المصري .. يكسب ! لم تمض سوي ساعات قليلة علي اعلان الجبلاية والبحث عن مدرب أجنبي لقيادة منتخب الفراعنة واستبعاد المدرب الوطني حتي جاء الرد سريعا ومزلزلا من المدربين المصريين.لم يكن رد المدربين المصريين علي الجبلاية باقامة مظاهرة.. أو شجب القرار من خلال مواقع الانترنت والفيس بوك.. أو الاحتجاج وتقديم مذكرات ورقية لوزير الشباب. لم يفتح المدربون المصريون النار علي الجبلاية أو يتهمونها بإهدار المال العام.. أو بالانحياز ضد المدرب الوطني.. لكن ردهم كان عمليا.. ورائعا. قام المدرب الوطني »بغسل» نظيره الخواجة الأجنبي في الدوري المحلي.. وليس »الغسل» فقط ولكن وصل في بعض المباريات إلي »غسيل ومكواة». البداية كانت بالخواجة الاسباني جاريدو مدرب الأهلي الذي لقنه حسام حسن درسا لن ينسي في كرة القدم بعد أن قاد الاتحاد للفوز علي بطل أفريقيا برباعية تاريخية هي الأكبر في تاريخ فوز الاتحاد علي الأهلي. ولم تمض عدة سويعات حتي كان (المعلم) حسن شحاتة »يخلص» علي البرازيلي هيرون ريكاردو مدرب الاسماعيلي ويهزمه بهدفين نظيفين بواسطة ذئاب الجبل. وجاء الدور علي الخواجة البرتغالي جايمي باتشيكو الذي لم يهزم هذا الموسم وتلقفته أيدي (الجوهري الصغير) طارق العشري الذي لم يتواني في تلقين أحد الخواجات كمالة الدرس.. وفاز انبي علي الزمالك بهدفين نظيفين وكادت النتيجة أن تضيع بباتشيكو خارج أسوار القلعة البيضاء. وحتي يكتمل الدرس.. ويكتمل (العظات) الفنية للمدربين المصريين.. قام حمادة صدقي المدرب المساعد السابق لحسن شحاتة في العصر الذهبي بتلقين الفرنسي دينس لافاني مدرب سموحة درسا هو الأجمل والأكثر اثارة. فقد جاء لافاني لتدريب سموحة علي حساب حمادة صدقي وتوقع الجميع أن تكون المواجهة ساخنة لكنهم لم يتوقعوها »دراماتيكية» فقد تقدم سموحة بهدف هاني العجيزي بعد 10 دقائق من بداية المباراة ومرت المباراة حتي الدقيقة 82 وظن الجميع أن صدقي انهزم يا رجالة. لكن حمادة »لعب» بلافاني ورد كرامة المدرب المصري في عشر دقائق وحول هزيمته بهدف الي فوز لوادي دجلة بهدفين »ملعوبين» يدرسان في كرة القدم بمفهومها الهجومي الشامل. كل تلك الدروس ربما تفتح عيون رجال الجبلاية للحقيقة المرة.. ان الخواجة سيظل »خواجة» لا يقدم ولا يؤخر. التصنيف الرابع القضية الأساسية التي لم يلتفت إليها اتحاد الكرة أن المشكلة ليست المصري أو الأجنبي ولكن في المال العام الذي سيهدر دون عائد. الجبلاية تبحث عن مدرب لا يتجاوز راتبه الشهري 100 ألف دولار أي ما يعادل 780 ألف جنيه بسعر السوق الموازية وهذا يعني أن الجبلاية لا تبحث عن مدرب سوبر بل تبحث عن مدرب علي »ٍقد حاله». وإذا كان مورينو ينتمي لأصحاب التصنيف الأول في المدربين علي العالم براتبه الذي يصل إلي 800 ألف يورو شهريا فان مدربين أخرين يتقاضون ما بين 200 إلي 300 ألف دولار شهريا وهم أصحاب التصنيف الثاني.. وفي التصنيف الثالث يتقاضي المدربون من 150 إلي 200 ألف دولار . إذن الجبلاية يبحث عن مدرب من التصنيف الرابع أو قل بلا خجل الخامس.. وقد كان مانويل جوزيه مدرب الاهلي قبل أن يرحل وصل راتبه إلي 80 ألف يورو!! دروس أخري حتي يحين موعد استقدام الخواجة لتدريب منتخب الفراعنة فان دروس المدربين المصريين ستتوالي مع الخواجات في الدوري المحلي!! العميد حزين لتجاهله وانتقد حسام حسن المدير الفني للاتحاد قرار اتحاد الكر ة لمدير فني أجنبي للمنتخب علي الرغم من وجود العديد من المدربين المصريين المتميزين الذين حققوا بطولات كبيرة مع المنتخب مثل الجوهري وحسن شحاتة مؤكدا أن اتحاد الكرة يتم ادارته بنظام أهلي وعشيرتي. وأضاف العميد أن الكرة المصرية منذ عام 2012 تدار من خلال هاني أبوريدة عضو المجلس التنفيذي بالفيفا مضيفا أن أبوريدة يدير الجبلاية من وراء الستار وأن جاء الوقت الذي يتولي هذا الجيل مهمة قيادة المنتخب المصري. وأعرب حسن عن حزنه بعدم ترديد اسمه من ضمن الترشيحات لقيادة المنتخب بعد أن قام عدد من الاعلاميين بترشيح أسماء معينة لم يكن ضمنها العميد. العشري يتمناه مصري وأكد طارق العشري المدير الفني لإنبي ومتصدر الدوري العام حتي الآن أن أي مدرب يتمني أن يتولي الادارة الفنية لبلاده علي الرغم من المسئولية الملقاة علي المدير الفني الذي يدرب المنتخب المصري لأن مصر دائما تبحث عن الفوز بالبطولات. وأضاف العشري أنه كان لابد من تولي مدير فني مصري أي كان اسمه ايه لكن من وجهة نظري المدرب المصري أفضل بكثير من المدرب الأجنبي مضيفا أنه مركز حاليا مع انبي في الفوز بأكثر عدد من المباريات والمنافسة بقوة علي دوري هذا الموسم. التاريخ أنصف الوطني ولم يكن المدرب الأجنبي سعيد الحظ خلال قيادته للمنتخبات الوطنية إلا في ثلاث مناسبات فقط هما التأهل لكأس العالم 1934 تحت قيادة الاسكتلندي جيمس مكاري والفوز ببطولتي افريقيا أعوام 1957 تحت قيادة المجري بال تيتكوس وعام 1986 تحت قيادة الويلزي مايك سميث. دون ذلك كان النصيب الأكثر لانجازات الكرة المصرية للمنتخبات الوطنية للمدرب المصري حيث نجح الوطني في تحقيق 5 ألقاب لبطولة الأمم الافريقية بدأها مراد فهمي عام 1957 وحقق الأسطورة محمود الجوهري بطولة 1998 وحقق المعلم حسن شحاتة ثلاث بطولات متتالية أعوام 2006 و2008 و 2010 وكان للجوهري انجاز آخر يضاف لسجلاته بصعوده بالمنتخب لنهائيات بطولة كأس العالم.