بدأ العد التنازلي لانتهاء التصفيات المؤهلة إلي أمم أفريقيا 2015 المقرر إقامتها بالمغرب خلال الفترة من 15 يناير إلي 15 فبراير المقبلين وهي العرس الأفريقي الكروي الأكبر بالقارة السمراء الذي يقام كل عامين. ولم يتبق سوي جولتين فقط هما الخامسة والسادسة علي انتهاء التصفيات بدأ جميع المشاركون في إعداد حساباتهم من أجل حجز بطاقة الصعود بالقطار المسافر إلي نهائيات البطولة المهددة بالنقل من المغرب إلي دولة أخري بسبب مخاوف الأشقاء من مرض الايبولا. ويعيش ثلاثة من الكبار مأزقاً يهدد بابتعادهم عن المشهد الأساسي في أمم أفريقيا 2015 وهم منتخبنا الوطني وكوت ديفوار ونسور نيجيريا حاملو لقب البطولة الماضية 2013 وقد لا يظهر أي منهم في النسخة المقبلة أو الثلاثة وهو ما سيتضح للغاية في الجولة الخامسة فيما يبدو موقف أسود الكاميرون ونجوم غانا السوداء وتونسوجنوب أفريقيا مريحاً إلي حد كبير في حسم الصعود. ويعد المنتخب الجزائري العربي الشقيق هو الفريق الوحيد من بين كل المشاركين الذي ضمن بطاقة الصعود الأولي عقب انتهاء الجولة الرابعة بينما مازال هناك 26 منتخبا آخر يحدوهم الأمل في اللحاق بالأخضر الجزائري بعد تأكد خروج منتخب بتسوانا من حسابات المنافسة بالمجموعة السابعة. ونبدأ بالمجموعة السابعة التي تهمنا لأنها تضمن منتخبنا.. الاشقاء التوانسة وصلوا للنقطة العاشرة وأصبحوا أقرب فرق المجموعة لحجز أول بطاقة صعود بمجرد الحصول علي نقطة من بتسوانا أضعف فرق التصفيات وليس المجموعة فقط في مباراتهما معاً بالجولة الخامسة ليتركوا الصراع قائماً بين مصر والسنغال علي البطاقة الثانية. ولا بديل للفراعنة 6 نقاط عن الفوز علي السنغال "7 نقاط" في الجولة الخامسة للتقدم للمركز الثاني ويظل الأمل معقودا في الجولة السادسة والأخيرة بالفوز علي تونس والوصول للنقطة الثانية عشرة والتأهل المباشر بغض النظر عن نتيجة السنغال في مباراتها علي ملعبها أمام بتسوانا. إذن الحل الأمثل للفراغنة الفوز في المبارتين للابتعاد بنفسه عن أي حسابات أخري معقدة وحجز بطاقة تأهل والمؤكد أن مهمته ستكون أسهل حال حسم التوانسة الصعود في الجولة الخامسة لأننا سنلعب أمامهم في تونس بالجولة السادسة. ولكن قد تتعقد الحسابات في الجولة الخامسة داخل المجموعة حال خسارة تونس وفوز مصر علي السنغال لأن وقتها ستصبح مهمة منتخبنا صعبة للغاية في الجولة السادسة لأن التوانسة سيحتاجون إلي نقطة بأي صورة للصعود لأن الخسارة للتوانسة قد تعني الفشل في التأهل علي اعتبار أن فوز السنغال علي بتسوانا في داكار سيكون مضمونا وهو ما لا نتمناه بالفعل لذا بات مصير الفراعنة معلقا بأقدام تونس وبتسوانا في الجولة المقبلة. ولكن إذا كان حسم الصعود بين فريقين عبر المواجهات المباشرة بينهما فإن تونس تعتبر صعدت رسمياً حتي لو خسرت مباراتيها أمام بتسوانا ومصر لأن نتيجتها أمام السنغال ذهابا وإيابا تصب في مصلحتها. أما حال خسارة مصر أو تعادلها مع السنغال وتعادل تونس علي الأقل أو حتي خسارتها أمام بتسوانا فسينتظر الفراعنة أمل الصعود كأفضل ثالث حتي لو فازوا علي تونس بالجولة الأخيرة وذلك علي اعتبار أن فوز السنغال علي بتسوانا في الجولة السادسة محسوما لذا نكرر أن استمرار الأمل المصري في التأهل المباشر مرتبط فقط بالفوز علي السنغال في الجولة المقبل. أما المجموعة الأولي فيسير بها أولاد جنوب أفريقيا نحو الصعود بثبات 8 نقاط في المقدمة وبعدهم جمهورية الكونغو الثاني سبع نقاط ثم نيجيريا المهددة الثالث 4 نقاط وأخيراً السودان الثالث 3 نقاط. ويتجه نسور نيجيريا إلي مشارف الخروج من التصفيات لاسيما وأن مباراتهم المقبلة بالجولة الرابعة أمام الكونغو التي خسروا أمامها في نيجيريا 2/3 بالذهاب وبالتالي فالأمر أكثر صعوبة في الأياب ما لم تحقق المفاجأة وتفوز. ولا بديل أمام النسور من الفوز علي الكونغو أولاً لضمان الإبقاء علي أمل المنافسة ثم علي جنوب أفريقيا لضمان الصعود وخلاف ذلك لن تحظي بالحصول علي أي من بطاقتي السفر إلي المغرب علي الإطلاق. أما الكونغو فيكفيها الفوز علي النسور النيجيرية لتحجز رسمياً بطاقة صعود بغض النظر عن نتيجة مباراتها الأخيرة أمام السودان في الخرطوم لأنها بهذا الانتصار ستقضي علي آمال النسور والسودان معاً في اللحاق بها. وجنوب أفريقيا في مباراتها علي ملعبها أمام السودان الجولة المقبلة يكفيها نقطة الصعود رسمياً شرط فوز الكونغو علي نيجيريا أما لو فازت الأخيرة فسينتظر الأولاد للجولة السادسة لحسم الموقف وستلاقي خلالها نيجيريا في لاجوس وقد تودع حال فوز الكونغو علي السودان والنسور عليها في المباراة الأخيرة لذا فإن الطريق الأقرب للأولاد هو الفوز علي السودان في جوهانسبرج وغلق الباب أمام أي حسابات أخري. بينما المنتخب السوداني الشقيق في موقف لا يحسد عليه وضمانه الوحيد للصعود الفوز علي جنوب أفريقيا خارج ملعبه أولاً ثم علي الكونغوبالخرطوم ليصعد بعيداً عن حسابات باقي الفرق الأخري بالمجموعة. أما المجموعة الثانية فالصراع يدور علي بطاقة واحدة فقط بعدما فضت الجزائر الاشتباك حول البطاقة الأولي وفازت بها وتترك الثانية لكل من مالي 6 نقاط وإثيوبيا 3 نقاط ومثلها مالاوي. ومنتخب مالي سيلعب في الجولة الخامسة خارج أرضه أمام مالاوي في لقاء تكسير عظام أم الاقتراب أكثر من الصعود بالتعادل أو الفوز لاسيما وأن مباراته الأخيرة بملعبه أمام الجزائر أو الدخول في الحسابات المعقدة بالخسارة. ويلعب المنتخب الجزائري دوراً محورياً في الجولتين المقبلتين ففي حال واصل علي نفس الأداء والقوة فسيضع إثيوبيا ومالي في حرج بالغ خاصة إثيوبيا التي ستذهب للأخضر في الجولة الخامسة ولا بديل أمامه عن الفوز للحفاظ علي أمل المنافسة. وعن المجموعة الثالثة فمازالت بطاقتا الصعود حائرتين بين المنتخبات الأربعة الجابون المتصدر 8 نقاط وبوركينا فاسو الثاني 7 نقاط وانجولا الثالث 4 نقاط وليسوتو الرابع نقطتان. وتعتبر الجابون الأقرب لحجز إحدي البطاقتين فأمامها مباراتان الأولي خارج ملعبها مع انجولا والثانية بأرضها أمام ليسوتو وإذا خسرت الأولي وفازت بالثانية وصلت للنقطة ال11 وضمنت الصعود. أمام بوركينا وانجولا وليسوتو فيتحتم علي كل منهم الفوز بالمباراتين ولكن علي ليسوتو انتظار نتائج المنافسين ليتحدد موقفها بشكل نهائي إذ يجب أن تخسر بوركينا وانجولا في المباراتين لتضمن هو الصعود وهذا يصعب تحققه علي أرض الواقع لاسيما وأن مباراة بوركينا الأخيرة علي ملعبها أمام انجولا التي ستلعب علي أرضها في الجولة الخامسة مع الجابون. وفي المجموعة الرابعة فإن الكاميرون علي مشارف الصعود بالفعل ورصيدها 10 نقاط في الصدارة ويليها الكونغو الديمقراطية الثاني 6 نقاط ثم كوت ديفوار بنفس الرصيد ولكنها تتأخر بفارق الأهداف وخلفهما سيراليون الرابع نقطة واحدة. وتلعب الكاميرون مع الكونغو وسيراليون مع كوت ديفوار في الجولة الخامسة قبل الأخيرة وثم كوت ديفوار مع الكاميرونوالكونغو مع سيراليون في الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات. وأسود الكاميرون يكفيهم الحصول علي نقطة من المباراتين لضمان الصعود وهي مهمة سهلة لذا فهي صعدت نظرياً ما لم تحدث المفاجأة وتخسر في المباراتين وهو احتمال ضعيف للغاية لكنه وارد الحدوث. أما كوت ديفوار والكونغو فالفرصة متكافئة بينهما بل هي أفضل للأفيال نسبياً لأنهم سيلعبون مع سيراليون أولاً بينما الكونغو ستخوض مواجهة صعبة أمام الأسود وهم أقرب للخسارة لاسيما وأن المواجهة الأولي بينهما في الكونغو انتهت لصالح الكاميرون بهدفين للا شيء وستحل الكاميرون ضيفاً علي كوت ديفوار في الجولة الأخيرة وستكون مهمتها انتهت لتسهل المهمة علي الأفيال في هذا اللقاء. أخيراً تمني سيراليون النفس بالحلم الأضعف بالنسبة لها إذ يجب أن تفوز في المباراتين علي كوت ديفوار ثم الكونغو مع ضرورة خسارة الأفيال والكونغو في مباراتهما أمام الكاميرون لتضمن الصعود. وتقبض غانا أو النجوم السوداء علي عجلة القيادة في المجموعة الخامسة حتي الآن باحتلال الصدارة برصيد 8 نقاط وأمامها مباراتان علي الترتيب في كمبالا ضد أصحاب الأرض أوغندا ثم علي ملعبها مع توجو. وتحتاج إلي الفوز بأي من المباراتين لتصعد مباشرة إلي النهائيات بعيداً عن أي حسابات ما لم تخدمها الظروف في الجولة الخامسة بتعادل توجو مع غينيا بشرط تعادلها هي نفسها مع أوغندا لتحجز بطاقة صعود رسمياً فيما سيكون خسارة غانا لمباراتيها حلما صعب المنال لمنافسيها وهو السبيل الوحيد لخروجها من التصفيات. أما الصراع علي البطاقة الثانية فسيظل مستمراً حتي الجولة الأخيرة بين الفرق الثلاثة توجو الثاني بالمجموعة 6 نقاط وأوغندا 4 نقاط وغينيا مثلها أيضاً والفرصة الأكبر لمنتخبي توجو وأوغندا بل إن الأخيرة تبدو فرصتها أفضل كثيراً. وتراهن أوغندا علي خسارة غينيا أمام توجو لتخرج من دائرة المنافسة تماماً بينما تتغلب هي أي أوغندا علي غانا في الجولة المقبلة ثم تذهب إلي غينيا التي أصبح لا ناقة لها ولا جمل في المنافسة لتلاقيها في الجولة الأخيرة بينما ستلعب توجو أمام النجوم السوداء في غانا ولن يكون أمام النسور بديل عن الفوز لضمان الصعود. وتشهد المجموعة السادسة تفوقاً واضحاً للرأس الأخضر أحد المنتخبات الصاعدة بقوة في القارة السمراء فهي علي القمة برصيد 9 نقاط ويكفيها نقطة وحيدة من مباراتيها أمام النيجر أو زامبيا. والرأس الأخضر أو "كاب فيردي" صاعدة لا محالة لأن مباراتها المقبلة علي ملعبها أمام النيجر وسبق لها وفازت في الذهاب علي نفس المنتخب بملعبه 3/1 ولو لم يكن الفوز مضموناً هذه المرة فإن التعادل علي الأقل سيحدث لذا الجولة هي جولة التأهل للرأس الأخضر. أما البطاقة الثانية فهي بين زامبيا حامل لقب بطولة 2012 وموزمبيق فكليهما يملك خمس نقاط ولكن حسب النتائج السابقة فإن موزمبيق هي الأقرب لأنها تستضيف علي ملعبها زامبيا في الجولة المقبلة والفوز بمثابة حياة أو موت فيما لقائها الأخير خارج ملعبها أمام النيجر التي ستكون ابتعدت عن الحسابات حال خسارتها المتوقعة أمام غانا فيما لا يوجد بديل أمام زامبيا عن الفوز أو التعادل علي الأقل مع موزمبيق ثم الفوز علي ملعبها بالجولة الأخيرة علي كاب فيردي أو الرأس الأخضر.