اشتعلت أمس اسعار الزيوت في البورصات العالمية متأثرة بالارتفاع الكبير في اسعار البترول والذي اقترب من حاجز ال100 دولار للبرميل حيث قفز سعر «العباد» من 1150 إلي 1335 دولاراً و«الصويا» من 1200 إلي 1270 دولاراً و«الأولين» من 980 إلي 1270 دولاراً يأتي ذلك وسط انتشار «هوجة» تحويل الحبوب إلي وقود حيوي في أوروبا ودول أمريكا اللاتينية لمواجهة الزيادة الكبيرة في اسعار البترول وهو الأمر الذي أدي إلي تناقص شديد في الحبوب الزيتية مما أثر علي انتاجية العالم ويدرس الاتحاد الأوروبي حالياً اتخاذ قرار بمنع تحويل الحبوب إلي وقود حيوي لمواجهة أزمة غذائية متوقعة في ظل تراجع الانتاج العالمي من الحبوب بسبب الفيضانات وموجة الطقس السيئ والتي تسببت في تدمير مساحات كبيرة من زراعاته وزراعات دول أخري مثل استراليا والبرازيل وروسيا. وانعكست الارتفاعات الكبيرة في اسعار الزيوت عالمياً علي السوق المحلية ليقفز زيت الذرة من 12.5 إلي 14 جنيهاً والعباد من 10.5 إلي 12.5 جنيه، الصويا من 8 إلي 9.5 جنيه وتوقع محمد عبد الرحمن رئيس القطاع التجاري لشركة «سيلا» للزيوت استمرار موجة غلاء الزيوت عالمياً في ظل ارتفاع اسعار البترول واستمرار الحظر الروسي لتصدير الحبوب حتي أكتوبر المقبل فضلاً عن تزايد القوة الشرائية للصين وتعاقدها علي شراء نحو 780 ألف طن من زيت الصويا. وبين عبد الرحمن أن 30% من حجم سوق الزيوت في مصر سيتأثر سلباً بتلك الزيادات العالمية أما نسبة ال70% الأخري تتم تغطيتها عن طريق الزيت التمويني. وشدد عبد الرحمن علي أهمية التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية عن طريق رفع اسعار التوريد وتقديم حوافز للمستثمرين لتشجيعهم علي زراعة مساحات كبيرة من المحاصيل الزيتية. وأوضح رئيس القطاع التجاري بشركة سيلا أن مصر تستورد نحو 90% من احتياجها من زيوت الطعام وذلك من اجمالي 1.1 مليون طن حجم الاستهلاك السنوي. فيما طالب علي شرف الدين رئيس غرفة الحبوب باتحاد الصناعات بزراعة زهرة الكانيولا لإنتاج زيوت الطعام منها مشيراً إلي أن هناك خطرا علي زراعة تلك الزهرة لأنها شبيهة بزيت الشلجم المسبب للسرطان. وأكد ضرورة وضع ضوابط في زراعتها مثلما يحدث في أوروبا وأمريكا معتبراً أن عدم تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية الاستراتيجية كالزيوت والقمح يعد نقطة سوداء في رداء الحكومة وقال لا يعقل ونحن في بلد النيل وتستورد مصر نحو 60% من احتياجها من الغذاء.