يعيش نادي الإسماعيلي خاصة علي مستوي الفريق الأول لكرة القدم حالة من التخبط والغموض حول مستقبل "الدراويش"، ورغم أن مسابقة الدوري الممتاز متوقفة إلي أجل غير مسمي منذ كارثة إستاد بورسعيد في الأول من فبراير الجاري، إلا أن الأزمات استمرت داخل الفريق خاصة بعدما فشل مجلس الإدارة برئاسة الدكتور رأفت عبد العظيم إيجاد حلول حقيقية لكيفية توفير المستحقات المالية الخاصة باللاعبين، خاصة السداسي المطلوب تجديد التعاقد معهم في الوقت الحالي وإلا سيكون لهم مطلق الحرية في الرحيل إلي فرق منافسة بداية الموسم المقبل، وهم إبراهيم يحيي وأحمد صديق وعبد الله الشحات وأحمد سمير فرج والمعتصم سالم ومحمد محسن أبو جريشة.كما بدأ مجلس الإدارة يطلب من القومي للرياضة برئاسة الدكتور عماد البناني تقديم دعم مادي للإسماعيلي، لمساعدته علي بناء المبني الأجتماعي في ظل نقص السيولة وكثرة الديون علي الدراويش، خاصة مع توقف مسابقة الدوري الممتاز وعدم الحصول علي مقابل البث الفضائي من اتحاد كرة القدم، وأيضا عدم الحصول علي الدفعة الثانية من التعاقد مع الشركة الراعية التي تتحجج بأنها لا تجد معلنين بسبب عدم استقرار الأوضاع في مصر. لأول مرة تخرج جماهير الإسماعيلي في وقفة احتجاجية كبيرة أمام مقر النادي، وأطلقوا علي مظاهرتهم السلمية "جمعة رحيل الإدارة"، ورفعوا لافتات تهاجم السياسة التي يسير عليها عبد العظيم لأنها قائمة من وجه نظرهم علي تخريب النادي و"تطفيش النجوم"، ورددوا هتافات مشابهة للتي ظهرت أيام ثورة 25 يناير" مش هنمشي هو يمشي"، وتجمع عشاق الدراويش عقب صلاة الجمعة في ميدان الممر ثم توجهوا إلي مقر النادي، وصمموا علي البقاء إلي أن تعلن الإدارة استقالتها. وكان رد فعل عبد العظيم تجاه الوقفة الاحتجاجية ضده والمطالبة برحيله، بأنه وصف الأحداث التي تشهدها الشوارع المحيطة بالنادي ليس إلا مؤامرة ضده بواسطة 11 فردا منهم والد أحد اللاعبين الذين لم تتفاوض معهم الإدارة للتجديد بناءا علي طلب الجهاز الفني بقيادة محمود جابر، ويقصد بذلك محمد محسن أبو جريشة، مؤكدا أن هناك من يريد تهييج الرأي العام ضده بتشبيهه بالرئيس السابق . وتمسك عبد العظيم بعقد انتخابات لمجلس الإدارة المقبل في شهر يوليو المقبل، رافضا فكرة الرحيل حاليا علي أن يستمر مجلس المعين حتي نهاية المدة، معلنا عن فتح الباب لعقد اجتماعات بين أعضاء المجلس الحالي مع المرشحين المقبلين في الانتخابات لمناقشة أوضاع النادي وحقيقة المشاكل، وما هي الحلول المطرو للخروج من الأزمة، مؤكدا أن مجلس ورث المشاكل عن الإدارات السابقة، وهو تحمل المسئولية في وقت رفضها الجميع. رحيل النجوم تتفاخر الإدارة أنها سددت مبلغ 11 مليون جنيه كمستحقات متأخرة عن الموسم الماضي إلي اللاعبين، وتضع هذا الأمر علي رأس الإنجازات التي تحققت في الأشهر السابقة، ولأن مسئولي الدراويش صبوا اهتمامهم تجاه علاج الأثار السيئة لسياسات خاطئة للمجالس السابقة التي تولت مسئولية الإسماعيلي، فشلوا في تجنب كارثة أكثر خطورة تتمثل في تفريغ الفريق من نجومه، بعدما وجدوا أنهم لا يحصلون علي مستحقاتهم إلا بعد عناء، وكذلك لم تقدم لهم الإدارة العرض المالي المناسب للتجديد بحجة أن النادي يعاني من أزمة مالية، ولا يمكن تقديم أموال زائدة عن قدرتهم. بالفعل تأكد رحيل إبراهيم يحيي إلي نادي إنبي خلال الموسم المقبل بعدما وقع علي عقود رسمية من الفريق البترولي، واعترف مجلس الإسماعيلي بهذا الأمر مما يعني أن المدافع الشاب سوف يترك الدراويش دون تحقيق أي استفادة مالية منه، وحاول مجلس الإدارة الخروج بأقل الأضرار بالتفاوض مع إنبي لشراء يحيي في الانتقالات الشتوية بدلا من الانتظار حتي نهاية الموسم، أملا في الحصول علي مقابل مادي لبيعه، لكن إيقاف الدوري وغموض مصيره أفشل محاولات الدراويش. ونفس الأمر مع أحمد سمير فرج الظهير الأيسر الذي أعلن رسميا نادي وادي دجلة ضمه للاعب بداية من الموسم المقبل، وفي الطريق أيضا عبد الله الشحات الذي مازال في مرحلة إنكار الرحيل حتي الآن، بينما استقر المعتصم سالم علي فكرة الرحيل لأسباب أسرية خاصة به تمنعه من الاستمرار مع الإسماعيلي، ودخل أبوجريشة في حالة من العناد مع مجلس الإدارة لدرجة أنه قرر الرحيل نهاية الموسم حتي لا يستفيد النادي من أي مقابل مادي بعد بيعه لفريق أخر. التنازل مقابل الإعارة لجأ مجلس الإسماعيلي إلي سياسة جديدة لتخفيف الحمل علي خزينة النادي، وهي إعارة لاعبيه إلي أندية أخري مقابل أن يستغني اللاعب عن كافة مستحقاته المتأخرة علي أن يستفيد بشكل كامل من قيمة الصفقة، وبالتالي يحقق اللاعب مكسبا ماديا دون أن يتحمل الإسماعيلي أي أموال أو ضرائب، وهذا الأمر حصل عند إعارة الحارس محمد فتحي إلي تليفونات بني سويف، وأيضا إعارة حسني عبد ربه إلي نادي اتحاد جدة السعودي في صفقة تم حسمها خلال ساعات قليلة وبشكل مفاجئ. استغني عبد ربه عن مستحقاته عن الموسم الماضي والجاري بقيمة 5 ملايين جنيه، وبالتالي فهو عندما يعود إلي الفريق مجددا خلال الموسم المقبل لن يكون له أي متأخرات، ونفس الأمر بالنسبة للحارس محمد فتحي، لكن هذا القرار زاد من غضب جماهير الإسماعيلي لأن الإدارة قامت بالتفريط بنجمي الفريق دون انتظار معرفة مصير مسابقة الدوري الممتاز هذا الموسم، وهل إذا عادت البطولة من جديد بعد توقفها الطويل سيكون الإسماعيلي قادرا علي الاستمرار في المنافسة بعد التفريط في هداف الفريق "عبد ربه" والحارس الثاني "فتحي" الذي يعتبر خط الأمان في حالة إصابة الأساسي محمد صبحي، وهذا موقف تكرر كثيرا خاصة مع بداية الموسم في مسابقة كأس مصر. صفقة حجازي تفائل لاعبو الإسماعيلي بإعلان مجلس الإدارة الموافقة علي احتراف المدافع الشاب أحمد حجازي في نادي فيورنتينا الإيطالي بمبلغ مليون ونصف يورو، أي ما يعادل 11 مليون جنيه مصري، لكن الحقيقة أن الإعلان عن إتمام الصفقة لم يكن إلا "شو إعلامي" لأن المفاوضات لم تكن قد انتهت بين الطرفين خاصة فيما يتعلق بطريقة سداد المبلغ، فالنادي الإيطالي يريد السداد علي أقساط لمدة سنة، بينما يريد "الدراويش" المبلغ كاملا في دفعة واحدة للوفاء بالمستحقات المالية المتأخرة، خاصة فيما يتعلق بمستحقات اللاعبين. لذا تدخل والد حجازي بشكل شخصي لإنقاذ الصفقة التي يعتبرها اللاعب نقلة كبيرة في مشواره الكروي، وأعلن الإسماعيلي مجددا عن نجاح المفاوضات التي أسفرت عن موافقة النادي الإيطالي علي دفع قيمة 50٪ من قيمة الصفقة، ثم سديد باقي المستحقات مع بداية الموسم المقبل، لكن حتي الآن لا يوجد شئ رسمي ولا أحد يعلم إن كان الأمر صحيحا أم مجرد محاولة لامتصاص غضب الجماهير واللاعبين، بإعطائهم أمل جديد لتوفر السيولة المالية.