إن المتهم «ميعرفش إني جايه اتنحي عن نظر القضية» لأنه خائن. فثار عليها المحامي الذي كان يقف بجوارها أمام منصة المحكمة: «الكلام اللي أنت بتقوليه تعاقبي عليه تأديبيًا»، وازاي تقولي علي متهم تدافعي عنه خائن»، فابتسم المتهم داخل القفص مطمئنًا نفسه بحديث المحكمة له ولأنه ثبت للمحكمة صدق موقفه من المحاميين اللذين حضرا للمرافعة عنه. فسألته المحكمة: أنت عندك محامي آخر؟ فأجابها: «ايوه أنا عاوز الأستاذ محمود عبدالحميد الطحيوي يترافع عني وهو موجود بره». فأمرت المحكمة الحرس بطلب المحامي المذكور وبالبحث عنه ثبت مغادرته المحكمة. فطلبت من المتهم رقم هاتف التليفون الخاص بالمحامي الذي يرغب في الحضور عنه وكلفت النيابة العامة بطلبه وابلاغه بميعاد الجلسة المقبلة. وأشار رئيس المحكمة للمتهم إلي أن المحامي سيحضر الجلسة المقبلة المقرر انعقادها غدًا الاثنين وسوف تحدد له المحكمة أتعابًا ستكون مجزية حتي يتولي الدفاع عنه «بنفسي» فابتسم لها المتهم «ايوه بنفسي». وفي ذات السياق شهدت المحاكمة إجراءات أمنية مشددة أشرف عليها اللواء عابدين يوسف مساعد وزير الداخلية لأمن حلوان وعدد كبير من ضباط الأمن بالمديرية وأشرف علي الأمن داخل قاعة المحكمة المقدمان عادل الشافعي رئيس مباحث الترحيلات بمديرية أمن حلوان وشريف زرد قائد الحرس بمحكمة القاهرةالجديدة. حضر المتهم من محبسه في تمام الساعة التاسعة وعشر صباح أمس مرتديًا ملابس الحبس الاحتياطي وهي ملابس بيضاء واضعًا كاب أبيض علي رأسه وقد أطلق لحيته دخل قفص الاتهام ومعه 4 أفراد أمن وبدت عليه علامات التوتر طيلة فترة نظر القضية متحركًا بصورة عشوائية داخل القفص وتلاحظ عدم حضور أحد من أسرة المتهم جلسة المحاكمة. نظرت القضية محكمة أمن الدولة العليا طوارئ برئاسة المستشار جمال الدين صفوت وعضوية المستشارين محمد طه ومحمود السيد وحضور المستشار طاهر الخولي المحامي العام لنيابة أمن الدولة وأمانة سر محمد عبدالعزيز وصبحي طعيمة وقررت تأجيل القضية لجلسة غد الاثنين لحضور المحامي الأصيل عن المتهم، كانت نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار هشام بدوي قد احالت المتهم إيدي موشيه وجوزيف ديمور ضباطين بالمخابرات الإسرائيلية هاربين بعد أن كشفت التحقيقات تورطهما في جرائم تجسس لصالح إسرائيل بغرض الاضرار بالأمن العام والسعي لقطع العلاقات المصرية مع سوريا ولبنان.
