فرحنا بالفوز العزيز علي غانا، واحتفلنا بتصدر المجموعة الخامسة لتصفيات افريقيا نحو كأس العالم بروسيا 2018، لكن شيئا حقيقيا أكبر من هذا لم يحدث بعد، وهو ما يجب التنبه له والتنبيه عليه، حتي لا نصحو علي صدمة.. ربنا ما يجيبها. نظرة هادئة علي جدول وموقف هذه المجموعة التي تضم إلي جانب مصر وغانا كلا من أوغنداوالكونغو، تقول عدة حقائق يجب أن نضعها في اعتبارنا جيدا. أولا.. منتخب الكونغو خرج من الصورة بهزيمتين من مصر واوغندا، ولا يمكن انتظار مفاجأة حقيقية منه في مباراتيه القادمتين تباعا مع غانا في برازافيل، وأكرا، وتقريبا كل من سيلتقي الكونغو، حتي فريق بلدتنا في أسيوط، سيحصل منه علي النقاط الثلاث؟ ثانيا.. أوغندا »فريق رخم»، وتولد لدي لاعبيه ومدربهم الصربي حلم التأهل لكأس العالم، لأول مرة في تاريخهم بعد التعادل مع غانا في أكرا والفوز علي الكونغو، من هنا تعد مباراتا مصر معه في كمبالا خلال شهر أغسطس من العام المقبل وفي القاهرة في الشهر التالي مؤثرتين كثيرا في تحديدم موقف الفريقين بنسبة كبيرة. ورغم ان التاريخ الخاص بلقاءات مصر وأوغندا يشير إلي تفوق الفراعنة اذ خلال 17 مباراة بينهما فازت مصر 13 مرة وكان الفوز الوحيد لأوغندا في ابريل 1965 بنتيجة ثقيلة 5/1 في كمبالا، وكان التعادل في ثلاث مرات مؤثرا في بعض المناسبات حتي ان الناقد الرياضي الكبير نجيب المستكاوي رحمة الله عليه، كتب عن الهزيمة الثقيلة في الاهرام »اتكمبلنا في كمبالا». وهو ما بدأت الذاكرة الرياضية تجتره بخوف مؤجل! ثالثا.. غانا فريق ثقيل، وخدمت الظروف الفراعنة في الفوز عليه برغم تفوق النجوم السوداء كثيرا في برج العرب، ويمتلك هذا الفريق نخبة من اللاعبين الاكفاء أصحاب الخبرات العالمية، واذا كان رصيد غانا حاليا لا يزال نقطة واحدة فلا تزال أمامهم 12 نقطة قال اكثر من لاعب عقب الهزيمة من مصر إنهم عازمون علي حصدها كلها، وهو ما يبدو في متناولهم كثيرا، فلا صعوبة حقيقية أمامهم في الفوز علي الكونغو حصالة المجموعة رايح جاي في الجولتين القادمتين في اغسطس وسبتمبر، ثم لقاء غانا مع أوغندا في كمبالا سيكون في الجولة قبل الأخيرة، وعندها سيكون موقف أوغندا قد تبلور في ضوء نتيجة مباراتين مع مصر، واذا ما تأكد خروج اوغندا من خط السباق لن يكون صعبا علي نجوم غانا العودة من كمبالا بالنقاط الثلاث، وبعدها لا يتبقي لهم غير مباراتهم مع مصر في أكرا وأوكوماسي، والمؤكد أن مهمة كوبر ولاعبيه فيها لن تكون سهلة بأي حال ويعد فوز غانا علي أرضها هو الأقرب للمنطق والواقع.. أي أن فريق النجوم السوداء لن يكون صعبا عليه جمع ال12 نقطة لتضاف إلي نقطته الوحيدة حاليا ليكمل إل 13 نقطة وهو الأمر الطبيعي والمتوقع. رابعا.. السفر إلي روسيا لن يكون بالأماني والأغاني ولا بالفوز علي غانا وحصد 6 نقاط، فالمنتخب الوطني يحتاج أولا وشرطا الفوز علي أوغندا في كمبالا في الجولة المقبلة في اغسطس القادم، لان هذا وحده هو ما سيعطي الفراعنة فرصة الترجيح والتفوق علي غانا وأيضا اخراج أوغندا من السباق قبل مباراة القاهرة التالية في سبتمبر والفوز بها أيضا يرفع رصيد مصر إلي 12 نقطة وعندما تضاف إليها ثلاث نقاط من الفوز علي الكونغو الحصالة في القاهرة في الجولة قبل الاخيرة يكتمل الرصيد المصري عند 15 نقطة وهو ما يستحيل علي غانا بلوغه، ليضمن الفراعنة الحصول علي تأشيرة المونديال دون الحاجة لمباراة غانا الاخيرة أو انتظارها في الاصل، أما تعادل مصر مع اوغندا أو ما هو أقل من هذا، يفتح الباب وبقوة أمام نجوم غانا عند التساوي معهم في رصيد ال13 نقطة ليدفعهم للفوز علي مصر بأكثر من هدفين وترجيح كفتهم وخطف الحلم منا، وهذا ما يجب ان ندق له ناقوس الخطر ولا مأمن منه إلا بالفوز علي اوغندا في كمبالا قبل القاهرة. حتي لا يتأزم الموقف ويتكمبل المنتخب وحتي لا نزعج المستكاوي الكبير رحمة الله عليه في رقدته!