•• فى حلقة مثيرة من برنامجه الملعب، استضاف أحمد شوبير الزميل ياسر أيوب الذى تحدث عن الفساد فى عالم المراهنات على مباريات كرة القدم، مستندا على اعترافات الحكم السابق السنغافورى ويلسون راج بيرومال فى كتابه «ملوك الغش»، الذى أثار ضجة كبيرة عند صدوره.. ووجه الإثارة أن ياسر أيوب كان يتحدث بنصوص وردت فى الكتاب، يعترف فيها الرجل بتلاعبه فى نتائج المباريات، ومنها مباراة مصر وأستراليا الودية فى نوفمبر 2011 حيث قدم رشوة للحكم البلغارى الذى أدار اللقاء ليفوز المنتخب بثلاثة أهداف نظيفة، وهى لم تكن نظيفة قطعا؟. •• الأمر يستدعى تحقيقا مصريا فى هذا الفساد، لأن ويلسونبيرومال تحدث عن رجل خفى يعمل معه فى مصر، ويعاونه فى أعماله، ولم يكشف عن اسمه فى كتابه، ومثل هذا الرجل موجود فى بلاد أخرى، وهو الكلب الخفى الذى يبدو مثل تفاحة، لكنها عفنة، أفسدت صندوق التفاح، أو صندوق الحرنكش، باعتبار أن لعبتنا ليست تفاحا.. وقد اعترف بيرومال أنه البطل المجهول وراء صعود نيجيريا وهندوراس إلى نهائيات كاس العالم فى جنوب أفريقيا 2010، ونشرت الجارديان فى عددها الصادر فى 28 أبريل 2014 هذا الاعتراف.. وهى مجرد حلقة فى سلسلة من المباريات والوقائع الفاسدة التى أصابت فيها مكاتب المراهنات كرة القدم الجميلة. •• الفساد فى المراهنات وفى التلاعب بنتائج مباريات قديم يعود إلى مائة عام للوراء.. إلى عام 1915 فى مباراة بين فريقى ليفربول ومانشستر يونايتد وتم إيقاف ثمانية لاعبين.. والفساد انتشر واتسع بسرعة انتشار النار فى الهشيم بعدما أصبحت اللعبة صناعة وفيها أموال وارباح خيالية.. والفساد تتسع أيضا درجاته وأنواعه. هناك فساد الذمم، وهناك فساد العقول، وهناك فساد القرار، وهناك فساد الجهل. إلا أن أقذر أنواع الفساد هو بيع الذمم؟! •• قبل أيام كررت هنا الحديث عن عدم الثقة فى الفيفا والتى سبق أن أوضحت أسبابها، وقلت: «ومن تلك الأسباب منح ألمانيا مونديال 2006 بعد امتناع مندوب الأوقيانوس عن التصويت، فلماذا امتنع؟ لأنه لو كان أدلى بصوته لذهبت كأس العالم إلى جنوب أفريقيا.. ولذلك عوض الفيفا جنوب أفريقيا بمنحها مونديال 2010.. وكانت المعلومات الواردة من أروقة التصويت تشير إلى تفوق ملف المغرب ليلا ثم تغيرت الاتجاهات فى سواد الليل لتذهب البطولة إلى جنوب أفريقيا صباحا. •• فى عام 1995 كان عدد مكاتب المراهنات المرخصة فى العالم 250 مكتبا وفى عام 2014 أصبح العدد عشرة آلاف منها 8500 مكتب غير مشروع، وفى اعترافاته قال برومال إنه كان يربح أو يخسر 3 ملايين يورو فى الليلة الواحدة أحيانا.. وقد تلاعبت شركات المراهنات فى نتائج 380 مباراة أوروبية، و300 مباراة فى أفريقيا وآسيا، وأمريكا الوسطى.. •• عام 2011 ألقت سلطات فنلندا القبض على ملك الغش برومال وهو يدخل مطار هلسنكى بجواز سفر مزور، وسجن لمدة عام، وتم الاتفاق معه بواسطة الشرطة الأوروبية «يورو بول» على كشف عالم المراهنات على مباريات كرة القدم، وهو يقيم فى المجر تحت المراقبة، وقد تحدث فى العديد من الوسائل الإعلامية ومنها شبكة «سى.إن.إن» الأمريكية فى 27 و28 أغسطس من هذا العام.. وقد أثار كتابه الذى صاغه له صحفيان ، أثار ضجة كبرى حتى إن أكثر من 115 وسيلة إعلامية بكل لغات العالم قامت بتغطية الأمر.. ؟!!
