لم تستسلم سارة أمام العقبات التي حاولت إبعادها عن رياضتها المفضلة، لكرة القدم، كما أن أسرتها أصابت الإختيار عندما منحتها الثقة والدعم حتي وصلت لهذه المكانة الكبيرة وحملت القابا متعددة وحققت نجاحات لا مثيل لها، وحطمت سارة حسنين لاعبة الكرة النسائية في مصر والإمارات قيود العادات والتقاليد المصرية والعربية، وأثبتتت أنها استحقت تلك الثقة وهذا النجاح. لعبت مع النني وفتحي وميدو في منتخب شوقي غريب نشأت سارة بين خمسة أخوة وأخت واحدة، وباعتبارها الصغيرة فإنها اعتادت تقليد أخوتها واللعب معهم كرة القدم خاصة وأن لديها أخ توأم لا يفارقها، وبخلاف جميع الفتيات في مثل عمرها اتجهت سارة لكرة القدم منذ عمر السادسة وأحبتها بشدة وأثبتت براعتها فيها ووجدت تشجيعا كبيرا من أسرتها، وفي عمر 9 سنوات شاركت سارة في أول فريق لكرة القدم النسائية في مصر والذي تكون بنادي الصيد، وتنبأت الدكتورة سحر الهواري بموهبتها منذ رأتها أول مرة، تقول سارة: »أصبحت ضمن أول جيل ينشر اللعبة في الوقت الذي لم تكن الزندية فيه تعترف بممارسة الكرة النسائية، ولم تكن اللعبة في هذا الوقت تتعدي الدورات الرمضانية أو البطولات الصغيرة»، ولم تنته العقبات أمام سارة التي أصبحت كرة القدم محور حياتها، فقد اضطرت أسرتها للسفر خارج مصر نظرا لظروف عمل والدها وأصبحت أمام اختيار صعب في سن صغيرة، أما أن تبقي بمصر لتحقق حلمها أو تسافر مع أسرتها ولكن أخاها إيهاب حسنين بطل الكرة الطائرة مقدم البرامج الرياضية الحالي بقي مع شقيقته الصغيرة في مصر ليصطحبها للتمارين ويترك أسرته تسافر وتتابعهما من الخارج. بطولات وألقاب هامة شاركت سارة في أول فريق لكرة القدم النسائية في تصفيات أمم أفريقيا 1998 وكانت أصغر لاعبة في الفريق بعمر 13 سنة، ثم تم اختيارها في 1999 كأول لاعبة تشارك في كأس العالم التي أقيمت في أمريكا، وفي نفس العام شاركت في بطولة بالأردن وحصلت علي كأس أحسن لاعبة، كما حصلت علي لقب هداف البطولة العربية عام 2000، كما أنها حصلت علي لقب أفضل لاعبة في مصر في استفتاء عام 2004، ودخلت ضمن تشكيل منتخب العرب عام 2005، لتصبح أول لاعبة تحصل علي كأس هداف الدوري المصري 3 أعوام متتالية، كما أنها أول مصرية تحصل علي الشهادة الأسيوية (A) في التدريب وتضيف سارة: »تلقيت عرضا للاحتراف بدولة الإمارات في نادي أبو ظبي الرياضي في عمر 20 عاما، وكنت أول لاعبة مصرية تحترف بالخارج حتي أصبحت مدربة بالنادي بجانب كوني لاعبة». تجربة الاحتراف بالإمارات شجعها والدها برغم صغر سنها ودعمتها أسرتها للسفر، وبرغم خوفها من الاغتراب في البداية إلا أن حبها لكرة القدم دفعها للإستمرار، وأثبتت سارة جدارتها وشاركت مع فريق أبو ظبي في العديد من البطولات المحلية والدولية، وأصبحت سارة حسنين أول من أنشأ كرة القدم النسائية الإماراتية، وتم اختيار لاعبات احترفا في أسبانيا من ناشئات النادي، وتقول سارة: »بعض اللاعبات حققن نجاحا كبيرا منهن اللاعبة الجليلة النعيمي التي تمتلك قدرا كبيرا من المهارة بجانب الأخلاق»، وتقول: »أولت الإمارات اهتماما كبيرا للعبة وجذبت الفتيات، أما في مصر فتوجد مهارات أقوي ولكن للأسف لا يوجد هذا الدعم»، كما تضيف: »الإقبال العربي علي كرة القدم النسائية بشكل عام ضعيف، ولكن الأردن هي من أكثر الدول اهتماما باللعبة ومنافسة عالمية»، وبالرغم من احترافها بالخارج لمدة 15 عاما إلا أن سارة لم تفقد حبها لمصر، بل قالت أنها مستعدة لترك أي مكان إذا طلب منها تدريب منتخب مصر وأن هذا الأمر أكثر ما يشرفها لأنه فريق بلدها وتقول: »أتمني أن يتوج فريق بلدي مصر الأول علي العالم يوما ما». التدريب مع الناشئين تفتخر سارة حسنين بأنها قضت فترة تدريبية مع منتخب ناشئين الرجال تحت قيادة المدرب شوقي غريب، وذلك لتأهيلها للمشاركة في كأس العالم، ولعبت بجوار أحمد حسام ميدو ومحمد النني وأحمد فتحي وشيتوس ومعتز إينو، وتقول: »كنت الفتاة الوحيدة بينهم وتفاجأوا بمهارتي في الملعب، ولكنني وجدت منهم مساعدة واهتمام وكنت اتنقل معهم بالأتوبيس الخاص بالمنتخب، أما عن لقب بندق فيبدو أن مهارات سارة تتشابه كثيرا مع مهارات خالد الغندور صاحب لقب بندق، كما أنها تلعب بالقدم اليسري أيضا وتحمل علي فانلتها رقم 4، وبالرغم من أنها تلعب في مركز خط الوسط شمال إلا أنها جوكر تلعب وتتألق في جميع المراكز بالملعب، وتعترف أنها أهلاوية، وتشجع برشلونة ولكنها غير متعصبة وتهتم بفنيات المباراة أكثر من النتائج، وتحاول اكتساب الخبرة كلاعبة وكمدربة أثناء مشاهدة المباريات. علاقة الأنوثة بالرياضة بالرغم من أن بعض الرياضات تزيد من حجم العضلات بشدة لدي الفتاة، إلا أن الكرة النسائية ليست من ضمن هذه الرياضات، فتأثير العضلات لا يذكر والأنوثة لا تتعارض مع الرياضة بشكل عام والكرة النسائية بشكل خاص حيث تقول سارة: »لكل مقام مقال، فالمعاملة واللبس في الملعب يختلف عن السهرات أو الرحلات، وأنا اهتم بشكلي ومظهري كما اهتم بالرياضة والتمارين». كما أن الفتيات تتميز باجتهادها في التمارين علي عكس الرجال الذين يتميزون ببنية عضلية أقوي وباجتهاد أقل. وتقول سارة: »اتمرن ساعتين يوميا حتي في أيام الراحة والرياضة طورت شخصيتي ونظمت حياتي وغيرتني للأفضل»، تحرص سارة علي تناول طعام صحي وتطبخ بنفسها، وتهتم بوجبة الإفطار بشدة لصحة الجسم والعقل. أحلام للكرة النسائية بعد اتجاهها للتدريب وليس فقط اللعب، لم تعد سارة حسنين تهتم بتطوير مهارتها الفردية، ولكنها أصبحت أكثر اهتماما بمنتخبات وأندية العالم وحصلت علي دورات تدريبية التي تساعدها، كما أنها تتابع كرة القدم النسائية المصرية وتقول: »نادي وادي دجلة هو الأفضل في اللعبة ويحصد البطولات المستمرة، بالإضافة لنادي الطيران ونادي الإعلاميين الذي حقق إنجازات كثيرة». ولكن الكرة النسائية تفتقد للعديد من الخطوات التي تساعدها، وأهمها تطوير البراعم ودعم الناشئات وعودة دوري المدارس، والاتجاه لتنمية المحافظات، وتغليب المصلحة العامة علي الشخصية، والاهتمام بالجيل الذي صنع اللعبة مثل شيرين عبد العزيز واعتماد فوزي وماجدة زكريا ومروة الحواط وشيرين شلبي ودعاء وجيه والتوأم وسام وريهام عثمان، كما أن الصفات البدنية والمهارة بجانب الذكاء والثقة بالنفس والأخلاق والطموح من أهم صفات الرياضي، وأيضا احترام قرارات الحكام من أخلاق لاعبي ولاعبات كرة القدم والرياضة عامة، ووجود الجمهور جزء أساسي من المباراة، تقول سارة: »الماتش بدون جماهير ميت، فهم يشعلون حماس اللاعبين».