بدأ الكثيرون فجأة الحديث عن المراهنات وكرة القدم فى مصر.. فقد أكد مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، أن هناك ثلاثة من أعضاء مجلس اتحاد الكرة قاموا بتوقيع عقد مراهنات من شركة إيطالية.. ونفى اتحاد الكرة هذا الاتهام، وأن اتحاد الكرة لم يوقع أى عقد مراهنات من أى نوع وبأى شكل.. وهكذا أصبحنا كلنا فى انتظار أن يقدم مرتضى منصور أدلته التى سيثبت بها تورط اتحاد الكرة فى هذه الفضيحة.. وبغير هذه الأدلة الواضحة والقاطعة لا يمكن اتهام اتحاد الكرة بأى شىء ولا يليق أيضا الاكتفاء بشبهات وشكوك وظنون.. وليس من هذه الأدلة التى أقصدها وأنتظرها أن يكتشف أى أحد طرح مباريات كروية مصرية للرهان عبر الإنترنت فى العالم كله.. فهذا الأمر يحدث طوال الوقت وكل من يبحث سيكتشف أن كثيرين يراهنون على مباريات للأهلى والزمالك وبقية أندية الدورى المصرى مثلما هناك مراهنات طوال الوقت مع أى مباراة كروية فى العالم أيا كان مكانها أو قيمتها.. مراهنات تتم وتجرى بعيدا عن اتحادات وأندية كرة القدم فى العالم إنما تنظمها عصابات وشبكات سرية اقترب حجم أعمالها من خمسائة مليار دولار سنويا.. ولا تصبح هذه المراهنات جريمة إلا حين ينجح القائمون على تنظيمها فى الوصول إلى الاتحادات أو الأندية الكروية المختلفة والتلاعب فى نتائج مبارياتها.. وعلى سبيل المثال هناك شبكات كثيرة فى شرق آسيا تمارس يوميا هذه المراهنات الكروية.. ويدخل فى نشاطها المراهنات على نتائج الكرة المصرية.. ولم تكن هناك جريمة إلا حين تم اكتشاف أن هناك تلاعبا يجرى لتحديد النتائج وتغييرها.. فعلى سبيل المثال كان هناك ويلسون بيرومال.. أحد أكبر قادة عصابات المراهنات فى آسيا والعالم كله.. واعترف بعد القبض بأنه تلاعب بنتائج أكثر من مائة مباراة سواء فى الدورات الأوليمبية أو تصفيات كأس العالم وأيضا كأس أمم أفريقيا.. وكتب بيرومال كل التفاصيل فى كتاب بعنوان «ملوك كيلونج» اشتريته بالمصادفة من إحدى مكتبات لندن، وفوجئت حين قرأته بأن المباراة الودية التى فازت فيها مصر على أستراليا بثلاثة أهداف كان متفقا على نتيجتها بقيمة مليون دولار.. وجاء بيرومال بحكم بلغارى لإدارة هذه المباراة فى القاهرة.. وحين اقتربت النهاية ولم تسجل مصر هدفها الثالث.. أجرى بيرومال اتصالا تليفونيا مع أحد الموجودين فى الملعب لإبلاغ الحكم البلغارى بضرورة احتساب ضربة جزاء لمصر حتى تحرز هدفها الثالث.. وهذه هى الجريمة التى أقصدها وليس مجرد أن نقرأ أو نعرف أن هناك من يراهنون فى أى مكان فى العالم على مباريات مصرية ونتائجها.. فلا الحكومة المصرية أو الاتحاد المصرى وأنديته لها أى شأن بتلك المراهنات التى تجرى وستبقى تجرى طوال الوقت.. الجريمة فقط تبدأ حين تنجح أى عصابة للمراهنات فى العالم فى الوصول للاتحاد المصرى والتدخل للتلاعب فى النتائج أو الوصول لإدارة أى ناد فى مصر والاتفاق معها على تعمد الهزيمة.. فإن لم يحدث ذلك فلا جريمة ولا أخطاء أو خطايا. نقلًا عن جريدة المصري اليوم ...
