الارقام الخيالية التي نسمعها عن أسعار لاعبي كرة القدم في مصر شيء خيالي فلا واحد منهم ميسي ولا الآخر رونالدو حتي تدفع النوادي وهي علي ما أعتقد في اغلبيتها مؤسسات عامة تخدم جموع الشعب دم قلبها فيهم.. والهطل في التصرف في أموالها قطعا إهدار للمال العام. بسهولة صار سعر اللاعب وكأنه سلعة تباع وتشتري في سوق لا علاقة له بكرة القدم ولكنه العند بين الاندية خاصة الكبير منها التي تشعل بما تقوم به أعصاب النوادي الأخري لتخطف لاعبيها ولا عزاء للرياضة. أين الرقابة وأين وزارة الشباب من ذلك ان ثمن لاعب واحد يدفعه الاهلي أو الزمالك كفيل بانشاء مراكز رياضية في كل انحاء الجمهورية تكون كفيلة بإخراج أبطال رياضيين لو أعددناهم إعدادا جيدا ما رأينا تلك الكارثة التي شاهدناها في ريو دي جاينرو وتلك النتائج الهزيلة التي حققتها من اخترناهم لتمثيل مصر حتي ولو تمثيلا مشرفا وليس للمنافسة. لا أتخيل لاعبا في مصر يصل ثمنه ليلعب لأحد الاندية المحلية حتي ولو الاهلي والزمالك إلي 10 ملايين أو 12 مليون جنيه مثلا حتي ولو كان فلتة اننا هنا نضع النماذج السيئة لشبابنا الذي يجد في أمثال هؤلاء القدوة تماما كما نقدم أفلامنا وتمثيلياتنا البلطجي والقواد وتاجر المخدرات علي أنهم أبطال وصار تقليدهم مع الأسف هو الصورة السائدة شكلا حتي الآن والخوف ان يتحول ليصبح هو لب الموضوع اخراجا وتنفيذا علي أرض الواقع. ما يحدث في الاندية هو الاسراف وعدم المسئولية بعينه فتلك الاموال التي يشتري بها اللاعبون من اندية اخري هي دليل فشل ادارات تلك الاندية علي خلق شباب رياضي جديد من بين اعضائها وهذا هو الهدف الرئيسي من انشاءها فهي إن كانت نوادي اجتماعية حقيقية لكنها في جزء كبير منها نواد رياضية هدفها المنافسة علي البطولات المحلية والقارية إن أمكن في كل اللعبات الفردية والجماعية تخيلوا ان فريقي الاهلي والزمالك ليس من بين لاعبيهم الا القليل من ابناء النادي . كل واحد منها يفتخر انه اشتري 16 أو 17 لاعبا لسد الثغرات من الناحية اليمني أو اليسري أو خطوط الوسط والهجوم ليكسب الدوري أو الكأس أو ينافس علي بطولات افريقيا. النوادي تحقق رغبات المدربين الاجانب الذين لا هم لهم الا الفوز بالبطولات حتي ولو علي حساب ابناء النادي الذين يستغني عنهم بلا مقابل ثم تكتشف بعد سنة أو اثنتين ارتفاع مستواهم فيسيل لعاب النادي الاصلي ليعيدهم مرة اخري لحظيرته نادما علي التفريط فيهم. في الحقيقة ما يحدث داخل الاندية هو مسئولية الجمعيات العمومية التي تشجع علي ذلك لانها ببساطة لا تراقب بضمير ما يحدث في مجلس الادارة فهي في حالة فرح طالما أن الفرق تكسب ولكنها مع الأسف فرق بلا مستقبل لانها ببساطة تعتمد علي غيرها من الاندية ولا تخلق أشبالا يمكنهم سد النواقص في أي فرقة وذلك هو سر ضعف عدم وصولنا إلي منصات التتويج أولمبيا وسر عدم وصولنا إلي الدورات العالمية خاصة كأس العالم للكرة والكارثة الكبري هو اننا لا نجد بطلا واحدا في لعبة أوليمبية أو عالمية في اللعبات الفردية إلا وقد صرف عليه في الخارج لوجوده مع أسرته أو تتبناه هيئة أو مؤسسة لانه ببساطة لم يبق لدي الاندية في ميزانيتها التي تصرفها بالكامل علي الكرة ما يمكن أن ندرب به اشبالا. الاهلي كسب من بيع لاعبين والزمالك حقق الملايين من بيع اخرين ولكن هل اللاعبون تجارة رابحة لتلك الدرجة واذا كانوا كذلك فهل هذا هو الهدف في تلك الاندية الكبري ان تستقدم لاعبا لبيعه بأعلي من ثمنه بعد عام أم أن استقرار الاندية وخلق اجيال من الشباب لهم الانتماء أفضل.